الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سياحة دبي» تنمو رغم التراجع بأفريقيا وروسيا

«سياحة دبي» تنمو رغم التراجع بأفريقيا وروسيا
26 أكتوبر 2014 22:07
مصطفى عبدالعظيم (دبي) دفعت مؤشرات تباطؤ النمو في الحركة السياحية القادمة لدبي خلال الشهرين الماضيين خاصة من السوقين الروسية والأفريقية، شركات سياحية في الإمارة للبحث عن حلول جديدة لتعويض هذا التراجع الناتج عن الأوضاع الاقتصادية في روسيا والانخفاض الحاد في سعر الروبل، وكذلك مخاوف تفشي فيروس إيبولا في أفريقيا. وأكد مسؤولون ورؤساء شركات سياحية عاملة في دبي أنه رغم ما تعكسه المؤشرات من انخفاض في عدد السياح من السوقين خلال الربع الثالث من العام الحالي، ليس فقط إلى دبي وإنما إلى جميع الوجهات السياحية، فإن المرونة التسويقية التي تتمتع بها الإمارة وجاذبيتها السياحية تمكنها من المحافظة على مستوى نمو معتدل بنهاية العام، وذلك على رغم التحديات التي تواجهها السياحة العالمية في هذه المرحلة نتيجة للعوامل السابقة وتوقعات تباطؤ النمو العالمي وتراجع العملة الأوروبية اليورو. وقال رؤساء شركات سياحية رئيسية متخصصة في جلب السياح إلى دبي إنه من المهم في هذه المرحلة أن يتم العمل بشكل مشترك مع شركات الطيران والفنادق لإعداد برامج تنافسية تتضمن تخفيضات في أسعار الغرف والطيران، وذلك بهدف المحافظة على معدلات السياحة من السوق الروسي من جهة، والأسواق الرئيسية الأخرى المصدرة للسياحة إلى دبي كالأسواق الأوروبية والخليجية فضلاً عن السوق الصيني الواعد. ولفتوا إلى أن النتائج التي حققتها دبي خلال النصف الأول من هذا العام والنمو المتواصل في عدد المسافرين عبر مطار دبي من شأنه أن يعوض أي تباطؤ محتمل للنمو من بعض الأسواق، فضلا عن تنوع الأسواق المصدرة للسياحة إلى دبي والنمو الملحوظ في أعداد السياح من أسواق أخرى مهمة كالسوق الصيني والسوق الاسكندنافي، فضلاً عن الأسواق التقليدية في أوروبا مثل بريطانيا وألمانيا. وتراجع الروبل الروسي بنهاية الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي جديد مقابل اليورو والدولار، على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على موسكو، بالإضافة إلى تراجع أسعار النفط، وارتفع اليورو إلى 53 روبل، كما سجل الدولار 41,96 روبل وهي المستويات التي تخشاها الأسواق والمستهلكون الأفراد. وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، في تصريحات لـ «الاتحاد»: إن دبي تعمل دائماً على تحقيق التطور المستدام بزيادة عدد الزوار وجذب المزيد منهم من جميع الأسواق العالمية بلا استثناء، حيث تناسب مرافقنا السياحية وفنادقنا جميع الزوار باختلاف جنسياتهم وأعمارهم واهتماماتهم. وأشار إلى انه رغم انخفاض عدد الزوار من بعض الأسواق، فإن المحصلة النهائية للعدد الإجمالي لنزلاء المنشآت الفندقية خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام حقق زيادة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد الزوار من الأسواق الأخرى كالسوق الصيني حيث ارتفع عدد النزلاء الصينيين في المنشآت الفندقية في دبي خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 26% على الفترة نفسها من العام الماضي. واستقبلت المنشآت الفندقية في دبي خلال النصف الأول من العام 5,8 مليون سائح، بعائدات بلغت 12,7 مليار درهم، وظلت أول عشر أسواق رئيسة تستقطبها دبي للسياحة من دون تغيير يذكر، وتضمنت كلا من السعودية والهند وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران وعُمان والكويت وألمانيا، بحسب دائرة السياحة والتسويق التجاري. نسب الإشغال وأضاف كاظم: «فنادق دبي ظلت لسنوات طويلة تحقق أعلى نسبة إشغال في العالم، مشيراً إلى انه ومن أجل تحقيق النمو على المدى الطويل فنحن في حاجة إلى زيادة عدد الغرف الفندقية مع الإبقاء الأسعار التنافسية ما يحافظ على أعلى نسب الإشغال في العالم». وأشار إلى أن الفنادق تعمل مع الحكومة وباقي الشركاء للتأكيد على أن معدل سعر الغرفة لا يزيد بدرجة تؤثر على نسب الإشغال حيث أن انخفاض أسعار الغرف سيؤدي بالتالي إلى نمو عدد الزوار