شهدت معظم مناطق الدولة أمس هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة صاحبها برق ورعد وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، فيما توفيت طالبة وأصيبت خمس أخريات إثر تعرضهن لصاعقة داخل حرم كلية التقنية العليا في الفجيرة.
وأدى تدفق الأمطار بغزارة إلى غمر الشوارع والطرقات بالمياه وجريان الوديان والشعاب وارتباك في حركة السير وتسلل المياه إلى داخل البيوت في بعض مناطق الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة والعين.
من جانبها، أكدت كلية التقنية العليا في الفجيرة تعطيل الدراسة اليوم في كافة فصولها الدراسية بحسب عادل علي مسؤول الأمن والسلامة بالكلية.
وذكرت الكلية أن تعطيل الدراسة اليوم جاء من مبدأ السلامة حيث لا زالت الأجواء الماطرة في الفجيرة مستمرة ونظرا لتراكم كميات من الأمطار في مدخل الكلية وفي الشوارع المؤدية إليها مما يعرقل حركة السير والمرور من والى الكلية، وقررت الكلية استئناف الدراسة الأحد المقبل.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن يستمر الطقس اليوم غائماً جزئياً على بعض المناطق ويحتمل تكون بعض السحب الركامية شرقا والرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحيانا مثيرة للغبار والأتربة على بعض المناطق الداخلية.
وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، من الاقتراب من أماكن تجمع مياه الأمطار وجريان الأودية في المناطق الشمالية والشرقية.
ودعا المركز في بيان له أمس إلى الحيطة والحذر، بسبب نشاط الرياح السطحية، وعدم ارتياد بحر عمان خوفاً من اضطرابه الشديد.
وكانت مناطق الفجيرة ودبا وكلباء وخورفكان قد شهدت أمس انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة وتدنت الرؤية في بعض المناطق لاسيما في كلباء وسكمكم ومسافي والفصيل والشرية بمدينة الفجيرة، وامتدت الغيوم والسحب الركامية في سماء المنطقة.
ومع انهمار الأمطار على مدينة الفجيرة منذ الساعة الثانية بعد الظهر فاضت المياه في شوارع الفصيل والشرية وشارع مكتوم وحمد بن عبدالله، وغطت المياه الأرصفة تماماً مما عرقل حركة السير بعض الشيء.
وفي منطقة سكمكم إحدى ضواحي مدينة الفجيرة تسللت سيول المياه إلى بيوت المنطقة بشكل كبير خاصة في المنطقة الجديدة بحسب شهود عيان في المنطقة، وقال علي عبيد اليماحي أحد سكان سكمكم لا يوجد في المنطقة سد يحمينا من سيول الأمطار وما حدث بالأمس بسبب جريان وادي العيم والخال، حيث تسللت تلك السيول من الواديين ودخلت بيوتنا وأصابت الأثاث وتراكمت داخلها.
وطالب خميس الحفيتي من سكمكم ببناء سدود للمنطقة أو على الأقل سداً واحداً يمكن من خلاله الحفاظ على المنطقة من آثار السيول.
كما شهدت مدينة دبا الفجيرة ودبا الحصن بالشارقة سقوط امطار غزيرة جاءت متأخرة بعض الشيء وقد جرت الوديان والشعاب الرئيسية في دبا الفجيرة.
وشهدت مدينة كلباء هطول أمطار غزيرة استمرت أكثر من ساعتين حيث بدأت في الساعة الثانية تقريباً وبقيت لفترات أخرى بشكل متوسط وخفيف وقد غطت المياه كافة أرصفة مدينة كلباء وجرت معه الأودية والشعاب في المناطق الجبلية المتاخمة، وقامت بلدية كلباء على الفور بشفط المياه التي تجمعت في الميادين وعلى جانبي الطرق، بينما هطلت على مدينة خورفكان أمطار متوسطة ولم تجر الوديان الكبيرة فيها.
وفي منطقة مسافي هطلت الأمطار بغزارة شديدة أدت إلى جريان أودية مسافي ومربض وجريان الشعاب الجبلية، وشهد شارع مسافي / الذيد قدراً من الازدحام نتيجة إقبال الكثير من المواطنين لمشاهدة الوديان لاسيما في المنطقة المحصورة بين مسافي الفجيرة وسوق الجمعة، حيث يوجد واديي مسافي ومربض، بينما يسبقهما وادي دفتا برأس الخيمة، وقد شهد هو الآخر ازدحاماً من المواطنين بالقرب من مسافي.
وفي منطقة الطويين جاءت الأمطار غزيرة وجرت الوديان وقال عبدالله محمد سالم جرت وديان عديدة في الطويين ولم تقع أي خسائر بها.
وقامت القيادة العامة لشرطة الفجيرة وإدارة الدفاع المدني وبلدية الفجيرة ودائرة الأشغال والزراعة فور سقوط الأمطار بتشكيل فريق عمل لمتابعة الأمطار والآثار المترتبة عليها في الشوارع الرئيسية والداخلية بالفجيرة وقال العقيد علي عبيد الطنيجي مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة تلقينا أمس 15 بلاغاً من أشخاص مختلفين في مناطق سكمكم والفصيل ومضب وكلها تتعلق بدخول مياه الأمطار للبيوت وإحداث أضرار متنوعة تتصل بالمحتويات وأخرى خاصة بحرائق لمحولات الكهرباء.
