الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المطارات ·· مدن استثمارية مفتوحة

26 يناير 2007 01:00
إعداد - عدنان عضيمة: يحكي تقرير كتبته سوزان كاري وبروس ستانلي نشرته صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' قصة خبير اقتصادي يدعى جون كاساردا اقترح حلاً للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مدينة ديترويت الشهيرة بصناعة السيارات ولكنه لا يرتبط بهذه الصناعة التي بدأت تغيب عنها الشمس، بل بإنشاء مدينة موازية لها أطلق عليه اسم ''آيروتروبوليس'' الذي يعني ''مدينة المطار'' وبحيث تضم مطاراً مركزياً ومجمعات سكنية راقية وفنادق فخمة ومراكز تسوق ومجموعة من الأسواق الحرّة، ومدرسة لتعليم الجولف، وملعباً لتنظيم البطولات العالمية· وينقل التقرير عن كاساردا الذي يعمل أستاذاً محاضراً في إدارة الأعمال بجامعة كارولاينا الشمالية قوله: ''أصبحت المطارات أماكن مثالية للاستثمار والنشاط التجاري في الدول المتميزة باقتصادها المتطور''· ونظراً لاقتناعه بهذه الفكرة، تحمل مشقة قطع 160 ألف كيلومتر خلال السنوات الست الماضية متنقلاً من مطار إلى آخر من مطارات آسيا للتحقق من مدى نجاحها· وراح يدرس بالتفصيل مستوى النشاط التجاري في مطارات آسيوية شهيرة مثل مطار كوالا لامبور وسيئوول وغيرهما· وعاد بعد ذلك ليقف على واقع المطارات الأميركية وليخرج من ذلك بالنتيجة التي تفيد أن فكرة إنشاء ''مدن المطارات'' يمكنها أن تخلق عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة وأن تنشّط اقتصاديات مدينة كاملة· ويبدو أنه غاب عن بال كاساردا أن يقيّم تجربة الإمارات في هذا الميدان وخاصة من حيث القيمة الاقتصادية التي ينطوي عليها مطار دبي الدولي؛ كما أنها من أوائل دول العالم التي تسعى لتنفيذ فكرة تحويل المطارات إلى مدن سياحية متكاملة إلى جانب كونها ممرات لعبور ركاب الطائرات· واشتهرت بعض دول شرق آسيا أيضاً بمطاراتها المتطورة ومنها مطارات هونج هونج وسنغافورة وطوكيو· وبدأت ظاهرة التخلّي عن المفاهيم القديمة لوظائف المطارات بالاختفاء التدريجي وهي التي كانت تقصر وظائفها على مجرّد هبوط وإقلاع الطائرات ودخول وخروج الركاب لتحل محلها الأفكار الجديدة التي تهدف إلى جعل المطارات مدن استثمارية متكاملة مفتوحة على العالم· وكما جرت العادة دائماً، فإن لكل واحدة من الأفكار الاستثمارية ذات الحجم الكبير، مؤيدين ومعارضين حيث يرى بعض المشككين في أفكار كاساردا أن فكرة إنشاء الـ''آيروتروبوليس'' لا تتعدى أن تكون مجرّد وصف منمّق لفكرة قائمة أصلاً في الأحياء التي تحيط بالمطارات المزدحمة في الولايات المتحدة وبعض مدن العالم الأخرى؛ وهم يرون أنه ليس ثمة من داعٍ لإعادة التفكير في إنشاء مدن استثمارية تضم مطارات جديدة· ولم يتأخر كاساردا عن الردّ على أصحاب هذا الطرح حيث أشار إلى أن فكرة إنشاء الـ ''آيروتروبوليس'' ليست من اختراعه بل سمع بها لأول مرة عام 1994 عندما استدعي لتقديم المشورة للمخططين الصينيين الذين كانوا يشرفون على تشييد مطار زوهاي في الصين· وتلخصت وظيفته في وضع الأفكار التي كانت تدور في رؤوسهم موضع التنفيذ· ويستدرك كاساردا بعد هذا التصحيح فيشير إلى أنه وإن لم يكن هو مؤسس هذا المصطلح، إلا أنه هو الذي وضع التصوّر الفكري لأساليب وخطط تطوير الفكرة موضع التنفـــــيذ، كما أنـــه هو الذي تكفل بتحويلها إلى مشروع تصوّري ناجح يمكن تطبيقه على أرض الواقع· وحرص كاساردا أيضاً على تغيير الكثير من أفكار المخططين في الدول الآسيوية التي أكثر من زيارتها ومن بينها بانكوك؛ ويقول إنه هبط ذات مرة إلى شوارعها وتناقش مع مجموعة من الشبان والطلاب الجامعيين التايلانديين وخرج من ذلك بالنتيجة التي تفيد أن التايلانديين مقتنعون بأن من واجب الدولة أن تبني المطارات التي يمكنها تنفيذ الوظائف الأساسية التي تبنى من أجلها دون غيرها، لأنها بحسب رأيهم أماكن يعمّها الضجيج، وليس مفروضاً بالمرء أن يقصدها إلا عندما يحين موعد السفر· إلا أنه آثر أن يردّ على أصحاب هذا الرأي عندما راح يفهــــم الناس أن المطـــارات أصبحت أماكن للاستثمار المالي والنشاط التجاري وحتى السياحي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©