الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين··· وجهان لعملة واحدة

بوتين··· وجهان لعملة واحدة
28 فبراير 2008 01:27
''بافل إليزاروف'' هو نموذج للشباب الذين بدأت حكومة الرئيس ''فلاديمير'' تشعر بالقلق عليهم قبل بضع سنوات، يقول ''إليزاروف'': ''لم أكن أهتم بالسياسة أبدا قبل أن أبلغ الثامنة عشرة، ولكن في ،2004 زرت أوكرانيا في إطار رحلة سياحية مع أصدقائي، ورأيت أشخاصا سعـــــداء ينظمـــــون مظاهرة احتجاجيــــة'' -''الثورة البرتقالية'' التي خرج خلالها مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى الشوارع للاحتجاج على تزوير الانتخابات-، ثم أضاف قائلا: ''لقد كانوا متحدين، وأعتقد أنهم استطاعوا تغيير شيء ما في بلدهم''· وبالفعل، فقد أرغِم رئيس أوكرانيا الجديد الموالي لـروسيا ''فيكتور يانوكوفيتش'' على إجراء انتخابات جديدة أسفرت عن فوز خصمه القريب من الغرب ''فيكتور يوشينكو''، وامتدت مثل هذه الثورات لتطال دولا سوفيتية سابقة أخرى، مثل جورجيا في 2003 و''قرغيزستان'' في ،2005 وحرصا على تلافي اضطرابات من هذا النوع، سارعت القوى السياسية المقربة من الرئيس ''بوتين'' إلى دعم منظمتين شبابيتين مواليتين للكريملن هما ''ناشي'' و''الحرس الشاب''، واليوم، تقول كل واحدة من هاتين المنظمتين إنها تضم في عضويتها 100 ألف عضو منخرطين في البرامج الاجتماعية والأحداث السياسية في البلاد، غير أن مقاربتهم مختلفة على نحو لافت· يقع المقر الفدرالي لمنظمة ''ناشي'' تحت الأضواء الخافتة للشارع المحاذي شمال غرب العاصمة موسكو، نوافذه محمية بالقضبان، وبابه غير موسوم بلوحة أو علامة تدل على أنه مقر المنظمة، في الداخل، ينتشر شباب في أروقة المكان الذي علقت على جدرانه صور لنشطاء المنظمة من مجلات مختلفة، هنا يخططون لـ''أعمالهم'' -من مراقبة المتاجر التي تبيع السجائر للأطفال الذين لم يبلغوا بعد السن القانونية إلى تنظيم المظاهرات الحاشدة قبيل الاستحقاقات الانتخابية لتشجيع المواطنين على التصويت- لحزب ''بوتين'' بالطبع، وتقول ''ماريا دروكوفا'': ''لقد كان جدي مسؤولا في الدولة، وكان والدي مسؤولا في الدولة، وأنا أيضا أريد أن أخدم بلدي''، وتتحدث ماريا، وهي قيادية في المنظمة في الثامنة عشرة من عمرها، اللغة الإنجليزية بشكل ممتاز، وتشيد بـ''بوتين'' الذي تُرجع له الفضل في وقف الحرب في الشيشان، وزيادة الرواتب، وتسديد ديون روسيا التي ورثتها عن الفترة السوفييتية· أما ''الحرس الشاب''، فتوجد مكاتبه داخل المقر الضخم لحزب بوتين، ''روسيا المتحدة''، وخلال اجتماع عقد مؤخرا لبحث استراتيجية المنظمة، جلس ''كيريل شيتوف'' -المسؤول عن العلاقات العامة- وسط مكتب عصري واسع على رأس طاولة اجتماعات خشبية، يحيط به زملاؤه الذين كانوا يصغون إليه باهتمام، فقد خصص حزبه مؤخرا ''كوتا'' للشباب قدرها 20 في المائة، وله مرشح في كل واحدة من دوائر موسكو الـ(125) للمشاركة في الانتخابات البلدية المقررة للثاني من