وقال المهندس محمد سيف الأفخم المدير العام لبلدية الفجيرة تلقينا فور سقوط الأمطار عددا من الطلبات من المواطنين في سكمكم والفصيل والمضب بعمل الدفان نتيجة دخول الأمطار إلى بيوتهم وتم التعامل مع جميع الطلبات بشكل سريع كما تم تسيير عدد من سيارات البلدية لشفط المياه في الدوارات الرئيسية والفرعية وشوارع الإمارة.
من جانبه، أكد المقدم حسن سالم مدير إدارة المرور والدوريات بالإنابة وقوع حوادث مرورية بسيطة بدون إصابات أمس بالفجيرة نتيجة الأمطار، ولفت المقدم سالم إلى أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة ممثلة في العمليات الشرطية قامت بتنظيم حركة السير في كافة شوارع المدينة حيث أدى المطر إلى حدوث نوع من الارتباك في الشوارع الداخلية للإمارة بينما كانت الحركة المرورية على شارع مسافي بطيئة نظرا للازدحام الشديد عليه.
وفي العين والمناطق المجاورة هطلت أمطار مساء أمس باستثناء المنطقة الجنوبية، وقد تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، استمرت حوالي 45 دقيقة أدت إلى تراكم المياه حول بعض الدوارات وعلى جانبي الطرقات، وفي الساحات خاصة تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
ولم تؤد الأمطار التي كانت أكثر غزارة على منطقة الشويب والقرى المحيطة والتي صاحبها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة إلى جريان أي من الأودية المعروفة والشعاب في العين بما في ذلك وادي خطم الشكلة الذي يعد من أكثر اودية العين جريانا خلال موسم الأمطار.
ولفت سعيد الكعبي مدير مكتب الطوارئ ببلدية العين إلى عدم وقوع أية اضرار نتيجة هطول الأمطار التي عمت معظم مناطق المدينة والمناطق المحيطة وكانت أشد غزارة على منطقة الشويب والقرى القريبة منها، لافتا إلى أن البلاغات التي وردت الى المكتب كانت محدودة وتركزت حول وجود تجمعات للمياه في بعض المناطق والشعبيات القديمة.
وأكد مدير مكتب الطوارئ في بلدية العين جاهزية فرق الطوارئ التي تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة كافة الاحتمالات التي قد تترتب على هطول مزيد من الامطار.
من ناحية أخرى، شهدت المنطقة الممتدة من منطقة دقداقة جنوب رأس الخيمة وحتى مدينة العين، أمس، هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة تركزت على المرتفعات الجبلية، وكانت مصحوبة برياح معتدلة، وحرارة تراوحت بين 38 و26 درجة، فيما تراوحت الرطوبة بين 73 و24 درجة، وذلك وفقا لمصادر الأرصاد الجوية في مطار الشارقة الدولي. وأدى هطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية إلى جريان الأودية والشعاب في تلك المناطق، ومنها وادي مسافي وأودية منطقة الغوب والطويين في دبا ووادي العجيلي والحنية وشوكة التي تعد من المناطق الوسطى، كما امتدت إلى جبال منطقة الحيل والبثنة والجبال القريبة من الساحل، ورافق ذلك تجمع مياه الأمطار في المنخفضات، وعلى جوانب الطريق، ما دفع غالبية سكان المنطقة وزائريها إلى الخروج للاستمتاع بأجواء المطر.
وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفضاء والأرصاد الجوية والمشرف على القبة السماوية في الشارقة، إن المنطقة الممتدة من منطقة دقداقة جنوب رأس الخيمة، وحتى مدينة العين تأثرت بكتلة هوائية رطبة قادمة من المحيط الهندي، تكاثفت فوق جبال حجر على امتداد الساحل الشرقي للدولة وشمال سلطنة عمان، حيث كانت نسبة التكاثف عالية وأدت إلى ظهور غيوم ركامية كثيفة مسببة هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة في مناطق متعددة شملت مسافي والمنامة ومصفوت والسيجي ووادي شوكة والمنيعي، كما تأثرت بها مدينة الذيد بالشارقة، لافتا إلى استمرار تأثير الكتلة الهوائية الرطبة على المنطقة خلال اليومين المقبلين، مع حدوث تكاثف آخر وتشكل غيوم تتفاوت في درجة تراكمها.
وأضاف أن هذه الأمطار هي امتداد لأمطار “الروايح” التي تتشكل وقت الظهيرة وتخف حدتها بعد العصر، وأن أهالي المنطقة يستبشرون بها لأنها تأتي في موسم “الوسم”، الذي كان يتفاءل العرب بهطول الأمطار فيه لأنها تساعد على ازدهار المراعي في المنطقة وتكون أكثر فائدة للأشجار والأعشاب البرية.
من جانبه، قال سيف بن غدير الكتبي نائب مدير مكتب بلدية مصفوت في عجمان، إن الأمطار التي شهدتها المنطقة أمس لم تؤثر على الشعبيات أو المناطق السكنية في مصفوت، مشيرا إلى استعداد المكتب لمواجهة أية حالات لتسرب المياه داخل الشعبيات.
من جانبه قال عبدالمجيد العران من أهالي المنطقة، إن الأمطار استمرت قرابة الساعة وتراوحت بين المتوسطة والغزيرة، وأدخلت الفرح والاستبشار على نفوس أصحاب المزارع، في حين خرج أهالي المنطقة لمشاهدة جريان الأودية وتجمع المياه أمام السدود.
عدد اليوم
