الشارقة (الاتحاد) ــ لطالما كان الذهب الأصفر يشكل قيمة مادية ومعنوية عالية عن معظم شعوب الشرق الأقصى، خاصة في بلاد الهند والباكستان، إذ اعتبر ومنذ عصور بعيدة رمزاً مهماً من رموز الثروة والثراء والمكانة الاجتماعية، ووجهاً حضارياً عريقاً يعكس صور التراث الثقافي والإنساني لهذه المجتمعات، لتتناقله الأجيال عبر العقود والسنوات وتفخر باقتناء كنوزه البديعة، وحيث ظلت صياغة مجوهرات الذهب والأحجار الكريمة من أهم المهن الحرفية واليدوية على الإطلاق.
احتفاء بالمجوهرات
وانطلاقا من قيمة وأهمية هذه الصناعة الزاخرة بالفن والأصالة والجمال، فقد نُظمت عروض عالمية لمقتنيات الذهب وأسابيع موسمية خاصة تحتفي بموضة المجوهرات، لتكون مدنا عريقة كمومبي ونيودلهي وكراتشي وإسلام آباد محطات ثابتة لمنصاته عروضه الشائقة وفنونه الجميلة، مقدمة مع مطلع كل موسم تشكيلات متنوعة من الصياغة الآسيوية المميزة، والتي عادة ما تتألق بزخارف ونقوش إثنية المعالم غاية في الإبداع، تشي بمعانٍ ومضامين ومعتقدات قديمة الطراز، مستوحية أفكارها وإطارها العام من نفحات التراث والتاريخ والحضارات المتأصلة في هذه البلاد، مرتقية عاما بعد عام لآفاق عالمية رفيعة المستوى وعالية الأداء سواء لناحية، شكل التصميم، أسلوب الصياغة، أو حتى تقنية تركيب الأحجار.
تنبض بالبهجة والفرح
ولعل اللافت عند الشعوب الآسيوية على وجه الخصوص هو عشقها الأبدي لمعدن الذهب النبيل بلونه الأصفر المشتعل إشراقا وحياة، وبعيارات عالية من الـ 21 و22 و24 قيراطا، ليطعم بأحجار كريمة وشبه كريمة ملونة نابضة بالبهجة والفرح، ويصاغ بزخرفة يدوية دقيقة تزيده تميزاً وغناً وثراءً، مشكلاً نماذج فنية من الأطقم والقلائد والأساور والأقراط، والتي عادة ما تظهر أحدث مستجداتها أثناء المهرجانات الدولية للمجوهرات، مستعرضة في مجملها أكثر ما تتحفه أيادي الصاغة الآسيويون من فن وخيال. وخلال الأسبوع الماضي فقد احتفلت مدينة إسلام آباد بأسبوعها الموسمي للموضة وذلك لفصلي ربيع وصيف 2014، لتخصص من هناك عروضاً استثنائية لتشكيلات المجوهرات الذهب مع الألماس والأحجار الكريمة، مستعيدة عبرها ملامح واضحة من التراث الباكستاني الثري، ترنو برؤية كلاسيكية تقليدية ولكن بروح أكثر معاصرة وحداثة وشباب، ولكن تؤطر بشكل عام اتجاه وذوق النساء الآسيويات في طراز جواهر الفصول المقبلة.
عدد اليوم
