الأبيض بيّض الوجوه..
ساور الشك كل من حضر مباراة افتتاح بطولة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة لكرة القدم في إمكانية نهوض منتخب الإمارات من كبوته التي تعرض لها أمام منتخب عُمان والتي خرج فيها خاسراً بنتيجة 2/1 بعد أن تعذر عليه الظهور بمستواه الحقيقي وتقديم الإمكانات الفنية التي توازي سمعته التي تعدت الحدود، وكانت خير مؤشر وتحذير لمنتخبات الأقطار الشقيقة المشاركة في البطولة·
ولكن منتخب الإمارات والذي يطلق عليه ''الأبيض''·· كانت صفحته بيضاء والحمد لله بعد أن استطاع معالجة الأخطاء التي حدثت له في مباراة الافتتاح لتأثر حالته النفسية وهو يحمل مسؤولية مضاعفة ويلعب أمام جمهور رياضي لم تألفه ملاعب الإمارات من قبل وكان للمشرفين على المنتخب الدور الفاعل والنشط في إعادة اللاعبين إلى حالاتهم النفسية العادية والطبيعية التي قادتهم لإبراز لمحات فنية كروية جميلة والتحرك داخل المستطيل الأخضر وفق طريقة ومنهجية سليمة ساعدت المدافعين على إغلاق المنطقة المحرمة على المهاجمين وبالتالي قيام لاعبي الوسط بالانتشار والتركيز على قيادة الهجمات السريعة من الجانبين وإيصال الكرات الذكية إلى المهاجمين الذين أحسنوا التعامل وأودعوا بعضاً منها في شباك المنافسين ليخرج الجمهور الإماراتي في مباراته الثانية وهو يصفق ويهتف لنجومه الذين كانوا بحجم المسؤولية وأذاقوه طعم الفوز الثمين على منتخب اليمن ليستحق الأبيض التحية والتقدير بعد أن بيّض الوجوه·
وبالرغم من أن بعض الجماهير الإماراتية خرجت من الملعب بعد المباراة الثانية التي انتفض فيها منتخبها الوطني من كبوته الأولى أمام منتخب عُمان وهي لم تصل إلى كامل القناعة بقدرة فريقها على مواصلة مشوار التنافس القوي على اللقب·· إلا أن مباراة أمس الأول التي خاضها منتخب الإمارات أمام منتخب الكويت أوضحت الصورة الجميلة التي رسمها اللاعبون داخل الملعب فجاء هدف إسماعيل مطر مؤشراً جيداً على إصرار المنتخب الإماراتي على تحقيق الفوز والانتقال إلى الدور قبل النهائي وتأكيد علو كعبه ضمن دائرة التنافس على اللقب الذي لم يسبق له أن فاز فيه وأكثر ما يشغل تفكير اتحاد الكرة الإماراتي والمشرفين على الفريق والطاقم التدريبي واللاعبين أن يتحقق هذا الحلم الكبير·
صحيح أن منتخب الإمارات تعرض لضغط نفسي كبير وهو يلعب أمام منتخب الكويت المتحفز لتحقيق الفوز وحده ليفتح له الآمال في الوصول إلى الدور قبل النهائي·· وصحيح أن التعادل يشفع لمنتخب الإمارات لمرافقة منتخب عُمان إلى الدور قبل النهائي إلا أن الجميع لاحظ منذ بداية المباراة أن منتخب الإمارات يلعب من أجل الفوز الذي وحده يطرب جماهيره، وقد تحقق له ذلك بهدف الهداف المتألق إسماعيل مطر الذي أودع كرته القاتلة في شباك مرمى الكويت قبل نهاية المباراة ليخرج جمهور الإمارات الوفي وهو يحتفل بطريقته الخاصة في شوارع أبوظبي التي تحولت إلى عرس رياضي بهيج تقديراً لعطاء المنتخب الإماراتي الذي كان موضع ثناء وتقدير ومباركة الجميع·
العراق
عدد اليوم
