الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

600 ألف مخطوطة تروي تاريخ الأسلاف

600 ألف مخطوطة تروي تاريخ الأسلاف
5 أكتوبر 2015 01:48
موزة خميس (دبي) يحتضن مركز جمعة الماجد للتراث الكثير من آثار أسلافنا التي تشعر الزائر بالفخر حين يلامس أوراق خطّتها أيديهم، وعايشت أفراحهم وأحزانهم ورضاهم وغضبهم، عبرت قروناً طويلة لتصل إلينا، ولا يمكن وصف شعور من شاهد مخطوطاً كتبه الخطيب البغدادي المتوفى 463 هجرية /‏‏1072م بريشته، أو ابن النفيس المتوفى 687 هجرية /‏‏1288م أو الشمس الذهبي المتوفى 784 هجرية /‏‏1348م، أو غيرهم من علماء العصر الذهبي للحضارة الإسلامية. وقال الدكتور محمد كامل جاد رئيس قسم المخطوطات في مركز جمعة الماجد للتراث، إن قيمة المخطوط المادية والتاريخية تعتمد على عمره الزمني، واسم من كتبه وما يحوي من إجازات وقراءات، وتقييدات وتملكات وغيرها، موضحاً أنه بالنسبة لحال المخطوطات في العالم فقد توزعت وتناثرت، ونتيجة للظروف المناخية، مثل الكوارث الطبيعية والحروب والصراعات، فقد تعرضت للفقد والتلف، وفقدت كتب التراث نسخها المخطوطة ولم يبق لها أثر، ومن ثم ضاع ما كانت تحويه من علوم ومعارف، وفقدت قيمة أثرية لا تقدر بثمن. ترميم ولفت إلى أن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث يقدم منذ عام 1991، الدعم لكل مخطوط وكتاب ووثيقة في العالم، ويعمل على خدمة المخطوطات في العالم طوال ربع قرن، بالإضافة إلى أعمال الترميم، موضحاً أنه تم إهداء أجهزة الماجد للترميم إلى 46 مكتبة في 31 دولة، بجانب أعمال التصوير وتبادل صورها وفهرسة وتوثيق بياناتها، لنحو 837 مكتبة ومركزاً في 50 دولة، مستعيناً بأفضل الخبراء في مجال الترميم والتصوير والفهرسة والتوثيق، مع حفظ صورة من كل مخطوط من هذه المخطوطات في المركز، حتى أصبح المركز يضم أكبر مجموعة صور للمخطوطات في العالم، وكذلك فهرسة المخطوطات التي قام بتصويرها بالتعاون مع تلك الجهات بهدف التوثيق، وخدمة الباحثين. ثورة رقمية وقال إن المركز عمل على الاستفادة من الثورة التكنولوجية الهائلة لمصلحة المخطوطات، فقام باستخدام أفضل الوسائل الحديثة في التعامل مع المخطوطات، وتطويرها لتتناسب مع خصوصية المخطوط وحالته المادية التي تختلف عن الكتاب العادي من حيث طبيعة أوراقه والأحبار التي كتب بها، وقدم خدمة «رقمنة» المخطوطات لعدد كبير من مكتبات العالم، وكان آخرها مكتبة كبيرة في جمهورية مالي، حيث عمل المركز على حفظ مخطوطاتها وفهرستها، كما طور المركز قاعدة بيانات تتعامل مع فهرسة المخطوطات بأسلوب حديث. وأشار الدكتور محمد كامل إلى أن للمركز رؤيته في العمل الثقافي والتراثي، وخدمة البحث العلمي، خاصة مجال المخطوطات، ويعد المركز التراثي الثقافي الأول في العالم الذي يحتوي على صور للمخطوطات، إذ يزيد رصيده منها على 600 ألف نسخة مخطوطة، فيها أكبر مجموعة مخطوطات نادرة في العالم، وأيضاً هو الأول في العالم الذي عمل بنفسه على تطوير أجهزة ترميم للمخطوطات وإنتاجها، وكذلك طور تقنيات ووسائل فهرستها وتصفحها، وكذلك المركز الثقافي التراثي الأكثر دعماً للمؤسسات التراثية في العالم، إذ جرى إهداء الأجهزة لترميم المخطوطات إلى 46 جهة من 31 دولة، وترميم مخطوطات 70 جهة في العالم، ويعد الأول في سرعة إفادة الباحثين والرد على استفساراتهم وتلبية طلباتهم. مخطوطات نادرة من أهم النوادر من المخطوطات في المركز أنه يضم مصحفاً يعود تاريخ نسخه إلى سنة 1124هـ، بخط الناسخ إبراهيم بن الحاج محمد الزكري، كتب بخط النسخ وله إطار مذهب ومزخرف، ويضم المركز أيضاً مصحفاً مكتوباً بخط النسخ وفيه زخارف نباتية وإطار مذهب، والناسخ هو كردوي زاده مصطفى 1281هـ، ونسخة من موطأ الإمام مالك كتبت على الرق 467 هـ، ونسخة من ديوان المتنبي من 178 ورقة، وهي مذهبة ومزخرفة بزخارف نباتية جميلة وكتبت بخط النسخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©