الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجلس البطين.. تواصل الأجيال في ضيافة الأجداد

مجلس البطين.. تواصل الأجيال في ضيافة الأجداد
8 أكتوبر 2013 00:33
سعيد الصوافي (أبوظبي) - شهد مجلس البطين الذي تم افتتاحه مؤخراً بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إقبالاً كبيراً من قبل أهالي المنطقة في صورة حية تجسد معنى التلاحم الوطني بين المواطنين الذين غمرتهم السعادة بهذه المبادرة. وقال جبر محمد غانم السويدي مدير عام ديوان سمو ولي عهد أبوظبي خلال تواجده في المجلس، “المبادرة جاءت بناءً على رؤية القيادة الحكيمة، وبمتابعة شخصية من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الرامية إلى توطيد أواصر الألفة والترابط واللحمة والتشاور بين الأهالي في مختلف المناطق”. التعاون والتكاتف وأضاف السويدي، أن إقامة مثل هذه المجالس يأتي في إطار حرص قيادتنا الرشيدة على إحياء موروث شعبي وترسيخ العادات والتقاليد والمأثر النبيلة والعظيمة للآباء والأجداد في التعاون والتكاتف والتضامن والتآلف بين أبناء المنطقة الواحدة، وتبادل الأحاديث حول شؤون الحياة الاجتماعية والعمل على تعزيز روح التسامح والمحبة والأخوة بين سكان المنطقة وتربية الأجيال على المبادئ والأخلاق الحميدة خاصة من قبل أصحاب الخبرة والحكمة وسداد الرأي، والتي عززها في نفوس أبناء الوطن والدنا المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وذكر السويدي أن التوجيهات شملت بناء مجالس مجهزة بكافة الخدمات وموزعةً بين إمارة أبوظبي ومدينة العين والمنطقة الغربية، بالإضافة إلى إنشاء صالات رياضية تضم أجهزة ومعدات خاصة بأنشطتها، مشيراً إلى الانتهاء من تنفيذ عدد من المجالس في منطقة الزعاب وبني ياس وأم غافة بالعين. الجيل الناشئ وأوضح أن الفكرة بدأت من منطقة البطين بإيجاد مجالس يجتمع فيها أبناء المناطق من مختلف الأعمار وتقام فيها المناسبات والمحاضرات والأنشطة الثقافية والتراثية، فضلاً عن تغذية الجيل الناشئ وتعليمهم بالعادات والتقاليد والأصالة والسنع. وأعرب مواطنون عن سعادتهم بهذه المبادرة التي جاءت لتعزز التواصل بين أهالي المنطقة في ملتقى يومي يجمعهم مع جيرانهم وأهلهم وعشيرتهم، متوجيهن بخالص الشكر إلى صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو ولي عهد أبوظبي والقيادة الحكيمة التي لا تألو جهداً في إسعاد شعبها. تعزيز الترابط وقال المواطن محمد ثاني بن مرشد الرميثي، إن المجلس سيحقق مبتغاه المتمثل في تعزيز الترابط بين المواطنين، وتوطيد العلاقات بينهم، بحيث يصبح المجلس حلقة اتصال مباشرة بين أهالي المنطقة تمكنهم من مناقشة همومهم والخوض في تجاربهم اليومية ومواقفهم في الحياة، فضلاً عن التعارف وصلة الرحم”، لافتاً إلى أن الأجيال الجديدة بحاجة إلى أماكن يرتادونها لتلقي الدروس والعبر ممن عاصروا سنوات الاتحاد بدلاً من انشغالهم بأمور غير نافعة وجلسات لا قيمة لها مع رفاق السوء. وأشاد الرميثي بهذه المبادرة، وبجهود القيادة الرشيدة وسعيها الدائم في تحقيق الاستقرار والرخاء للمواطن والمقيم، مؤكداً أنه ما من كلمة قد توفيهم حقهم لما يبذلونه تجاه رفعة هذا الوطن وأمنه. العادات والتقاليد من جانبه، أكد أحمد بن خادم انه بدأ ينتظم في حضور المجلس منذ أن تم افتتاحه وبشكل يومي خلال الفترة الصباحية والمسائية، معتبراً المجلس مدرسة لتلقين الأبناء تاريخهم العريق وغرس العادات والتقاليد التي تربى عليها أباءهم من خلال زيارتهم المتكررة للمجالس. وأشاد ابن خادم بالخدمات المتوافرة في المبنى وبالتصميم المميز للمجلس وما يحتويه من ملاحق ومستلزمات خاصة، وبدور القيادة في توفير كافة سبل الراحة للمواطنين وبناء قناة سهلة للتواصل بين القيادة وبين أبناء الوطن. الالتقاء بالجيران وأعرب محمد خلفان المهيري عن خالص شكره وتقديره إلى صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، وسمو ولي عهد أبوظبي على هذه الفكرة التي باتت ملموسة على أرض الواقع، بفضل من الله ومن القائمين عليها، وقال “إن مثل هذه المجالس تعد حلقة وصل بين المواطنين القاطنين في نفس المنطقة، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار والتآلف بين القلوب والالتقاء بالجيران”. وأضاف “بدأت ألتقي بأشخاص تربطني بهم صلة رحم بشكل منتظم بعد أن باعدت بيننا مشاغل الحياة، إلا أن هذه البادرة الطيبة ساهمت في تعزيز تواصلنا من جديد والحديث في أمور العائلة والعمل والحياة اليومية”. وأيده في الرأي أحمد بن ثاني قائلاً “التقيت بأصدقائي وجيراني وعدد من أقاربي في هذا الملتقى