الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة الوقيان يبحث عن الجذور والاتجاهات

25 يناير 2007 00:55
سلمان كاصد: يرى الدكتور خليفة الوقيان أن السبب الذي دفعه لإصدار دراسته حول ''الثقافة في الكويت ·· بواكير واتجاهات'' هوعدم كفاية التوثيق للجهود الثقافية والاتجاهات الفكرية المبكرة في الكويت وبخاصة في المراحل السابقة للقرن العشرين، كذلك أن الثقافة قد اختزلت لدى بعض الدارسين بالأدب وإهمال عداه، هذا بالإضافة - بحسب الوقيان - إلى الصورة المشوهة والمنقوصة التي يحملها بعض المثقفين العرب وغيرهم عن منطقة الخليج العربي بعامة واعتقادهم أن هذه المنطقة لم تكن ذات شأن قبل ظهور النفط ولم يكن للإنسان فيها مساهمات ثقافية يجدر ذكرها· مع وجود قدر من الاضطراب في بعض الدراسات القليلة التي تناولت موضوع الثقافة في الكويت، فمنها ما يربط بين بدء التعليم النظامي والثقافة ومنها ما يربط بين ظهور النفط والثقافة، ومعنى ذلك أن البلاد لم يكن فيها - حسب تصورهم - علماء وكتاب وشعراء وفنانون، وفي ضوء ذلك يرى الوقيان أنه من الضروري ''تصويب المعلومات المغلوطة عند الحديث عن بعض الأعلام· إنها دراسة عند المراحل المبكرة التي جهدت ثقافياً على التأسيس، كونها كانت الرائدة في الحقل الإبداعي بمختلف صنوفه، لذا توقف الوقيان عند بواكير نهضة الحركة الشعرية والقصصية والمسرحية والموسيقية والفنون التشكيلية ضمن إطار زمني محدد لم يتجاوزه في الكويت· التجارب الروائية النسوية ربما نجد - على الرغم من أن الوقيان ناقش المعلومة التاريخية الثقافية بحس واحتجاجات ذكية - أن التجارب النسوية في الرواية الكويتية من المحاور الأساسية والجديدة في هذه الدراسة· مشيراً إلى أن أول كاتبة صدر لها بكتاب مستقل عمل يقع بين القصة القصيرة والرواية هي (صبيحة المشاري) وحمل غلاف ذلك الكتاب اسم (قساوة الأقدار) ويقع العمل في 52 صفحة، لا يحمل تاريخاً موثقاً إلا بإفادة الكاتبة أنها نشرتها ·1960 كذلك رواية (الحرمان) لنورية السداني التي وثقت بــ 1968 ·· ولا أجد هنا على الرغم من أهمية هذه المعلومة تاريخياً أن الوقيان قد عدّ هذين العملين من البواكير المتقدمة لسبب بسيط أنه اشترط على نفسه في أن ما يبحث فيه يعود إلى (الجهود الثقافية والاتجاهات الفكرية المبكرة في الكويت وبخاصة في المراحل السابقة للقرن العشرين)· رواد الثقافة لوتناولنا الجانب الثقافي المحض في كتاب (الوقيان) لوجدناه في فصله الرابع تحديداً عندما يقلب صفحات التاريخ باحثاً عن رواد الحركة الثقافية الكويتية شعراً وقصة قصيرة ورواية ومسرحاً وموسيقى وفنوناً تشكيلية· مع افتراض أن عقولاً فكرية وثقافية عربية مرت بالكويت ساهمت في التنبيه لهذه الفنون وتغذيتها عند الطاقات المبدعة التي تفجرت بفعل أيادي ومساهمات تلك العقول الثقافية والفكرية العربية· لقد وصلت قصائد (عثمان بن سند) والتي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أما ما قبل ذلك فلم يصل (بفعل عاملي التحفظ أو التحرز في النشر) كما يقول (الوقيان) وأرى هنا أن تلك المقولة ربما تبدوغريبة إذ لا يعقل أن كلمة (النشر) تنطبق هنا على فترة ما قبل القرن الثامن عشر في الكويت إذ لا وجود لوسيلة إعلام يمكن أن تنشر بها إلا إذا قصد (الوقيان) أن النشر بمعنى (الذيوع أو الإشهار) الشفاهي· عثمان بن سند (1766-1827) وهو من فيلكا الكويتية وكان اماماً ولديه (الدرة الثمينة) كتب لهدف تعليمي وكان يحظى بتقدير الشيخ عبدالله بن صباح في إشارة ابن سند في كتابه (سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد) ويذهب محمد بهجت الأثري إلى أن ابن سند نزل البصرة 1805م، ودرس بجامع الكواز في البصرة القديمة مدة أعوام 1812م· في القصة القصيرة نشر خالد الفرج قصة (منيرة) عام 1929 في ديسمبر منه في مجلة الكويت وقد - وهذا يحسب للباحث الوقيان - عثر على قصة أخرى له باسم (المسدس) كتبت عام ··1952 لقد قدم عبدالعزيز الرشيد لقصة (منيرة) بأنها رواية مفيدة· أما الرواية فيرى (الوقيان) أن رواية فرحان راشد الفرحان (آلام صديق) سنة 1948 ورواية عبدالله خلف (مدرسة من المرقاب) سنة 1962 تتنازعان الريادة باتفاق د· محمد حسن عبدالله ود· نسيمة الغيث على رواية عبدالله خلف· ثم يدرس (الوقيان) المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية وبواكيرها في الكويت· إنه كتاب يؤرخ ويبحث في بواطن الكتب والمرويات عن المعلومة الثقافية لتوثيقها بجدية وحرص·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©