الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سوق الجمعة» قبلة محبي اقتناء الحيوانات والطيور في مصر

«سوق الجمعة» قبلة محبي اقتناء الحيوانات والطيور في مصر
1 أكتوبر 2012
يعد «سوق الجمعة» بميدان السيدة عائشة بالقاهرة قبلة المهتمين بتجارة الحيوانات الغريبة وطيور الزينة، والتي باتت منتشرة في أوساط المجتمع المصري لدوافع مادية واجتماعية ونفسية، حيث هناك من جعل من تربية تلك الحيوانات وبيعها مهنة تدر عليه أرباحاً تقيه البطالة، ومنهم من يقتنيها من أجل التفاخر الاجتماعي وآخرون كنوع من التسلية والزينة. محمد عبدالحميد (القاهرة) - سوق الجمعة، التي تقام بالقرب من قلعة صلاح الدين في القاهرة، تشهد تجمع أناس من مختلف الطبقات فغالبية الزبائن من الطبقة الميسورة، بينما الباعة ومربو الحيوانات والطيور من بيئات فقيرة ومتوسطة وبعضهم يعتمد عليها كمصدر دخل إضافي، إلى جانب مهنته الأصلية والبعض الآخر ترك مهنته الأصلية وتفرغ لتلك التجارة ومن أرباحها يعيش حيث بات الأمر بالنسبة له نمط حياة يقوم من خلاله يوميا بشراء الحيوانات والطيور الصغيرة وتربيتها في أحد أركان المنزل، وغالبا في حجرة فوق سطح البيت، ويظل يعتني بها إلى أن يشتد عودها فيبيعها في السوق بثمن مرتفع يضمن له هامش ربح جيدا. حركة البيع تقدر أعداد مرتادي سوق الحيوانات والطيور يوم الجمعة ما بين 10 إلى 20 ألف شخص يحرصون على زيارة السوق من كل المحافظات، بينما يقدر عدد الهواة في هذا القطاع بأكثر من 100 ألف، وفق إحصاءات غير رسمية. وبحسب تقديرات تجار السوق فإن قيمة تجارة حيوانات وطيور الزينة ومستلزماتها من أقفاص وعلاجات وأكسسوارات في مصر تقدر بأكثر من 500 مليون جنيه سنويا. وتضم السوق، التي جرت محاولات عدة في السنوات السابقة لنقلها إلى صحراء حلوان من دون جدوى، أنواعا متعددة من الحيوانات وطيور الزينة ويثير الانتباه وجود أنواع نادرة من الصقور والحمام والنسور، كما توجد الخفافيش والبوم والوطاويط والقطط والكلاب والأفاعي وقرود الشمبانزي والسلاحف والخنافس والصراصير والنمل، ولكل صنف زبونه الذي يفد للسوق ويبحث عنه ويعرف قيمته. ويقول سمير اللمبي، بائع قطط وكلاب، إن غالبية رواد السوق من الأثرياء وهواة الحيوانات النادرة وفي الغالب يتم إحضار بعض هذه الحيوانات والطيور بناء على طلبات مسبقة لأنها غالية قد يصل سعرها إلى عدة آلاف من الجنيهات. ويضيف أن السوق، التي تمتد مساحتها 5 كيلو مترات، بها قطاعات كثيرة تشمل مختلف أنواع التجارة والبضائع فهناك أجهزة المحمول والأدوات الكهربائية والملابس، ولعب الأطفال ولكل منها ركن خاص إلى جانب ركن تجارة الحيوانات وطيور الزينة، الذي يتشكل من أرصفة الميدان؛ فعلى الرصيف يقف الباعة وبحوزتهم بضاعتهم من الطيور والحيوانات الحبيسة داخل الأقفاص، ورغم حرص البعض على المجيء مبكرا للسوق عقب صلاة الفجر؛ فإن حركة البيع والشراء تبدأ غالبا من الثامنة صباحا وتستمر حتى الظهيرة إذ ينفض الباعة والمشترون مع موعد صلاة الجمعة. أرباح مجزية اللمبي، شاب من حي السيدة عائشة أطلق علية أصدقاؤه اسم اللمبي لوجود ملامح مشتركة تجمعه بالشخصية في الفيلم الشهير، وقد امتهن بيع القطط والكلاب بعد مغادرته مقاعد المدرسة مفضلا تلك التجارة التي تدر عليه المال الذي يكفي حاجيات أسرته. يقول إنه قسم سطح منزله قسمين أحدهما للقطط والآخر للكلاب وبينهما جدار كي يمنع الاشتباك بينها، ويقضي يومه في تنظيف السطح وتقديم الطعام لاسيما وأنه يشتري الكلاب والقطط صغيرة ليربيها ويعتني بها لفترة على سطح منزله إلى أن تكبر ثم يعرضها للبيع في السوق ويتحصل على هامش ربح جيد. ويؤكد إن تجارة القطط والكلاب قد تبدو مهنة غير ذات قيمة في نظر البعض، لكن الذي يحترفها ويتحصل منها على أرباح يدرك فائدتها مثلها مثل تجارة البط والدجاج مع وجود فوارق في هدف