«وكالة الطاقة» تخفض توقعها للطلب العالمي على النفط

لندن (رويترز) - قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن استهلاك النفط العالمي سينمو بوتيرة أبطأ من المتوقع في العامين الحالي والمقبل مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وقالت الوكالة التي مقرها باريس وتقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية في تقرير شهري إن الطلب على النفط سينمو 1,25 مليون برميل يوميا العام المقبل أي أقل بواقع 160 ألف برميل يوميا عن توقعها السابق. وقال ديفيد فايف رئيس قسم صناعة وأسواق النفط في الوكالة “نرى مؤشرات على طلب أضعف في أسواق مثل الشرق الأوسط والصين والولايات المتحدة، إذا كنا في مرحلة تجدد الكساد ... فقد نتوقع ضعفا أكبر لمعدل نمو طلب”. ووكالة الطاقة الدولية ثاني منظمة تخفض توقعات نمو الطلب العالمي هذا الأسبوع بعدما خفضت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب أمس الأول. وتطابقت توقعات المنظمتين للعام المقبل إذ خفضت أوبك في تقريرها الشهري أمس الأول توقعات نمو الطلب في العام المقبل بواقع 70 ألف برميل إلى 1,19 مليون برميل يوميا. وجرى تداول النفط فوق 111 دولارا للبرميل أمس بعدما هبط في بادئ الأمر عقب صدور تقرير الوكالة في الساعة 08 بتوقيت جرينتش. وعزت الوكالة خفض توقعات الطلب لبيانات اضعف من المتوقع للطلب على النفط في الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية في شهري يوليو وأغسطس فضلا عن تكهنات بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي. وقدمت أرقام أفضل من المتوقع لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لاسيما في أوروبا ومنطقة المحيط الهادي دعما للاتجاه المعاكس. وذكرت الوكالة أن الطلب على النفط في أوروبا ارتفع 0,3% في أغسطس رغم أن من المستبعد أن يقود ذلك لتغيير الاتجاه النزولي للاستهلاك. وربما يكون جزءا من الزيادة نتيجة إقبال المستهلكين على تخزين زيت التدفئة قبيل فصل الشتاء. إلى ذلك، قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأول إنه يتوقع أن تتوصل لمنظمة إلى توافق بشأن سياسة الإنتاج عندما تجتمع في ديسمبر بعدما هزت أوبك أسواق النفط في اجتماعها الأخير الذي انتهى دون اتفاق. وأبلغ البدري تلفزيون “رويترز انسايدر” أن أسعار الخام الحالية قرب 100 دولار للبرميل “معقولة”، ما يشير إلى أن أوبك ليست في عجلة من أمرها لتعديل الإنتاج. وقال البدري “سيكون هناك توافق بشأن أي قرار سيتخذ. إنني على ثقة من أن أوبك ستظل مجموعة واحدة. إنها الآن مجموعة واحدة لكن لم نتوافق في الاجتماع السابق إلا أنني واثق من أن اجتماع ديسمبر سيكون إيجابيا”. وسيجتمع وزراء نفط أوبك في 14 ديسمبر في فيينا. وقال البدري إن من السابق لأوانه الحديث عما ستقرره المنظمة لكنه أعرب عن ثقته في أن الأعضاء-12 دولة- سيتوصلون إلى اتفاق مثلما تغلبوا على خلافات سابقة. وتابع “شهدنا في الماضي اجتماعات صعبة للغاية. لا أعتبرها أزمة على الإطلاق”. وكان البدري يتحدث على هامش مؤتمر النفط والمال السنوي في لندن. وقال “أعتقد أن السوق متوازنة. الأسعار مريحة. لا أقول إنني سعيد أو غير سعيد لكني أعتقد أنها معقولة”. من جهته، قال رئيس مؤسسة البترول الكويتية فاروق الزنكي أمس إن سعر برنت بين 90 دولارا و100 دولار هو نطاق مقبول في تلميح لرغبة المؤسسة الحكومية في نزول السعر عن مستواه الحالي قرب 112 دولارا. وأبلغ الزنكي “رويترز” أيضا على هامش زيارة إلى مصفاة في يوكوهاما جنوبي طوكيو “نبحث عن المستوى الذي يرضي المستهلكين والمنتجين” مضيفا انه يريد أن يرى توازنا جيدا بين العرض والطلب. وحين سئل عن السعر العادل لـ “برنت” في تقديره قال “هذا صعب للغاية لانه متقلب جدا. اعتقد انه يمكننا الحديث عن نطاق فقط. إنه بين 90 و100 دولار”. وصرح أن مؤسسة البترول الكويتية لاتزال تبحث عن شريك لمشروعها المشترك مع سينوبك لبناء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات بقيمة تسعة مليارات دولار في جنوب الصين. وقال “نبحث عن أكثر شركات النفط العالمية ملاءمة” مضيفا أنه لا يعرف المدة التي سيستغرقها البحث. وتابع “حصلنا على الأرض فحسب ولم ننجز شيئا اخر”.