الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - محمد لوري - البحرين

26 يناير 2007 02:15
جدل بيزنطي مرة ثانية أجد نفسي مضطراً لقطع سلسلة الذكريات الخليجية للتوقف عند الجدل الذي رافق لقاء السعودية والعراق قبل أن يبدأ وبعد أن انتهى· هذا الجدل اللامنطقي والذي اتخذت منه بعض القنوات الرياضية الفضائية موضوعاً رئيسياً لم تخرج منه بأي فائدة سوى الجدل· لقد استغربت كثيراً من عبارة ''الاتفاق على التعادل''·· كيف يمكن أن تخرق المبادئ الرياضية؟ وكيف يمكن أن تتحول المنافسة الرياضية الشريفة إلى اتفاقيات مسبقة؟ طبعا مثل هذه التداولات لا يمكن أن تنطلي على العقلاء ولا يمكن أن يقبل بها أي مسؤول يقدر حجم المسؤولية الوطنية وبطبيعة الحال لن يقبل بها أي مدرب أو لاعب مخلص لوطنه وإلا فإن الرياضة ستتحول إلى صفقات تجارية كتلك التي نتابعها في البورصات اليومية· من هنا اتساءل: كيف سمحت تلك القنوات لنفسها أن تعطي هذا الجانب كل هذا الاهتمام وكل هذه المساحة التي بدأت وانتهت بجدل بيزنطي لا أكثر؟!· قد يكون المدرب العراقي اكرم سلمان وجه لاعبيه للحذر في بداية اللقاء والتركيز على الناحية الدفاعية وهذا نهج تدريبي طبيعي خصوصاً عندما يكون الفريق المنافس نداً كالمنتخب السعودي· ولكن من غير المنطقي أن يطلب أي مدرب من لاعبيه ألا يهاجموا مرمى الفريق المنافس فكيف إذا كان الفريق متخلفاً بهدف وهذه النتيجة تعني خروجه من المنافسة· هذه افتراضات لا يصدقها العقل وما كان لها أن تأخذ كل هذا الحجم من التهويل· وحتى لو افترضنا جدلاً أن تعليمات المدرب كانت سلبية، أليس بمقدور اللاعبين المخلصين أن يقلبوا هذه التعليمات رأسا على عقب ويلعبوا بالكيفية التي توصلهم لتغيير نتيجة المباراة بعد أن تأكدوا بأن ما قيل وكتب عن الاتفاقيات باطل وعارٍ من الصحة في ظل الصمود الرجولي السعودي للحفاظ على هدف الفوز المبكر· كل هذه المؤشرات تؤكد بطلان تهمة الاتفاق على التعادل وتؤكد مسؤولية اللاعبين العراقيين عن الهزيمة بالدرجة الأولى مع عدم إغفال دور المدرب وجهازه الإداري· لقد تابعت تصريحات اللاعبين العراقيين التي كانت مشوبة بالارتباك وعدم الدقة في التعبير لمجرد إبعاد أنفسهم عن تحمل مسؤولية الخسارة وتعليقها على شماعة المدرب والحكم باستثناء التصريح الشجاع الذي اطلقه مهاجم الفريق يونس محمود· يونس قالها بكل صراحة وتجرد بأن اللاعبين والجهازين الفني والإداري يتحملون الهزيمة · قال: ''نحن خذلنا 25 مليون عراقي لادائنا الهزيل وضياعنا للعديد من الفرص''· هذا التصريح الشجاع أنهى كل ذلك الجدل ''البيزنطي'' الذي اثارته بعض القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام المقروءة لمجرد الإثارة لا أكثر· كم أتمنى ونحن نعيش أحداث النسخة الثامنة عشرة لدورات كأس الخليج العربي لكرة القدم أن نرتقي بإعلامنا إلى ما يعزز مكانة هذا الحدث في تاريخنا الرياضي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©