الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج الأقارب مستمر رغم تحذيرات الأطباء

زواج الأقارب مستمر رغم تحذيرات الأطباء
13 أكتوبر 2011 16:58
يعد زواج الأقارب أحد أهم أنماط الزواج فى المجتمعات العربية، ورغم العديد من التحذيرات التى يطلقها متخصصون بشأن الأمراض الوراثية، التى قد تصيب الأبناء فيما بعد، إلا أن التقاليد الاجتماعية في الكثير من العائلات تجعل زواج الأقارب أمر واقع رغم الاضرار التي تلحق بالأبناء طبياً ووراثياً بسبب انتشار هذا النمط من الزواج. وفي هذا الصدد تشير نرمين، 33 عاماً، إلى أنها متزوجة منذ 6 سنوات من أبن خالتها، وحالياً هي أم لولدين. وترى نرمين أنه لامشكلة فى زواج الاقارب، خاصة إذا كانا الزوجين قد أجريا التحاليل الطبية الخاصة بأمراض الوراثة التى قد تصيب الأبناء، مؤكدة أنها تدرك جيدا أن أبناء زواج الأقارب أكثر عرضة للأمراض، ولكنها تقول إن هناك أبناء يولدون بأمراض وراثية رغم أن الام والاب لايكونون أقارب. وترفض هند نعيم، 24 عاماً غير متزوجة، فكرة الارتباط من أحد الاقارب، وترى أنها فكرة فاشلة اجتماعياً وتؤدي للكثير من المشكلات الاجتماعية، وهذا ما عايشته بنفسها بين أختها وأبن عمها حيث انتهى زواجها بالطلاق بعد عامين فقط من الزواج، بسبب المشكلات التى نشبت بينهما على خلفية انصياع الابن لكل ما تطلبه منه أمه وتدخلها في حياة الزوجين. وترى هند أن الأمر قد تطور على أثر الطلاق إلى حد المقاطعة بين أسرتها وأسرة عمها، لذلك فهي تعتبر أن هذه التجربة كافية لصرف نظرها عن الزواج من أحد الأقارب. أحمد زكريا، مدرس، 29 عاماً غير متزوج، لا يستبعد فكرة الزواج من الاقارب، لكن ليس أقارب الدرجة الأولى، أي الزواج من محيط العائلة الكبيرة، معتبراً أن وجهة نظره اعمالاً للمثل المصري القائل "اللى تعرفه أحسن من إللي ماتعرفوش". ويرى أحمد أن الاقارب عادة لايغالون في طلباتهم على عكس صلة النسب من خارج العائلة. وحول انعكاس زواج الاقارب على اصابة الأبناء فيما بعد بأمراض وراثية، يقول أحمد إن أمر في النهاية في علم الله ولا يمكن لأحد التدخل فيه، كما أن هناك مئات الاطفال لديهم الكثير من الأمراض في حين أن أبائهم وأمهاتهم ليسوا أقارب. رانيا إبراهيم، 27 عاماً متزوجة من أحد اقاربها، تؤكد أن زواج الأقارب لم يعد فرضاً على الفتاة كما كان في الماضي على طريقة أن البنت لأبن عمها أو العكس، وإنما أصبح أحد الاختيارات أمام الفتاة على حسب شخصية الشاب نفسه. وترى أن الزواج من المحيط العائلي قد يعمق العلاقات العائلية أكثر أو يصبح نقمة على الصلات الأسرية إذا ما وصلت المشكلات لطريق مسدود. لكنها تؤكد أن زواج الأقارب قد يكون الأنسب للفتاة التي ليس لها علاقات اجتماعية واسعة أو في وسط مجتمع محافظ. ويشير د. أيمن عبد الفتاح، استشارى الطب النفسي، والعلاقات الزوجية، إلى أن زواج الاقارب مفضل بشدة لدى المجتمعات الشرقية لأسباب اجتماعية ومادية، فهناك بعض العائلات تجبر أبنائها وبناتها على الزواج من محيط العائلة حفاظاً على اسم العائلة ذاتها وعدم دخول غرباء داخلها أو بدافع الحفاظ على الثروات أو الاراضي الخاصة بها مثلاً. ويرى أن هذه النسبة وإن أخذت في التضاؤل نسبياً في السنوات الأخيرة، إلا أنها لازالت في المجتمعات العربية من أعلى المعدلات خاصة في المجتمعات القبلية والريف. ويوضح د. أيمن أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بمسألة زواج الأقارب، منها أن الأقارب لايبالغون في طلبات الزواج ويرضون بأقل القليل في ظل مبالغات متوالية في أمور الزواج من شبكة ومهر وعرس. ومن ناحية اخرى، فإن معرفة الأسرة لبعضها البعض يجعل اتخاذ قرار الزواج أسهل، حيث يعرف الأهالي جيدأ طباع أبناء وبنات عائلتهم ومستواهم الاجتماعي ومدى تدينهم. في المقابل، يشير د. أيمن إلى أن هناك نتائج سلبية تتعلق بزواج الأقارب منها المشكلات الاجتماعية التي قد تنشأ بين العائلة الواحدة وتوتر العلاقة بينها إذا ماحدث مشكلات ومشاجرات بين الزوجين، وقد ينقلب إلى عداوة إذا ما تطور الوضع ووصل إلى الانفصال. وترى د. علياء نور الدين، استشاري الطب الوراثي، أن هناك نتائج خطيرة تتعلق بزواج الأقارب وتنعكس على الاطفال بشكل كبير مثل ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية أو ارتفاع معدلات وفيات الأطفال، بالإضافة إلى أمراض التخلف العقلي والكبد وضمور المخ والسكري. وتقول د. علياء إن الأب أو الأم قد يكونا مصابين بأحد الأمراض ولا تظهر عليهم ولا يتم اكتشافها إلا عند ولادة أطفال مشوهين أو حاملين لهذا المرض. وتشير د. علياء إلى أن فحص ما قبل الزواج يمكنه إلى حد كبير التنبؤ بالأمراض التي قد تصيب الأبناء قبل الزواج أيضاً وتقلل من خطورة زواج الأقارب بنسبة كبيرة، خاصة وأن هناك الكثير من الدول العربية تجعل الكشف الطبي قبل الزواج اجبارياً حتى يتم تفادي الامراض الوراثية. وتقول د. علياء إن الصفات الوراثية تحملها جينات وهذه الصفات قد تكون سائدة أو متنحية، والسائدة تعني أن لها القدرة على اظهار تلك الصفة أما المتنحية فهي التي لاتستطيع اظهار الصفة تجتمع مع جين متنحي آخر يحمل نفس الصفة الوراثية ويعنى ذلك أن أحد الأبوين قد يحمل المرض الوراثي بشكل متنحي لايظهر عليه، لكنه يظهر في الأبناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©