أطل الإرهاب مجددا أمس في مصر التي شهدت ثلاثة اعتداءات شملت الإسماعيلية وجنوب سيناء ومنطقة المعادي بالقاهرة، استهدفت الجيش والشرطة ومبنى الاتصالات الخاص بالأقمار الصناعية، أسفرت عن مقتل تسعة وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجراح، فيما القت قوات الأمن القبض على تسعة من العناصر الجهادية ومواد تفجيرية خلال الحملة الأمنية الموسعة جنوبي رفح.
فقد قتل ضابط وخمسة مجندين من قوات الجيش استهدفهم مسلحون مجهولون على طريق أبو صوير قرب مدينة الاسماعيلية. وقال مصدر أمني انه أثناء سير دورية عسكرية استهدفها مسلحون مجهولون بطلقات من أسلحة سريعة الطلقات مما أدى إلى مقتل ضابط وخمسة مجندين.
وأشار إلى أن التحريات التي بدأت فور وقوع الهجوم كشفت أن “الشهداء كانوا في طريقهم من الإسماعيلية إلى كتيبتهم في الصالحية القديمة، وبعد مفارق الصالحية الجديدة بنحو 3 كيلومترات، فاجأتهم سيارة ملاكي خرجت عليهم من الطريق الصحراوي الجانبي، وحاولت التضييق عليهم واستيقافهم” موضحا أن القوات المسلحة تقوم بعمليات بحث وتمشيط للمنطقة لتضييق الخناق على مرتكبي الحادث الإرهابي.
وفي الإطار نفسه، أعلن مصدر أمنى أن انفجاراً قوياً هز مديرية أمن جنوب سيناء شعر بها سكان مدينة الطور وأسفر عن استشهاد 3 مجندين و 50 مصابا.
وأوضح أن الانفجار تم بواسطة سيارة مفخخة استهدفت مبنى المديرية، وخلف حفرة طولها 3 أمتار وعمقها متر ونصف المتر مما أدى لتدمير المبنى، ومقتل ثلاثة وإصابة 50 من بينهم حكمدار جنوب سيناء اللواء حاتم أمين وهو في حالة حرجة. وقامت 40 سيارة إسعاف تابعة لمديرية الصحة بجنوب سيناء والشركات بدفع 40 سيارة إلى منطقة الحادث بالطور حيث يتم إعداد التقارير الطبية الأولية على حالات الجرحى.
وتنوعت الإصابات ما بين حالات بتر في الساقين والأطراف وجروح شديدة وكسور. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وكلف النائب العام المصري المستشار هشام بركات المستشار محمد عبدالسلام المحامي العام لنيابة جنوب سيناء بسرعة الانتقال وإجراء التحقيقات والمعاينات اللازمة في حادث التفجير الإرهابي الذي أسفر عن تدمير مبنى مديرية أمن جنوب سيناء.
وتبين من المعاينة الأولية أن الحادث وقع جراء اقتحام سيارة مفخخة لمبنى مديرية الأمن تسببت في تدمير المبنى من داخله وتحطم واجهاته ووقوع تلفيات جسيمة به وبمحتوياته.
كما تبين من المعاينة أن الحادث تسبب في تحطم واحتراق عدد كبير من السيارات الشرطية والخاصة جراء الموجة الانفجارية التي تسببت فيها السيارة المفخخة المحملة بكمية كبيرة من المتفجرات. وفرضت قوات الأمن من الجيش والشرطة كردونا أمنيا حول مديرية الأمن.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن خبراء المفرقعات قاموا بتمشيط مبنى مديرية أمن جنوب سيناء ومحيطها ومنطقة انتظار السيارات بعد وصول أنباء وجود 3 قنابل لم تنفجر إلا أن التقرير المبدئي لم يشمل العثور على هذه القنابل.
وقد تظاهر العشرات من مؤيدي الجيش المصري احتجاجا على انفجار استهدف مبنى مديرية أمن في محافظة جنوب سيناء.
