السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مأرب التاريخ والانتصار

5 أكتوبر 2015 01:56
يوم الجمعة الماضي شهد احتفالاً رمزياً في سد مأرب احتفاءً بتحرير السد التاريخي في اليمن الذي أعاد القائد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بناءه على نفقته الخاصة، وتم افتتاحه في 21 ديسمبر 1986. هذه الاحتفالية التي حضرها محافظ مأرب، وقائد قوات التحالف العربي المرابطة في المحافظة العميد مسلم الكثيري، وعدد من قيادات المقاومة الشعبية. ورفعت أعلام اليمن ودول التحالف، وصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جسدت مجموعة من الدلالات والمعاني المفعمة بالمجد والفخر والانتصار للحياة والبناء على قوى الشر والظلم والعدوان. وقد كتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مغرّداً بمناسبة رفع أعلام دول التحالف فوق سد مأرب: كلام أبو خالد جلس في محله عن قمة السد العدا وسعو له ردوا وراهم واخلوا السد كلــه ورفرف علمنا بالشرف والبطولة وتعود قصة بناء السد الجديد، في أعقاب حدوث فيضانات في محافظة مأرب اليمنية عام 1982، وعلى إثرها تبرعت الإمارات بـ 3 ملايين دولار لمساعدة المتضررين، حيث أدرك القائد المؤسس الشيخ زايد «رحمه الله» ببصيرته وحكمته أن المساعدة التي قدمتها الإمارات لن تحل مشكلة الفيضانات في مأرب، فقرر التبرع شخصياً في العام ذاته بالأموال اللازمة لإعادة بناء سد مأرب. وسد مأرب القديم الذي يسمى كذلك سد العرم، هو سد مائي قديم في اليمن يعود تاريخه إلى نحو القرن الثامن قبل الميلاد تقع أطلاله حالياً قرب مدينة مأرب الأثرية، ويعتبر أقدم سد معروف في العالم. كما أنه يعد من روائع الإنشاءات المعمارية في العالم القديم. ويروي مؤرخون أن انهيار السد كان سبباً في قحط وشح في المياه أدى إلى هجرة كبيرة لسكان اليمن العرب إلى مناطق أخرى في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام. وبني السد من حجارة اقتطعت من صخور الجبال، حيث نحتت بدقة، ووضعت فوق بعضها بعضاً، واستخدم «الجبس» لربط الحجارة المنحوتة ببعضها بعضاً، واستخدام قضبان أسطوانية من النحاس والرصاص، يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر متراً، وقطرها حوالي أربع سنتمترات، توضع في ثقوب الحجارة، فتصبح كالمسمار، فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها، وذلك ليتمكن من الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة. وحسب التنقيبات الأثرية، فإن السد تعرض لأربعة انهيارات على الأقل، ولم تبذل جهود لترميمه لغياب حكومة مركزية، واضطراب الأمن في البلاد، وتدخل القوى الأجنبية (الفرس)، واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم. ويقع السد بين ثلاثة جبال، يجتمع فيه ماء السيل، وليس لذلك الماء مخرج إلا من مكان واحد، فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص، فيجتمع فيه ماء السيول، ويسيل خلف السد كالبحر. فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك بقدر حاجتهم بأبواب محكمة، وعمل هندسي للتحكم، فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا ذلك. وسد مأرب هو أحد أهم سدود اليمن على امتداد التاريخ، لذلك كان اهتمام الإمارات بإعادة بنائه بمبادرة من الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أجل تنمية منطقة سد مأرب وما حولها، ليعود النماء إلى ربوعها، ويكسو اللون الأخضر هذه المنطقة، ويعيد الحياة إليها. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©