خديجة الكثيري:
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمسية الأولى من تصفيات المرحلة الثانية لمسابقة شاعر المليون التي أقيمت مساء أمس الأول على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي·
ويعكس حضور سمو ولي عهد أبوظبي الاهتمام الكبير بهذا الجانب من التراث المتمثل في الشعر النبطي، حيث تعد هذه الزيارة الرابعة لسموه، والتي يفاجئ بها مئات الجماهير في مسرح شاطئ الراحة، وملايين المشاهدين الذين يتابعون برنامج شاعر المليون·
يشكل حضور سموه المستمر دعما معنويا للشعراء المشاركين، وتشجيعهم لتقديم الأفضل من خلال المسابقة، فضلا عن جو الحماس والتميز الذي يضيفه وجود سموه على أجواء أمسيات شاعر المليون، مما يعكس نجاح البرنامج بكل المقاييس·
كما شهد الأمسية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، وعدد من الشيوخ وكبار الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي الخليجي والعربي·
تكريم 24 شاعرا
وبدأت أولى حلقات المرحلة الثانية من مسابقة شاعر المليون بتكريم الشعراء الأربعة والعشرين الذين انتقلوا لتصفيات المرحلة الثانية، حيث قام معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة، بتوزيع دروع تذكارية عليهم، نظرا لتميزهم بانتقالهم للمرحلة الثانية·
في حين اختار تصويت الجمهور آخر متسابقيْن ينضمان إلى قائمة الأربعة والعشرين، وهما عبد الله عبيان اليامي من السعودية، وسلطان محمد فالح الرواد من الأردن، ليصبح عدد الجنسيات الموجودة في التصفية الثانية ،7 منهم 13 متسابقا من السعودية، 6 من الإمارات، ومتسابق واحد من كل من سلطنة عمان، الكويت، الأردن، العراق واليمن، والجدير بالذكر أن 4 من الشعراء الإماراتيين الستة المشاركين من المناصير!
الأمير خالد بن سعود الكبير
وجاءت مفاجأة حلقة الأمسية الأولى من مرحلة التصفيات الثانية لشاعر المليون ومن الوزن الثقيل، حيث حلّ سمو الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير ضيف الشرف، كما شارك في تكريم المتسابقين· ويعد خالد بن سعود الكبير أحد علامات الشعر الشعبي في الخليج والوطن العربي وصاحب تجربة شعرية متميزة، فضلا عن قصائده الجميلة والمغناة بأصوات كبار المطربين والملحنين·
وأعطت زيارته للبرنامج دفعة قوية لجميع المشاركين من الشعراء، في حين استمتع الجمهور الحضور إلى أعذب قصائده الغزلية، وأهدى الشاعر الأمير خالد بن سعود الكبير قصيدة جميلة لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة·
وأشاد سمو الأمير خالد بن سعود بالبرنامج والقائمين عليه وبالأهداف التراثية التي يسعى لتحقيقها البرنامج، وخاصة في مجال إيصال إبداعات الشعراء في منطقة الخليج، ومن قد يكونون بعيدين عن أضواء الإعلام، لذلك فإن البرنامج يسعى إلى تشجيع الشعراء على المزيد من العطاء· وكانت مفاجأة الحفل المصاحبة لحضور الشاعر خالد بن سعود الكبير، هي حضور الفنان السعودي الكبير محمد عمر الذي قدم وصلاته غنائية متميزة في بداية وختام البرنامج، وبالطبع من كلمات الأمير خالد الكبير·
معايير جديدة
أما الجديد والمميز في التصفية الثانية من مرحلة الوصول للمليون درهم ولقب شاعر المليون فهي وتيرة السرعة والحماس التي تصاحب الحلقات، باعتبارها المراحل النهائية والتي يجب أن يكون للجمهور فيها الرأي الفيصل، وقد أصابت لجنة التحكيم في اختيار معايير التحكيم وطريقة تأهل المشاركين، بحيث سيتسابق أربعة شعراء على مدى ست حلقات، سيقدم كل شاعر قصيدة حرة من اختياره، ثم يعود ليقدم قصيدتين تتكون كل منها من 4 إلى 6 أبيات، على أن تكون الأبيات مكتملة المعنى وموزعة على أنماط شعرية محددة هي الغزل أو الحكمة والنصائح الاجتماعية، فتصبح بذلك حصة لجنة التحكيم من نجاح أي شاعر هي 30% فقط، في حين تترك 70% لتصويت الجمهور·
تفوق الشمري
وفي حلقة مساء أمس الأول اختارت لجنة التحكيم الشاعر عبدالرحمن عادل الشمري من السعودية في المرتبة الأولى بنسبة 23%، حيث بدأ كعادته في كامل ثقته الشعرية، وقدم قصيدته الأولى بشكل مختلف في الموضوع والشكل الفني، الذي تميز بقافية ووزن جميلين، كما أبدع في تقديم الغرض الغزلي مداعبا أحاسيس ومشاعر الجمهور· وكذلك وفق في الاختيار الرمزي لتقديم قصيدة النصح والحكمة، ليكون متميزا ويستحق بجدارة المركز الأول برأي اللجنة ورأي الجمهور الذي أهداه نسبة انطباعية (غير محسوبة) هي 92%·
وجاء علي الريض بنسبة 21% وقدم قصيدة رثائية في والده تأثر بها جميع الحضور، فيما لم يكن بالتوفيق ذاته في اختياره لقصيدتي الغزل والحكمة·
أما الشاعر السعودي لبنان الدوسري صاحب الشعبية الجماهيرية العريضة في السعودية، أعطته لجنته التحكيم نسبة 17%، بعد أن أسمعته سيلا من الملاحظات على قصيدته الأولى، فيما استطاع الدوسري تدراك الوضع فلفت أنظارهم في قصيدتي الغزل والحكمة·
وفي آخر المجموعة حل الشاعر الإماراتي محمد بن صويلح الهاملي بنسبة 15%، الذي لم يكن أفضل حالا من الدوسري، بل كان أكثر من انتقدته لجنة التحكيم، بداية من كبير اللجنة الدكتور غسان الحسن، الذي وصف قصيدته بالمقالة الكتابية العادية، ليس فيها ما يجذب الاهتمام، ويشد المتلقي، كما لم يقنع الهاملي اللجنة في قصيدته الغزلية، وإلا أن قصيدته في النصح والحكمة شفت له في نهاية المطاف، حيث خففت اللجنة من حدة قسوتها على الهاملي، وقالت له لو أنك قدمت كما قدمت الآن لكان الوضع أفضل· ولكن الهاملي أكد أنه ليس نهاية المطاف وأن الشعراء الأربعة ما زالوا في انتظار تصويت الجمهور، الذي سيختار شاعرا واحد فقط للتأهل للتصفية الثالثة·
عدد اليوم