وهذا أول اعتداء تشهده منطقة جنوب سيناء منذ بدء موجة العنف في مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي اثر تظاهرات حاشدة شارك فيها ملايين وطالبت برحيل مرسي، وحتى الآن، كانت منطقة شمال سيناء المسرح الرئيسي للاعتداءات التي تستهدف الجيش والشرطة والتي يعتقد ان إسلاميين متشددين يقفون وراءها.
من جهة أخرى القت قوات الأمن القبض على تسعة من العناصر الجهادية ومواد تفجيرية خلال الحملة الأمنية الموسعة جنوبي رفح. وقالت المصادر إنه تم أيضا ضبط 250 كيلوجراما من مادة “تي إن تي” معبأة في أجولة، ولغم روسي الصنع وجهازي لاسلكي الى جانب تدمير 4 منازل تمثل معاقل للجهاديين، وضبط ثلاث سيارات تستخدم في الهجوم على المقرات الأمنية، وثلاثة أجهزة كمبيوتر مسجلا عليها خطط لاستهداف أكمنة أمنية ومعسكرات للجيش في سيناء، وعدد من الخرائط الموضح بها أماكن تواجد القوات في سيناء.
وفي إطار أعمال العنف، وقع انفجار في مبنى الاتصالات الخاص بالأقمار الصناعية بمنطقة المعادي بالقاهرة فجر أمس. وقال مصدر أمني إن القيادات الأمنية انتقلت فورا الى موقع الحادث وتبين بعد المعاينة الأولية وجود أثر لمقذوف وجاري فحص كافة آثار الحادث وإعلان النتيجة.
وأضاف أن الانفجار أسفر عن إصابة شخصين بجراح وتلفيات في عدد من الأطباق الرئيسية الخاصة بالاتصالات وبعض أجهزة البث الخاصة بالمبنى. وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف كافة ملابسات الحادث بالتنسيق مع المديريات الأخرى لكشف هوية المهاجمين.
وأعلنت الشركة المصرية للاتصالات عدم نجاح الهجوم الذي استهدف مقر القمر الصناعي بمنطقة المعادي أمس والذي استهدف محطة الاستقبال الأرضي بالمعادي.
وأكد مصدر مسؤول بالشركة أن جهات التحقيق من الجيش والشرطة تقوم حاليا بعمل التحقيقات اللازمة وجاري حصر التلفيات النهائية مؤكدا أن الخدمة لم تتأثر نتيجة هذا الهجوم.
وأمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات بسرعة إجراء التحقيقات في حادث إطلاق قذائف صاروخية من طراز “أر بي جي” على المركز الرئيسي للأقمار الصناعية باتخاذ اللازم نحو التحقيق وإجراء المعاينات اللازمة في هذا الشأن، ومخاطبة أجهزة البحث والتحري الجنائية لكشف ملابسات الحادث وتقديم تحرياتها بشأنه.
من جانبها، أعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة الاستنفار الأمني والطوارئ وتشديد الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج صالات السفر والوصول والطرق المؤدية للمطار للتأكيد على أمن وسلامة الركاب والمنشآت، خاصة بعد التفجيرات المتتالية في جنوب سيناء والقمر الصناعي بالمعادي. وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى بالمطار إنه تم الاستعانة برجال العمليات الخاصة لتأمين الأكمنة الموجودة على مدخل مطار القاهرة من جميع الاتجاهات، كما انتشرت الكمائن المرورية بالتنسيق بين الشرطة والقوات المسلحة، فيما انتشرت مدرعات بالأماكن الحيوية فضلا عن تواجدها بجوار الأكمنة، وذلك لخصوصية المطار كمنشأة حيوية دولية.
وفي الساعات الاولى من صباح الاثنين، اطلق مجهولون النار على كمين للجيش قرب الأهرامات غرب القاهرة. وقال مصدر امني ان “قوات الكمين تبادلت اطلاق النيران مع المهاجمين المجهولين لنحو نصف ساعة”، لافتا الى ان “احدا من قوات الأمن لم يقتل أو يصب في الهجوم”.
عدد اليوم