الزبائن من شراء القطط والكلاب مقارنة مع الدجاج، لافتا إلى أنه لا يمانع في تلبية رغبة زبون في توفير صراصير وخنافس أو أي أنواع أخرى لحاجته الشديدة إليها في دراسته أو ليكمل مجموعته من الحيوانات الغريبة التي يقوم بتربيتها مقابل مبلغ مالي مناسب. ويضيف بائع آخر في سوق السيدة عائشة يدعى علاء غزال أن كثيرين جاءوا إلى تلك السوق بدافع الفضول وحب المشاهدة في بادئ الأمر إلى أن استهواهم الأمر فاندفعوا ليتاجروا هم أيضا في صنف من أصناف الطيور والحيوانات يتوافق مع ميولهم وإمكانياتهم المادية، وبعدما تذوقوا طعم المكسب تخلوا عن حرفهم ومهنهم الأصلية وتفرغوا للعمل في تلك التجارة، لاسيما وأنها ممتعة ومكسبها كبير. ومن زبائن السوق طلاب طب بيطري وأقسام حشرات يحضرون للبحث عن أنواع بعينها تفيدهم في دراستهم كالفئران والخنافس وحتى النمل، ويلتقون بالبائع ويحددون مواصفاتهم وتتم الصفقة ويتحدد موعد التسليم، وغالبا ما يكون يوم الجمعة التالي بعد أن يتمكن البائع من تدبير المطلوب عبر معارفه وهكذا يفيد ويستفيد ويؤخذ على السوق أنها عشوائية، ولا تنطبق عليها قوانين تنظمها أو تراقب ما يجري فيها وما يباع ويشترى. ومن بين الحيوانات والطيور توجد أنواع مريضة أو ناقلة لفيروس معد ولذا فإن الزبون المتمرس في التردد على السوق لا يتعامل مع أي بائع، وإنما هناك باعة مفضلون يعرفهم جيدا كي لا يقع ضحية للغش أو شراء حيوان مريض وبالتالي تضيع عليه نقوده. دوافع الإقبال تختلف دوافع إقبال الناس على سوق الحيوانات الغريبة وطيور الزينة في مصر وفقا للوضع الاجتماعي والمادي للزبون كما يقول صلاح كناريا، بائع عصافير بالسوق، فهناك عوامل ترتبط بالجانب المادي حيث تسعى بعض الأسر إلى تربية العصافير كنوع من الزينة والاستمتاع بأصواتها لاسيما إذا كانت من النوع المغرد، وأسر أخرى تربيها للتسلية وإرضاء للأطفال. وهناك رغبة بعض الشباب في التباهي الاجتماعي بين أقرانهم وزملائهم بالحصول على عصافير نادرة أو كلاب أو قطط نادرة وهي غالبا ما تكون مرتفعة السعر، ولا يختلف الأمر بالنسبة لبقية الحيوانات وتربية الحيوانات مزاج، لاسيما وأنها مكلفة وتحتاج إلى رعاية دائمة ومنتظمة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتربية الكلاب من نوعية البوكسر والدنوار، فهي تحتاج إلى طعام خاص يكلف صاحبه يوميا نحو 50 جنيها، والقطط السيامي هي الأخرى تحتاج إلى طعام خاص في حدود نفس الرقم تقريبا، بينما تربية زوجين من العصافير تقل عن ذلك كثيرا فيكفي كيس من نبات الدنيبه كيلوجرام بخمسة جنيهات لإطعامها لنحو شهر. ويوضح كناريا أن الأسعار في السوق تختلف حسب نوع وفصيلة الحيوان أو الطير وحاجة المشتري فقد يصل سعر كلب من فصيلة البوكسر لخمسة آلاف أو صقر من النوع النادر لأضعاف ذلك الرقم بينما نوع حمام كالزاجل والكرزلات والعبسي لا يتجاوز سعر الزوج 300 أو 500 جنيه وزوج من عصافير الكناريا لا يتجاوز سعره 100 جنيه. ويشير إلى أن نوعية المترددين على السوق لا تقتصر فقط على الذكور، وإنما يمتد الأمر إلى الفتيات خاصة من الطبقات الميسورة وغالبيتهن يسعين إلى اقتناء السلاحف وقطط وكلاب صغيرة، وكذلك العصافير الصغيرة مثل الكناريا وغيرها والببغاوات بألوانها المختلفة بغية التسلية وتزيين شرفات المنازل. نشأة فاطمية ترجع نشأة السوق إلى زمن بناء القاهرة في عهد الفاطميين قبل ما يزيد على ألف عام حيث كان المكان خارج حدود العمران، وتقع على تله خارج أسوار القاهرة القديمة، قبل أن يزحف إليها العمران ويتجاوزها. في هذا المكان كان التجار الوافدون إلى مصر يعقدون سوقا كل أسبوع لبيع ما بحوزتهم من حيوانات وعطور ومفروشات وعبيد وجوار، وبمرور الزمن امتد العمران إلى السوق وتجاوزت مساحة القاهرة مكانه بكثير ورغم ذلك بقيت السوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©