الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رقاقات بلاستيكية تبشر بتعميم الذكاء الاصطناعي

رقاقات بلاستيكية تبشر بتعميم الذكاء الاصطناعي
24 يناير 2007 23:11
إعداد - عدنان عضيمة: خلال السنوات الثلاثين الماضية، قفزت إلى رأس رجل الأعمال البريطاني هرمان هاوسر أكثر من 100 فكرة استثمارية بما فيها تأسيس ثلاث شركات أصبحت أصول كل منها الآن تفوق المليار دولار· ومن بين هذه الشركات واحدة تدعى (بلاستيك لوجيك) ويوجد مقرها في مدينة كمبريدج بالولايات المتحدة والتي أسست قبل ست سنوات إلا أنها تحولت الآن إلى شركة كبرى· وخلال الشهر الجاري، أعلنت أنها رصدت 100 مليون دولار لبناء أول مصنع في دريسدن بألمانيا لصناعة الرقاقات الرقمية التي تغني لأول مرة عن الرقاقات السيليكونية· وتقضي خطتها بصناعة رقاقات مصغرة من البلاستيك بكميات هائلة تجعل سعر الواحدة منها ينخفض إلى ما دون الكسر من الدولار؛ وتنص الخطة أيضاً على أن تعمل الرقاقات البلاستيكية على إزاحة الرقاقات السيليكونية تماماً من الصناعة الرقمية بعد أن سيطرت عليها منذ ظهر الكمبيوتر الشخصي الحديث إلى حيز الوجود· كما أن من المعلوم أن اسم السيليكون كان ولا يزال لصيقاً بثورة المعلومات· ويرى الخبراء الآن أن الرقاقات السيليكونية تنطوي على الكثير من الصفات السلبية؛ وهي بعيدة جداً عن أن تتحول إلى أجهزة مثالية لأسباب كثيرة من أهمها أن صناعتها تتطلب استخدام تقنيات باهظة التكلفة، وتتم صناعتها تحت درجات حرارة مرتفعة، وتخلّف الكثير من النفايات الصناعية· أما الرقاقات البلاستيكية البديلة فتتميز بانخفاض تكلفة الإنتاج والمرونة العالية· وتستخدم شركة (بلاستيك لوجيك) بلاستيك البولي إيثيلين الذي يعد النوع الأكثر استخداماً من بين أنواع البوليمرات الشائعة· وهذه هي المرة الأولى التي يعمد فيها مصنع رقائق إلى إنتاج الرقائق البلاستيكية بكميات كبيرة· وقريباً جداً، سوف تتوافر الرقاقات المصغرة البلاستيكية بسعر لا يزيد عن 10 بالمئة فقط من سعر رقاقات السيليكون· ويمكن لهذا التطور أن يفتح أمام استخداماتها آفاقاً واسعة بحيث تساهم في نشر ظاهرة الذكاء الاصطناعي في كافة أرجاء البيئة التي ينشط ضمنها البشر· وينتظر أن يؤدي هذا التطور إلى انتشار الأجهزة المنزلية الذكية على أوسع نطاق بعد أن كانت مجرد مادة للتناقل عبر وسائل الإعلام· وسبق للكاتب العلمي الشهير ميشيو كاكو أن تنبأ في كتابه الشهير (رؤى) الذي صدر عام 1998 أن تنتشر الرقاقات الحاسوبية في كافة الأجهزة والأدوات التي يستخدمها البشر أو يبيعونها أو يشترونها من الأسواق· ومن أمثلة ذلك أن علب الأدوية لن تحتاج بعد الآن إلى نشرات داخلية مكتوبة لإرشاد المرضى على طرق استخدامها بل ستكون كل علبة مجهزة برقاقة ذكية لعرض المعلومات التي يطلبها المشتري على شاشة بلاستيكية· ويتوقع تقرير نشرته مجلة ''نيوزويك'' في هذا الشأن أن يكون الكتاب الإلكتروني هو الضحية الأولى للثورة الرقمية البلاستيكية فمنذ أكثر من 10 سنوات، فشل الكتاب الإلكتروني في الانتشار وفق المستوى الذي توقعه له الخبراء بسبب صعوبة الجلوس لمدة طويلة وراء الشاشات الضخمة· ويمكن للشاشات البلاستيكية الصغيرة والرخيصة والتي تشغلها الرقاقات البلاستيكية أن تجعل كمبيوتراً يدوياً لا يزيد حجمه عن حجم الكف أن يحمل أكثر من 100 كتاب أو رواية أو قصة· ويمكن للمرء في هذه الحالة أن يتخيل ضخامة التوفير في حجم عناصر خزن واستظهار المعلومات بالمقارنة مع الوسائل التقليدية كالورق والكتب· ولا يستطيع أحد على الإطلاق أن يحصي الفوائد الكبرى التي تنطوي عليها الرقاقات البلاستيكية إلا أن التقرير يتحدث عن الكثير من أمثلتها ومن بينها ألعاب الأطفال الذكية التي تشرح لهم بنفسها كيفية استخدامها· وقبل عشر سنوات تحدث خبراء الذكاء الاصطناعي في معهد ماساشوسيتس التكنولوجي في بوسطن عن الحواسيب الخفية التي ستنتشر في كافة الأجهزة والأدوات التي يستخدمها البشر؛ ويبدو الآن أن هذه النبوءة توشك أن تتحقق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©