الرائع، وتعرفت على أشخاص جدد، وأناس لم أرهم منذ فترة من سكان منطقة البطين، ولا يسعني سوى أن اشكر صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو ولي عهد أبوظبي على هذه المبادرة”. تبادل الآراء أما عبدالله بن مانع المهيري، فأشار إلى أن أهم ما يميز المجلس أنه يفتح المجال أمام الموهوبين لاستعراض مواهبهم، خاصة في تأليف وإلقاء الشعر، والمكان رائع لإمتاع الحضور بأروع القصائد، هذا بخلاف تبادل الآراء والخبرات، وذلك مطلباً ضرورياً حفاظاً على تماسك المجتمع، وتواصل الأجيال. وتطرق خليفة بن أحمد بن جبر السويدي إلى أهمية مثل هذه الأفكار التي تدعوا إلى الترابط والتواصل، وفرصة لنعرف أبنائنا وأحفادنا على تاريخهم ونسرد لهم تفاصيل الماضي وضرورة ارتباطه بالحاضر، مشيرا إلى انه سيتم تنظيم عرس جماعي لثمانية مواطنين من منطقة البطين في هذا المجلس خلال الشهر المقبل، وهذه تعد أولى المناسبات التي ستقام في هذا المكان، وسأكون موجوداً أيام عيد الأضحى المبارك لتبادل التهاني مع الأصدقاء والجيران”. وتابع أن أكثر من 480 شخصاً من مختلف الأعمار في منطقة البطين قاموا بتسجيل أسمائهم في المجلس، الأمر الذي يدل على أهمية هذا المجلس بالنسبة لهم، كما أن الإقبال الكثيف على المجلس يبدأ عقب صلاة المغرب إلى ما قبل منتصف الليل، حيث أن أغلبية الناس لديهم ارتباطات خلال النهار مثل العمل وإنجاز معاملاتهم وغيرها. الألفة والمحبة ووصف سلطان بن مانع المهيري من سكان منطقة البطين الافتتاح قائلاً “تم إبلاغ أهالي المنطقة بافتتاح المجلس عبر رسائل نصية قصيرة، وشهد المجلس منذ افتتاحه إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين من مختلف الأعمار واطلعوا على المبنى والخدمات المقدمة في جو ساده الألفة والمحبة والبهجة والسرور”. أما المهندس مانع بن خليفة الرميثي فأشاد بجهود الحكومة في توفير الحياة الكريمة للمواطن، معرباً عن أمله في أن يقوم كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات برد الجميل لهذا الوطن المعطاء والتفاني في أداء العمل والإخلاص للقيادة الحكيمة. من جانبه، قال سعيد بن حفيظ المزروعي، إن المجلس بمثابة بيت العائلة الذي يجمع الكبار والصغار في جلسات يتبادلون خلالها الخبرات، ويتعرف الجيل الجديد على تراث الوطن من خلال الاستماع إلى تجارب الآباء. المبادرات الفريدة الرأي نفسه يؤكده خليفة بن حميد الهمري، الذي قال: «عودتنا القيادة الحكيمة على المبادرات الفريدة، ومثل هذه المجالس تعزز الود بين أفراد المجتمع»، متوجهاً بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة على الدعم اللامحدود للمواطنين. أما غانم محمد السويدي، فقال: “قيادتنا الحكيمة لا تدخر جهداً لتوفير العيش الكريم للمواطنين، وهذه المجالس تعزز التواصل بين أفراد المجتمع، وتخلق أجواء من الود والمحبة بين أبناء المناطق الواحدة، بما يعود بالفائدة على وطننا الغالي وعلى الأجيال سواء الجيل الحالي أو الأجيال القادمة”. صور حكام أبوظبي تزين المجلس وحضارة الإمارات حاضرة بالمكان يتوسط جدار مجلس البطين صورة جوية لمنطقة البطين التقطت عام 1957 توضح فيها بيوت العريش وعدداً من الخيام التي كانت موجودة في تلك الفترة، كما تضم الصالة الرئيسية صوراً لحكام أبوظبي خلال الفترة السابقة لحكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتضم كلاً من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخ صقر بن زايد آل نهيان، والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ زايد بن خليفة آل نهيان. روعي في تصميم مجلس البطين من الخارج الطابع التراثي الذي يجسد تاريخ وحضارة الدولة، ويضم المبنى صالة رئيسية خاصة بسعة مئة شخص، ومجلساً عاماً ملاصقاً له بسعة 75 شخصاً، بالإضافة إلى غرفة طعام تكفي لـ 78 ضيفاً وجلسة خارجية “الليوان” ومطبخ تحضيري ودورات مياه للمجلس الرئيسي وموقف سيارات يستوعب أكثر من 50 مركبة. وبجوار المجلس تمت إضافة مبنى خدمات يحوي على مغاسل ودورات مياه لخدمة ضيوف المجلس العام وأماكن للوضوء وتخصيص غرفتين لأربعة موظفين للعناية بالمجلس. ولا يخلو المجلس من واجبات الضيافة التي يتم تقديمها للزوار بشكل يومي، ويوفر خدمة الإنترنت وشاشات تلفزيونية تعرض أفلاماً وثائقية عن تاريخ الإمارات وحياة الأجداد، بالإضافة إلى عدد من ألعاب الطاولة الترفيهية عند الطلب، ويظل المجلس مفتوحاً طوال أيام الأسبوع لاستقبال الضيوف، أما المجلس الرئيسي فقد تم تخصيصه للمناسبات كالأعياد وحفلات الزواج والعزاء والمحاضرات وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©