بغداد ـ حمزة مصطفى:
أنهى مجلس النواب العراقي جلسة عاصفة خاطبها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي طالب بدعم الخطة الجديدة لأمن بغداد متعهدا بأن الحملة لن تترك مكانا للمسلحين يختبئون فيه حتى لو سعوا للاحتماء بالمساجد أو المدارس· وتخللت الجلسة التي حضرتها الكتلة الصدرية بعد نحو شهرين من المقاطعة، تبادل اتهامات وكلمات نابية وسباب وهو ما اضطر التلفزيون الرسمي الى قطع البث ثلاث مرات· وصوت النواب العراقيون بأغلبية كبيرة على دعم المبادئ العامة للخطة بعد ان رفض نواب جبهة التوافق السنية التصويت على تفاصيل الخطة التي ابدو تخوفات كبيرة منها نظرا للتجارب المرة التي سبقت هذه الخطة بسبب الاختراقات وسط وزارتي الدفاع والداخلية· واعلن المالكي ان الخطة التي اسماها ''خطة فرض القانون''، اصبحت جاهزة تماما للانطلاق، سوف لاتستثني اي مكان او موقع بما في ذلك المساجد والحسينيات ومقرات الاحزاب السياسية المشاركة في الحكومة اذا ما ثبت ان هذه المقرات تحولت الى اماكن او ملاذات للخارجين على القانون· وكشف المالكي ان لدى حكومته معلومات بشأن هروب عدد كبير من عتاة المجرمين ومدبري العمليات الارهابية خارج بغداد، بل ان قسما منهم هرب الى خارج العراق· وطالب النواب بدعم الخطة وتمديد قانون الطوارئ في سبيل مكافحة الارهاب وتفعيل الاجراءات الخاصة بذلك · ودعا المالكي أجهزة الاعلام لتوحيد خطابها معتبرا ذلك بانه عامل اساسي لانجاح الخطة التي اعتبرها خطة المجتمع العراقي وليس الحكومة العراقية فقط · وبينما كان البرلمان يستعد للتصويت نجح النائب عبدالناصر الجنابي من ''التوافق'' في استفزاز المالكي الذي اضطر لاتهام النائب بان لديه ملفا بدعم عمليات إرهابية وهو ما ادى الى تبادل سباب وشتائم تم على اثرها قطع البث المباشر للجلسة· وقال المالكي بانفعال ''عندما احرك ملفك واعرضه على البرلمان ويرى المجلس انك قمت بخطف 150 شخصا فهل تتحمل مسؤولية ما تقوله''؟· وفي الوقت نفسه طالب نواب من الائتلاف العراقي الموحد الى عدم الموافقة على ادخال قوات أميركية جديدة الامر الذي اضطر معه رئيس الوزراء للكشف ان القوات الأميركية الاضافية انما تمت بطلب من الجانب العراقي وانها ستظل تحت الاحتياط للدعم والمساندة· وتعهد المالكي بالحمل على الجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية والسياسية· وقال ''أجهدنا أنفسنا للحصول على ضباط مهنيين فقط· فلنساعد هؤلاء الضباط لنكون هذه المرة في موقع واحد''· وأضاف أن ''الخطة تستهدف فرض القانون وهي غير موجهة نحو أحد من مكونات الشعب العراقي فهي لا تستهدف الشيعة ولا السنة بل تستهدف الجميع ممن يخرجون عن القانون''· وتعهد بهاء الأعرجي وهو عضو كبير في التيار الصدري بمساندة الخطة كما فعلت الأحزاب السنية والكردية· وقال المالكي إن قوات الأمن ستبدأ بإخلاء منازل النازحين من بغداد والتي تركها أصحابها فرارا من العنف والتطهير الطائفي وسكنها آخرون الذين سيتم اعتقالهم تمهيدا ''لعودة العوائل المهجرة الى منازلهم· ووجه المالكي انتقادات حادة الى ''بعض الغرباء من عرب وغير عرب'' منددا بما وصفه بانه ''شراكة في العملية الارهابية''· لكنه لم يحدد من يقصد بغير العرب·
عدد اليوم
