الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبحاث تطالب باستخدام النباتات المحلية في تزيين الحدائق والشوارع

أبحاث تطالب باستخدام النباتات المحلية في تزيين الحدائق والشوارع
1 أكتوبر 2012
جاء إعلان أبوظبي للدورة الحادية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، متضمناً التأكيد على أهمية المياه والتوجيه باتخاذ خطوات جادة وحثيثة نحو إعداد استراتيجية خليجية شاملة بعيدة المدى، تأخذ في الحسبان الأمن المائي والأمن الغذائي كضرورة حيوية ذات أولوية استراتيجية لمستقبل المنطقة، مع عدم الإخلال بالتوازن البيئي، والتعامل بجدية وكفاءة مع المؤشر البيئي العالمي.. (الشارقة) - دول مجلس التعاون الخليجي حباها الله بيئة غنية في مواردها من النفط والغاز، ولكنها شحيحة في مصادرها من المياه العذبة، والتي تعتبر عصب الحياة وشريانها لأي حضارة إنسانية ولكل تنمية بشرية، وإدراكاً من أصحاب القرار في دول مجلس التعاون الخليجي لأهمية المياه، ومشاركة من جامعة الشارقة وأكاديمية الشارقة للبحوث في تشجيع البحوث التطبيقية التي تخدم قضايا المنطقة، أعد الدكتور علي القبلاوي الأستاذ المشارك بقسم علوم الحياة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة الشارقة، والذي يعمل أيضاً بأكاديمية الشارقة للبحوث، مقترحاً بحثياً يهدف إلى استخدام نباتات البيئة الطبيعية لدول مجلس التعاون الخليجي، لتزيين حدائق الشوارع والمتنزهات والحدائق العامة بدلاً من الاعتماد على النباتات المستوردة. نباتات تجميل دخيلة ويأتي مقترح القبلاوي ليطالب بأن تكون النباتات الطبيعية بديلاً عن نباتات التجميل الدخيلة التي تزين الحدائق الآن، والتي تستنزف كميات كبيرة من المياه العذبة في عملية الري، وبالتعاون مع منظمة الخليج للبحث والتنمية بقطر، تقدم القبلاوي بمشروعه إلى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر، ونال المشروع إعجاب خمسة من المحكمين الدوليين، وحصل على دعم ما يقرب من المليون دولار أميركي، وأكد المشروع أن لنباتات البيئة المحلية قيمة طبيعية وتراثية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، حيث استخدموها قديماً كغذاء، ودواء وفي العديد من الاستخدامات الأخرى. ويوضح الدكتور القبلاوي قائلاً: لقد تطورت تلك النباتات وتكيفت مع ظروف البيئة المحلية، فالنباتات المحلية تعيش بأقل كمية ممكنة من الماء، وتتحمل ظروف الحرارة القاسية، كما أن للنباتات المحلية المقدرة على مقاومة غالبية الحشرات والفطريات وبقية الكائنات التي تسبب أمراضاً للنباتات، ولكثير من النباتات المحلية شكل جمالي يؤهلها لأن تستخدم في تجميل مدن دول مجلس التعاون، خاصة أن استخدام النباتات المحلية في التجميل بدلاً من نباتات الزينة المستوردة سوف يوفر، ليس فقط الكثير من الماء العذب الذي يستخدم في الري، ولكنه سوف يوفر أيضا الكثير من الأسمدة والمبيدات التي تستخدم بكثرة في تسميد ومقاومة الآفات، التي تصيب نباتات الزينة المستوردة والمستخدمة حالياً. قيمة النباتات المحلية ويؤكد القبلاوي أهمية هذه النباتات المحلية للبيئة الحضرية موضحاً: سوف تحمي تلك النباتات البيئة الحضرية من أخطار تلك المواد الكيميائية، التي تستخدم لأي أمر كوقاية، واستخدام النباتات المحلية في التجميل سوف يساعد على تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، والتي تساعد على صون الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وكذلك على تحسين ترتيب دول المنطقة بتصنيف مؤشر البيئة العالمي، كما أن زرع المدن بها سوف يساعد أيضا على خلق بيئة طبيعية، ما يساعد على إبعاد وجود العديد من الحشرات والكائنات الضارة، وسوف تجتذب الحشرات الآمنة والمفيدة والنباتات الطبيعية الأخرى التي يمكن أن توجد معها، الأمر الذي يساعد في تعزيز التنوع البيولوجي في بيئة المنطقة الحضرية. ويضيف القبلاوي: إن إدخال النباتات المحلية إلي البيئة الحضرية سوف يمثل قيمة تراثية وطبيعية لأهل الإمارات، فإذا كان المعمرين بدول مجلس التعاون الخليجي يعرفون الكثير عن قيمة وأهمية تلك النباتات، فإن غالبية الشباب من الأجيال الجديدة يدركون عنها القليل، وبالتالي فإن إدخال النباتات المحلية إلي البيئة الحضرية سوف يثري معلومات الجيل الصغير بالأهمية التراثية الطبيعية لتلك النباتات، وسوف يساعد ذلك أيضا على زيادة الإحساس بالبيئة الطبيعية داخل المدن، وعلى زيادة الوعي البيئي بالنباتات الطبيعية. نبات الشوع ويقول القبلاوي: لدي خبرة كبيرة في مجال بيئة النباتات الصحراوية وطرق إنباتها وإكثارها بدولة الإمارات العربية