مارس المقبل، وفي هذا السياق، يقول ''إيفان ديميدوف''، منتج تلفزيوني سابق وُظف في 2005 لتحويل ''الحرس الشاب'' إلى منظمة سياسية: ''الهدف هو أن نهيئ شبابنا ليصبحوا سياسيين محترفين شبابا''· وإذا كانت ''دروكوفا'' تختزل أيديولوجية ''ناشي'' في ''الحرية والعدالة''، فإن ''ديميدوف'' يرى أن ''روسيا المتحدة'' تعمل ''من أجل كل الأشياء الجيدة ضد كل الأشياء السيئة''، مضيفا أن الموضوع الموحِّد هو التأييد لسياسات ''بوتين''، هذا ويركز ''الحرس الشاب'' على إيصال الشباب إلى المناصب الانتخابية، في حين تشدد ''ناشي'' على أهمية التحرك من القاعدة إلى القمة، ملوحة بمناصب في القطاعين الحكومي والخاص كجزرات تشجيعا للأعضاء الواعدين· والحقيقة أن ليس كل شخص منبهر بالمنظمتين؛ وفي هذا الإطار، يجادل ''أندري زولوتوف'' -رئيس تحرير مجلة ''راشا بروفايل'' الممولة من قبل الدولة- بقوله: ''يشرف على تنظيم ''ناشي'' وإدارتها أشخاصٌ ديانتهم الوحيدة هي النجاح والمحاكاة''، مضيفا: ''والحال أنه ينبغي أن يكون ثمة نوع من الأساس الأخلاقي في حركة شبابية حقيقية''، هذا في حين يشير آخرون باستياء إلى دعم الحكومة لـ''ناشي''، التي تعد المنظمة الأشهر من بين كل منظمات روسيا الشبابية العديدة، وهو دعم تساهم فيه شركة الطاقة العملاقة ''غازبروم'' التي تديرها الدولة· بيد أن ''ديميدوف'' يرفض هذه الانتقادات إذ يقول: ''في التسعينيات، المؤسسات العمومية الوحيدة كانت تشبه قطاع الطرق، فقد كانوا يعلمون (الشباب)، ويختارونهم، ويمنحونهم الوظائف، وبالطبع، فقد دفع الشباب ثمن كل ذلك من أرواحهم، وبالتالي، فشيء جيد أن تفعل الدولة شيئا''· وحسب ما تظهره استطلاعــــات الرأي عن الشبـــاب الروسي -الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاما- المتحمسون لـ''بوتين'' وبلدهم· وفي ما يلي آراؤهم حول مواضيع مختلفة، (الأرقام التي توجد بين قوسين تشير إلى بقية السكان)، يؤيد ''بوتين'' وسياساته 92 في المائة (مقابل 84 في المائة للسكان)، في حين يرى 66 في المائة أن الحياة السياسية تسير في الاتجاه الصحيح· ويعتزم التصويت في الانتخابات الرئاسية 72 في المائة، في حين يعتقد 29 من الروسيين إنهم بحاجة إلى ''ذراع قوية''، بينما يعتبر 38 في المائة أن الولايات المتحدة دولة عدوة، ويعرف 68 بالمائة من الروس الديمقراطية بأنها ارتفاع في مستوى المعيشة، فيما يعتبرها 51 في المائة حقوقا وحريات، بينما 11 بالمائة منهم يعتبر الديمقراطية تعني توازن السلطات ومراقبة بعضها بعضا· ويستحوذ التلفزيون على 75 من الروس كوسيلة لحصولهم على الأخبار، و40 بالمائة للصحف و20 بالمائة للإذاعة، في حين لا يحصل على المعلومات من الإنترنت سوى 17 في المائة، ويؤكد 39 بالمائة منهم أن البطالة هي أكثر القضايا الملحة، بينما يرى 9 بالمائة فقط أن قضية انتهاكات حقوق الإنسان قضية ملحة، ذلك حسب ما ورد عن مركز ''ليفادا''· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©