الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفرنسيون يستعيدون مدينة ويتقدمون بشمال مالي

الفرنسيون يستعيدون مدينة ويتقدمون بشمال مالي
26 يناير 2013 00:42
باماكو (وكالات) - استعاد الجنود الفرنسيون والماليون أمس مدينة على طريق جاو، معقل المتشددين في شمال شرق مالي، إلا أن هؤلاء ردوا من خلال تفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجرية حيث يمكن وصول قوات الائتلاف الأفريقي. وتقدم العسكريون الفرنسيون والماليون في اتجاه شمال مالي نحو مدينتي جاو وتمبكتو، في حين تحدثت معلومات عن وضع أكثر صعوبة يعيشه سكان هاتين المدينتين. وقال مدرس في المدينة التي تبعد 920 كلم عن باماكو، إن «العسكريين الماليين والفرنسيين أصبحوا في هومبوري ولم يعد هناك متشددون» فيها. وأوضح مصدر أمني مالي أن الجنود الفرنسيين والماليين سيواصلون تقدمهم باتجاه جاو التي تبعد حوالى مئتي كيلومتر غرب جاو. وتعرضت جاو وضواحيها لغارات جوية للجيش الفرنسي منذ بدء تدخله العسكري في 11 يناير للقضاء على المتشددين المرتبطين بالقاعدة. وفي منطقة جاو، ردت المجموعات المتشددة عبر زرع ديناميت في جسر تاسيجا على ضفاف نهر النيجر، ما شل حركة المرور في طريقين يمكن أن يسلكهما الجنود التشاديون والنيجيريون من القوة الأفريقية الجاري نشرها في النيجر للانتقال منها إلى جاو القريبة من الحدود. وأدى هذا التلغيم للجسر إلى مقتل شخصين في حادث مروري. وتاسيجا بلدة مالية تبعد 60 كلم عن حدود النيجر. ويجري حالياً نشر ألفي جندي تشادي و500 نيجري، في النيجر بهدف فتح طريق جديد إلى جاو لطرد الجماعات المتشددة من مالي. وقام الجيش الفرنسي الذي دخل الجمعة في الأسبوع الثالث من تدخله في مالي لدحر المسلحين، للمرة الأولى بتسيير دوريات مشتركة مع الجيش المالي باتجاه جاو في الشمال، تمهيداً للوصول المحتمل للقوات الأفريقية. وسيَّر جنود فرنسيون وماليون ليل الخميس الجمعة دوريات مشتركة في جنوب جاو، «للمرة الأولى» في اتجاه هذه المدينة الكبيرة شمال شرق مالي التي سيطر عليها العام الماضي المتشددون. وما يجعل وصول القوات الأفريقية إلى مدن شمال جاو وتمبكتو أمراً أكثر إلحاحاً هو تدهور الوضع الإنساني يوماً بعد يوم بسبب نقص التموين. وقالت لوسيل جروجان من منظمة «تحرك ضد الجوع» غير الحكومية في باماكو «ثمة بوضوح حالات سوء تغذية حادة» تصيب أكثر من 15% من الأطفال دون سن الـ15 عاماً (حوالى 20 ألف طفل) في منطقة جاو التي تعاني أصلاً من نقص غذائي في الأيام العادية، مبدية خشيتها من تدهور إضافي للوضع. وأضافت «غالبية الشركات انهارت، الإمدادات مقطوعة منذ 15 يوماً، والتجار الكبار غادروا المدينة مع مخازنهم». وأشارت إلى أن المدينة لا تزال خاضعة لسيطرة متشددي ما يسمى «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» إحدى المجموعات المتشددة الثلاث، مع القاعدة وحركة أنصار الدين، التي سيطرت على شمال مالي عام 2012. وعلى بعد 900 كلم شمال شرق باماكو، تمبكتو محرومة من الماء والكهرباء منذ أربعة أيام، بعد انسحاب متشددين الذين كانوا يحتلونها، وفق سكان من هذه المدينة المهمة دينياً لمسلمي أفريقيا والتي تعرضت أيضاً خلال الأيام الماضية لغارات الطيران الفرنسي. وفي مواجهة هذا الوضع، من المقرر أن يلتقي رؤساء أركان جيوش غرب أفريقيا السبت خلال دورة طارئة في أبيدجان لمناقشة العمليات العسكرية الدائرة في مالي، وفق ما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي ترأسها ساحل العاج. وإضافة إلى الوضع الإنساني الخطير، هناك اتهامات المنظمات الحقوقية وعدد كبير من الشهود بحق الجيش المالي والتي تحمله مسؤولية ارتكابات خصوصاً بحق العرب والطوارق الذين يحتسبهم في الخانة نفسها مع «الإرهابيين». وفي ترددات النزاع في مالي، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف أن أكثر من 9 آلاف مالي هربوا إلى البلدان المجاورة منذ انطلاق العمليات العسكرية الفرنسية في مالي في 11 يناير. من جانبها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنها لا تملك تقييماً شاملاً» بشأن النازحين جراء المعارك في مالي، إلا أنها قالت إن الأوضاع لا تدعو للقلق حتى اللحظة. كذلك أعلنت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا العائدة من باماكو أن تطور المعارك في مالي منذ التدخل الفرنسي لم يؤد إلى تدفق للاجئين إلى البلدان المجاورة إلا أن الوضع الإنساني حالياً صعب في مدن عدة في الشمال. وقالت جورجيفا للصحفيين إن «الأشخاص الذين هربوا من مناطق القتال ليسوا بكثر، حوالى 6 آلاف إلى 8 آلاف، وهو ليس عدداً هائلاً بالمقارنة مع عدد اللاجئين والنازحين قبل الهجوم العسكري الجديد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©