وزيادة نسب الإشغال وارتفاع عدد الليالي السياحية. وأشار إلى أن استراتيجية حكومة دبي تركز على العمل مع القطاع الخاص لإنشاء المزيد من الفعاليات وعوامل الجذب السياحي سوف تؤدي إلى زيادة عدد الزوار وعدد الليالي السياحية في الفنادق. الأوضاع الاقتصادية العالمية من جهته، قال غسان العريضي رئيس شركة ألفا تورز إن حركة السياحة العالمية تشهد منذ فترة تغيرات ملموسة بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية ومخاوف النمو وتفشي فيروس إيبولا، فضلاً عن الانخفاض الحاد في سعر العملة الروسية الروبل. وأضاف أن هذه الأوضاع ستؤثر على العديد من الوجهات السياحة ومنها دبي، لكنه أشار إلى أن الإمارة تمتع بالمرونة الكافية لتعويض أي تباطؤ في نمو الحركة من أسواق معينة، لكنه قال: بشكل عام سنشهد معدل نمو أقل من المتوقع يصل إلى حدود 6,9 % مقارنة مع نمو مستهدف بحدود 9 إلى 10%. وأشار إلى أنه على الرغم من الهبوط القوي في حركة سفر السياح الروس إلى الخارج بنسبة 25% بسبب ضعف العمل الروسية «الروبل»، فإن دبي لا تزال تتصدر قائمة الوجهات المرغوبة للزيارة في السوق روسي. تكثيف الجهود التسويقية بدوره، اتفق على أبومنصر، رئيس مجلس إدارة شركة فيجن لإدارة الوجهات، مع ما ذهب إليه العريضي من توقع تباطؤ نمو السياحة القادمة إلى دبي خلال الربع الأخير من العام من السوقين الروسية والإفريقية وبعض الوجهات الأوروبية بسبب ضعف الروبل ومخاوف الإيبولا وتراجع اليورو، لكنه في المقابل شدد على ضرورة تكثيف الجهود التسويقية والترويجية في السوق الروسي والأوربي والأسواق الرئيسة الأخرى خاصة السوق الخليجي، بهدف المحافظة على زخم النمو الذي تشهده حركة السياحة في دبي منذ سنوات طويلة. وقال إن خبرة دبي في التعامل مع التحديات الخارجية في القطاع السياحي ستمكنها من تجاوز التحديات الراهنة التي فرضتها الأوضاع الصحية في أفريقيا والاقتصادية في روسيا وأوروبا، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة العمل على تحفيز الحركة من السوق الروسي والأوروبي وعدم الانتظار لتحسن الأوضاع الاقتصادية. وأوضح أبومنصر أن الأداء القوي للقطاع السياحي في دبي خلال النصف الأول من العام الحالي، سيمكن الإمارة من المحافظة على مستوى نمو معتدل هذا العام ويعوض جزءا من الانخفاض في النصف الثاني، وبقاءها في صدارة الوجهات السياحية المرغوبة عالمياً وإقليماً، وذلك في ظل ما تشهده من نمو متسارع في حركة المسافرين عبر مطار دبي وكذلك في الإشغال الفندقي. المحافظة على النمو إلى ذلك، توقع أسامة بشرى المدير الإقليمي لشركة ترافكو للسياحة في دبي أن تحافظ الشركات السياحية في دبي على نفس معدلات العام السابق، بالرغم من التحديات الجديدة التي تواجهها بعض الأسواق المصدرة للسياحة والتي ستؤثر على مختلف الوجهات السياحية حول العالم. «ناتالي تورز»: السياحة إلى دبي لم تتأثر بالأوضاع الاقتصادية في روسيا أكدت ناتاليا فروبيفيا، الرئيس التنفيذي لشركة ناتالي تورز، عدم تأثر السياحة الروسية القادمة إلى دبي خلال الفترة الماضية بالأوضاع الاقتصادية في روسيا، مشيرة إلى أن دبي كانت الوجهة الوحيدة التي حافظت على معدلات السياح المسافرين من روسيا إلى الخارج، الأمر الذي يؤكد الجاذبية السياحية الكبيرة لدبي لدى السياحة الروس. وأشارت إلى أنه رغم تراجع السياحة الروسية إلى الخارج خلال الفترة الماضية بنسبة تصل إلى 25% في العديد من الأسواق نتيجة الهبوط الحاد في سعر العملة الروسية الروبيل، فإن دبي نجحت في جذب العديد من السياح الروس دون تسجيل تراجع، مشيرة إلى أن شركاتها نجحت في رفد السوق السياحي في دبي خلال النصف الأول من هذا العام بنحو 160 ألف سائح بالتعاون مع شركة ألفا تورز. وطالبت القطاع السياحي في دبي بتقديم الدعم اللازم للسياحة الروسية في هذه المرحلة لتجاوز التأثيرات السلبية على حركة السفر للخارج، مشيرة إلى إمكانية تحقيق ذلك خاصة أن دبي تتمتع بسمعة كبيرة في السوق الروسية، فضلاً عن شبكة الربط الواسعة لخطوط الطيران التي تربط بين دبي والعديد من المدن الروسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©