حوار- أحمد مرسي:
أكدت هناء سيف السويدي مدير هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة على أن المرحلة المقبلة ''الخطة الخمسية الجديدة'' ستشهد اهتماماً كبيراً من قبل الهيئة بالمحميات الطبيعية في الإمارة من خلال تكثيف الجهود لتأهيلها وزيادة أعدادها والعمل على زيادة عدد العاملين في قسم المحميات بالهيئة ليقوموا بالدور المنوط بهم في المرحلة المقبلة·
وقالت في حوار مع ''الاتحاد''،: إن الشارقة تضم على خريطتها البيئية خمس محميات طبيعية تنوعت في طبيعتها بين الساحلية والجبلية وضمت أنواعاً معينة من الأشجار والطيور والحيوانات قلّ أن يتجمع مثلها في مكان واحد، وهي صير بونعير''المحمية الوحيدة المعلنة بمرسوم أميري من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة'' ومحميات واسط ''الرمثاء'' والمُدينة وخور كلباء وسيح المسموط·
إعادة تأهيل
وأشارت السويدي إلى أن محمية ''صير بونعير'' تعتبر الوحيدة المعلنة في الشارقة وهي إرث تاريخي للدولة بشكل عام لما لها من أهمية على مر السنوات الطوال الماضية وكانت تسمى صير القواسم وهي محطة مهمة للصيادين والتجار للوقوف فيها والتزود بالماء واحتياجاتهم الأخرى لمواصلة الرحلة، منوهة إلى أنها تعتبر من أروع وأجمل الأماكن الطبيعية في الإمارة حيث تشهد تجمعات كبيرة من أنواع الطيور المهاجرة خصوصاً في تلك الأيام كما أنها تضم أنواعاً متنوعة من الأشجار إضافة إلى كونها تقع في منطقة ساحلية جبلية أكسبتها جمالاً ربانياً ندر أن يتكرر في مثلها·
مرحلة تأهيل
قالت السويدي إن محمية ''صير بو نعير'' التي تم إعلانها عام ،2000 تمر حالياً بمرحلة تأهيل ولا يسمح بزيارتها بعد أن تعرضت للكثير من الانتهاكات من روادها بإلقاء القمامة والزجاج الفارغ وإطارات السيارات وسرقة بيض السلاحف والصيد الجائر وانتهاك الحيد المرجاني الموجود بها وتعديات أخرى تراكمت عبر السنوات الماضية وتحتاج لفترة كبيرة لحين عودتها إلى ما كانت علية في السابق·
وذكرت أن المحمية، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 13 كيلو متراً مربعاً، تشهد مهرجاناً سنوياً، في شهر مايو من كل عام، يرتبط ارتباطاً كبيراً بتراث الإمارات وهو مهرجان ''القفال'' كسباق للقوارب يشارك فيه عدد كبير من محبي هذه الرياضة في صورة جميلة لإحياء التراث، منوهة إلى أن قسم المحميات يعمل حالياً على عودة الحياة من جديد للمحمية وإعادتها لصورتها الطبيعية التي كانت عليها قبل الانتهاكات حيث انتهى من جرد أنواع النباتات الموجود بها ويقوم حالياً بإزالة التعديات مع منع الزيارات بالتنسيق مع الجهات الأمنية بالإمارة تمهيداً لتأهيلها من جديد لتكون مزاراً سياحياً بيئياً بالدولة، إلا أن الفترة الزمنية التي تستغرقها تلك المرحلة لم تحدد بعد·
تنوع بيئي
فيما يتعلق بالمحميات غير المعلنة بالشارقة أوضحت السويدي أن الإمارة استفادت بشكل كبير من تنوعها البيئي حيث تقوم حالياً بتأهيل أربع محميات جدد تتنوع في مضمونها وطبيعتها وخصوصيتها بما تحويه من أشجار ونباتات وطيور وحيوانات، مضيفة أن محمية خور كلباء هي أقرب المحميات جاهزية لإعلانها رسمياً كمحمية طبيعية وهي أكبر محمية في الدولة لحماية أشجار القرم وتواجد طائر ''الكوند'' أو ''الكينج فيشر'' النادر عالمياً والتي تضم الإمارات مجموعة أزواج منه وتسعي أيضاً لإكثارها·
محمية واسط
وأضافت السويدي أن هناك محمية ذات طابع خاص أيضاً تقع بين إماراتي الشارقة وعجمان وهي محمية واسط أو الرمثاء حيث تقوم الهيئة بتأهيلها منذ ثلاث سنوات بعد أن كانت ملتقى لطيور الفلامنجو وأرض سبخة تضم أشجار البوص والأثل والهرِم والكثير من أنواع الأسماك والكائنات الحية داخل المستنقعات والتي ماتت كلها نتيجة وجود درجة من السمية في مياهها بعد أن جعلها الناس مكباً كبيراً للنفايات، منوهة إلى أن الهيئة تقوم حالياً بزراعة المحمية بما يتناسب مع بيئتها بعد أن تخلصت من نسبة السموم في مياهها·
محمية المدينة
وحول محمية ''المُدينة'' أشارت مدير هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة أنها تقع في منطقة ''فيلي'' وتعتبر من المحميات ذات طبيعة جبلية وقد أضيف سور لها تمهيداً لإطلاق العديد من أنواع الحيوانات خصوصاً النمر العربي بعد أن قامت الهيئة بجهود كبيرة في إكثاره خلال السنوات الماضية، منوهة إلى أن المحمية الرابعة والتي تعتزم الهيئة إنشائها هي محمية ''الظليمة'' على طريق الذيد وهي محمية من الكثبان الرملية ومن الممكن أن يتم إطلاق حيوانات فيها مستقبلاً·
عدد اليوم
