الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب الباكستانية ضد طالبان... مكاسب هشة

الحرب الباكستانية ضد طالبان... مكاسب هشة
12 مارس 2009 02:33
أثار اتفاقان لوقف إطلاق النار في باكستان الكثير من الانتقادات التي كانت اتفاقات سابقة قد أثارتها؛ ومن ذلك كونها تمنح المقاتلين الشرعية وفرصة لإعادة رص صفوفهم وتغيير مواقعهم· غير أن هذه المرة قد تكون مختلفة على اعتبار أن الجيش أحرز في منطقة باجور القبلية تقدماً مهماً لأول مرة قبل قبول الهدنة· ومن أجل البناء على هذه المكاسب، يقول خبراء محاربة الإرهاب إن على باكستان أن تستغل الهدنة لجلب وإرساء أكبر قدر ممكن من الأمن والتنمية في باجور وفي سوات، حيث أُبرم اتفاق منفصل لوقف إطلاق النار، وهو ما سيشكل اختباراً حقيقياً للتقدم إذا شرع اللاجئون الذين يعيشون في مخيمات في بيشاور في العودة إلى مناطقهم· فرغم إعلان الجيش الانتصار على ''طالبان'' في باجور أواخر الشهر الماضي، فإن الكثيرين يقولون إن العودة مازالت غير آمنة حيث يفيد المسافرون والسكان أن ''طالبان'' لم تخرج من مقاطعتين من المقاطعات التسع هناك· وفي هذا السياق يقول ''وهاب خان''، وهو تاجر من المنطقة سافر إلى هناك الأسبوع الماضي إنه في تشارمانج ''لا يستطيع الجيش القيام حتى بدوريات··· فالناس مازالوا خائفين ويعرفون أنهم إذا بلَّغوا عن طالبان، فإن مصيرهم قد يكون الشنق''· في باجور أحرزت القوات الباكستانية تقدماً عسكرياً مهماً لأول مرة قبل قبول الهدنة؛ كما أنها لم تقم بقبولها إلا بعد أن أعلنت ''طالبان'' عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد، وهو ما يمثل قطيعة مع الاتفاقات السابقة، من قبيل الاتفاق الذي أُبرم في سوات أواخر الشهر الماضي· وفي هذا الإطار تقول كريستين فير، الخبيرة في شؤون جنوب آسيا في مؤسسة راند بولاية فرجينيا: ''كل هذه الاتفاقات الأخرى إنما تؤكد الهزيمة على الميدان''· بيد أن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الرضا لجنوح باكستان إلى التفاوض ووقف الحرب لأن ذلك لا ينسجم مع الشعار الذي يتبناه الجيش الأميركي بخصوص محاربة التمرد، أي ''التنظيف، ثم الاستيلاء، فالبناء''، بمعنى تنظيف المنطقة من العدو، ثم بسط السيطرة عليها من خلال قوات الأمن ووقف إطلاق النار قبل البدء في عمليات إعادة الإعمار· غير أن نظرية الجيش الباكستاني تقلب هذا الترتيب حيث تقوم على: الحوار والتنمية والردع· ذلك أنه ''بدلا من تنظيف المناطق''، يقول رفعت حسين، رئيس الدراسات الدفاعية والاستراتيجية بجامعة ''قايد عزام'' في إســـلام آباد، تتمثل الفكرة في تجريب تسوية متفاوض بشأنها باعتبارها ''نقطة بداية جيدة من أجل إخضاع حركة التمرد والسيطرة عليها''، ملمحاً إلى أن الأمور حتى الآن في باجور هي على ما يرام طالما أن ثمــــة الآن إمكانيـــة للإبقاء على ''طالبان'' بعيدا وجلب التنمية· في هذه الأثناء، يعتزم الجيش الباكستاني الحفاظ على المكتسبات عبر بنية أمنية قبلية تعود إلى زمن الاحتلال البريطاني· وبمقتضى هذا النظام، تُعقد الصفقات مع القبائل للإبقاء على الجيش والشرطة خارج هذه المناطق مقابل عمليات ذاتية لفرض الأمن واحترام القانون بالاعتماد على مجموعة من أبناء القبائل يعرفون باسم ''لشكر''· وكانت ''طالبان'' قد عرقلت خلال السنوات الأخيرة هذه الاتفاقات الأمنية القديمة والمتوارثة عبر استهداف شيوخ القبائل الذين يتحكمون في هذه المجموعات· غير أن الجيش يأمل اليوم في إحيائها عبر قبوله الشهر الماضي تعهداً من قبل شيوخ القبائل في باجور بالحفاظ على المنطقة نظيفة من المقاتلين والسماح لفيلق الحدود، وهو قوة شبه عسكرية، بدعم هذه الجهود· ويقول المتحدث باسم الجيش الجنرال أطهر عباس: ''لا بد من نوع من المفاوضات، لأنك لا تستطيع أن تجرف كل شيء هناك''، مضيفاً أنه ''يجب أن يكون ثمة اتفاق سياسي مع القبائل، لأن السلام في هذه المنطقة يعني أن المجلس القبلي يعطي ضمانة على أنه مسؤول عن أي انتهاك للقانون''· غير أن البروفسور حسين يتساءل ما إن كانت القوات القبلية، أو حتى فيلق الحدود، تتوفر على التدريب والمعدات اللازمة لمقاومة ''طالبان''· فقد كان ''لشكر'' أقل تسليحاً من قبل إلى درجة أن الحكومة تبدو ''قلقة وحذرة'' بشأن الإعلان عنهم، كما يقول رحيم الله يوسف زاي، رئيس تحرير صحيفة ''ذا نيوز'' في بيشاور· ومن جانبهم، يقلل لاجئو باجور من أهمية ''لشكر'' حيث يقول خان، التاجر الباجوري في بيشاور: ''لقد فاقم الأشخاص الذين انضموا إلى لشكر المشكلة؛ حيث تسبب ذلك في مزيد من عمليات الانتقام''· أما ''فير'' من مؤسسة راند فتقول إن المطلوب هو إدخال شرطة نظامية إلى المناطق القبلية، مضيفة أنه لا ''لشكر'' ولا فيلق الحدود في المستوى المطلوب للنهوض بهذه المهمة، وأن ''الشرطة دائماً هي التي تنتصر على حركات التمرد''· وتضيف فير قائلة إن اتفاق القرن التاسع عشر الذي نص على بقاء الشرطة خارج المناطق القبلية لا يلائم واقع المنطقة في القرن الحادي والعشرين· على مدى العقود عرقل نقص الاندماج مع باكستان التنمية والأمن اللذين يعرفان انتكاسة أكبر اليوم بسبب ''طالبان'' وعمليات محاربة التمرد العسكرية· يقول زارشاد خان، وهو صاحب دكان شاب: ''لماذا ينبغي أن نعود إلى الوراء؟ هناك منع التجول، ولا توجد إمدادات، والمتاجر دُمرت، ولم يعد لنا شيء هنا!''· بن أرنولدي وعصام أحمد دلهي وبيشاور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©