المتحدة، امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً، عندما كنت أعمل في جامعة الامارات في العين، ولكن خبرتي في مجال استخدام النباتات المحلية الصحراوية، بدأت من خلال عملي استشارياً لهيئة البيئة بأبوظبي، وذلك لاختيار النباتات المحلية ذات الشكل الجمالي، الذي يؤهلها لأن تستخدم في تجميل مدن الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وبالرغم من المحاولات الأولية لإدخال النباتات المحلية في تجميل المدن، إلا أن هناك ندرة في المعلومات المتعلقة بقدرة العديد من النباتات المحلية علي النمو والتكيف ببيئة المدن، وكذلك بتلك المعلومات المرتبطة بالحد الأدنى للمياه والأسمدة الذي يضمن أفضل نمو وأفضل شكل جمالي للنباتات المحلية، التي يمكن أن تستخدم في التجميل، كما أن هناك ندرة في الأبحاث المرتبطة بطرق الإنبات والإكثار، لغالبية النباتات المحلية تحت ظروف بيئة البيوت الزجاجية والبلاستكية، وأيضا في تقسية الشتلات قبل نقلها إلى بيئتها الجديدة بالمدن، ويحتم ذلك إجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي تضمن نجاح وتعميم نتائج التجربة. ومن النباتات التي استخدمها الأجداد في إنتاج زيت طعام عالي الجودة، ومازالت تستخدم أوراقها حتى الآن مع لحم التنور، نبات الشوع، حيث يصل محتوي الزيوت غير المشبعة به ما يقارب 54%، ما يؤهلها لإنتاج وقود وديزل حيوي عالي الجودة، كما أن استخدامه في تزيين الشوارع سوف يضمن إحياء عادة تراثية، وسوف تكون أحد المحاصيل التي لها إنتاج عالي من البذور، ما يضمن تشغيل مصنع منتج للوقود والديزل الحيوي عالي الجودة، وهو نبات شائع وواسع الانتشار في جبال الدولة. الحميض وشجرة اللثب وبالنسبة لنبات الحميض الذي نجد أهل الامارات والقاطنين فيها يبحثون عنه في الجبال، فإن له طعم الليمون، ويؤكل مع السلطة، والبعض يطهو كمية منه مع اللحم، كما يؤكل هذا النبات لعلاج أمراض الكبد، وصعوبة الهضم والمغص، ويصل طول شجرته إلى ستة أمتار، ويكون نموها واخضرارها كثيفاً على مدار العام، ما يجعلها مؤهلة لتكون من أهم النباتات المستخدمة في تجميل الشوارع، وهي آمنة وغذائية لا خوف منها، ولشجرة الكفس أيضا أهمية طبية، حيث يوضع الزيت المستخرج من مسحوق البذور، على الرأس والمفاصل لتخفيف الآلام ويوضع علي الجلد لتنعيمه. أيضا يجفف الزغب الأحمر للأزهار ويسحق ثم يخلط بالماء لإعطاء سمرة للبشرة، ولعلاج التهابات ضروع الحيوانات، ومن الجدير بالذكر أن المكان الوحيد لوجود تلك الشجرة بدولة الإمارات هو جبل حفيت، وهي تواجه خطر الانقراض من بيئات الدولة، وبالتالي استخدامها في تجميل الشوارع، سوف يساعد على صونها وإكثارها، وهي شجرة جميلة في ذات الوقت، كما يوجد في بيئة الامارات نبات مهم، هو شجرة الفيكس التي يصل ارتفاعها حتى ثمانية أمتار، ونموها الكثيف واخضرارها الكثيف على مدار العام، يجعلها مؤهلة لتكون من أهم النباتات المستخدمة في تجميل الشوارع. كما توجد نبتة مهمة، وهي لا تحتاج للمياه وهي شجرة اللثب التي لها أهمية طبية، تساعد الباحثين في مجال تصنيع الأدوية، ويمكن الاستفادة منها في تصنيع منتجات طبية لأن مسحوق الأوراق حديثة النمو، ثبتت فائدته علمياً لعلاج الرضات ولسعات العقارب، والعصير اللبني الموجود بالسيقان والثمار غير الطازجة يستعمل لإزالة الثآليل، كما يوضع على الجلد الملتهب لإزالة القيح، وكذلك في تخفيف آلام البواسير. نباتات معرضة للانقراض يوضح الدكتور القبلاوي، أن هذه النباتات تعد كنزاً غذائياً وطبياً، ما يؤهلها لأن يتم إحلالها كبديل عن المستوردة، مؤكداً أن نبات الخزامى، أو ما يعرف باللافندر ينبت دون حاجة لسقي أو سماد، وهو طارد للحشرات، ويتميز بالخضرة المستدامة على مدار العام، وكذلك يتميز بالأزهار البنفسجية الجذابة، وللنبات أهمية طبية، حيث يستعمل كعلاج للبرد وآلام الرأس، كما تستخدم أوراقه المسحوقة كطاردة للحشرات، كل تلك الخصائص تؤهله ليكون من أهم النباتات المستخدمة في تجميل شوارع المدن، وكذلك في إحياء وجود الأشجار الشعبية بالدولة. وبالنسبة لنبات الخنصور، فهو نبات معمر عصيرى يشبه إلي حد كبير الصباريات، والتي لا توجد في أي من البيئات الطبيعية بالدولة، ويوجد نوعان من الخنثور أو الخنصور، ولكن كليهما معرض لخطر الانقراض نتيجة الاستخدام الجائر له من قبل بعض المقيمين، خاصة مواطني شرق آسيا الذين يستخدمونه في طهي العديد من الأطعمة، حيث يتم جمع السيقان الجديدة التي تنمو بعد هطول مطر الربيع، وتباع بالأسواق المحلية كي تدر عليهم عائداً، ويمكن استخدام نبات الخنثور في تجميل الشوارع، لصونه من خطر الانقراض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©