الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخب الأحلام يحقق في 2500 يوم ما عجزت عنه الأجيال طوال 40 عاماً

منتخب الأحلام يحقق في 2500 يوم ما عجزت عنه الأجيال طوال 40 عاماً
7 أكتوبر 2013 22:08
أعد الملف: أمين الدوبلي بالإصرار والعزيمة، يتحول الحلم إلى واقع ملموس، وبالصبر والمثابرة يحقق المرء أمانيه مهما طال الطريق، وفي مسيرة الأجيال نحو المجد تتكاثر الصعاب، فليس للإنجاز طعم إلا إذا ولد من رحم المعاناة، وفي السنوات السبع الأخيرة، قالت كرة القدم الإماراتية كلمتها على المستويين الخليجي والآسيوي، وأعادت تشكيل خريطة القوى الكروية في المنطقة بأسرها، وطرقت أبواب المجد بقوة فانفتحت أمامها لتبدأ مرحلة الحصاد والتألق، وتتوالى الألقاب والإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية، في المراحل السنية كافة. وبالتأكيد لم تأت هذه الإنجازات مصادفة، لكنها توافرت لها الأسباب الواقعية والآليات العلمية التي نجحت في تحويل الآمال إلى إنجازات وريادة، ونحن في هذا الملف سوف نرصد الأسباب لنقدم تجربة النجاح في سطور ونوثقها للأجيال بعين، وعيننا الأخرى سوف تبقى شاخصة في اتجاه المستقبل، بهدف استثمار هذا النجاح في الحفاظ عليه وتعظيمه، وتوسيع نطاقه من الريادة الخليجية إلى عرش آسيا، وإلى طموح الوصول إلى المونديال في سياق التدرج المنطقي المعتمد بخطة النهوض باللعبة، واضعين في الاعتبار مقولة الشاعر: ولا تحسبن المجد ثمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر. خليل ورفاقه «درة التاج» في مسيرة الإنجازات أبوظبي (الاتحاد) - على الرغم من أن اتحاد كرة القدم تأسس في عام 1972، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عام 1974، إلا أن رصيد الإنجازات على مستوى المنتخب الأول ظل خاوياً حتى 2006 باستثناء التأهل إلى نهائيات كأس العالم في مونديال إيطاليا عام 1990 لجيل الطلياني وخالد إسماعيل، وفي 23 يوليو عام 2006 كان الموعد مع ميلاد نجم جديد في سماء الخليج وآسيا، وهو منتخب الأحلام الذي بدأ مسيرته الفعلية في 22 يوليو عام 2006 بالدمام بقيادة أحمد خليل، ويوسف البيرق، وعامر عبدالرحمن، وذياب عوانه، حينما انتزع لقب كأس الخليج العربي للناشئين، ثم واصل تحقيق الإنجازات بعد ذلك في كل المراحل، سواء الشباب أو الأولمبي أو الأول في كل المحافل، ويعتبر هذا الجيل درة التاج الملكي في كرة الإمارات، وحقق في 2500 يوم تقريباً ما عجزت عنه كل الأجيال السابقة طوال 40 عاماً. وللحديث عن هذا المنتخب، كيف تكوّن؟، وأهم المحطات في مسيرته، وأسباب تألقه في كل الفترات، مع احتفاظه بقوة شخصيته، نستعرض كل التفاصيل الخاصة به في هذه الحلقة من الملف، ونبدأ القصة من كيفية اختيار وتجميع عناصر هذا الفريق البطل. ففي عام 2004 كانت البداية مع أول تجمع لمنتخب الناشئين مواليد (89)، ومنتخب الناشئين مواليد (90 ــ 91)، وضم الأول 83 لاعباً هم قوام منتخبات المناطق الشرقية، والشمالية، والوسطى، والغربية، وشهد تصفيات عدة عبر تجمعات متعاقبة انتهت بإعلان قائمة المنتخب في الأول من ديسمبر 2004 تحت إشراف المدرب خليفة مبارك، فيما ضم الثاني 201 لاعب، أقيمت لهم تصفيات متتابعة انتهت بإعلان قائمة ضمت 28 لاعباً في 4 نوفمبر 2004 تحت إشراف المدرب جمعة ربيع، وتعاقب على هذا الجيل منذ تكوينه وخلال الأعوام التسعة مجموعة من المدربين بداية من خليفة مبارك الشامسي، ومروراً بجمعة ربيع مبارك، والتونسي خالد بن يحيى، وانتهاء بمهدي علي. 27 تجربة ودية وبعد مرور أقل من عامين على تاريخ مولده، كان منتخب الناشئين (الأحلام حالياً) على موعد مع أول ألقابه على الصعيد الخليجي، بفوزه ببطولة منتخبات الناشئين بدول مجلس التعاون التي أقيمت في السعودية بمدينة أبها من 12 إلى 23 يوليو 2006، ويحسب ذلك الإنجاز للمدرب جمعة ربيع الذي أشرف على تدريبه منذ التجمع الأول في 2004 وخاض معه أكثر من 27 مباراة ودية داخل الدولة وخارجها، بجانب 8 مباريات رسمية في تصفيات كأس آسيا للناشئين 2005 وبطولة منتخبات الناشئين بدول مجلس التعاون. وفي 7 يوليو 2007، أصبح منتخب الناشئين بطل الخليج هو المرشح لتمثيل الدولة في فئة الشباب تحت قيادة جمعة ربيع، حيث دشن استعداداته للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا للشباب عبر إقامة تجمعات داخلية وخارجية. ونجح «أبيض الشباب» في حجز مقعده في النهائيات الآسيوية، حيث خاض أربع مباريات أمام منتخبا العراق والكويت ذهاباً وإياباً، وحقق الفوز في ثلاث منها وخسر مواجهة وحيدة أمام العراق صفر ــ 1 لينتزع بطاقة الترشح الأولى. كبوة بن يحيى وانصرف بعدها المنتخب إلى تحضيراته لنهائيات كأس آسيا التي استضافتها السعودية في 2008، إلا أن أبرز مفاجآت الاستعدادات تمثلت في استقالة جمعة ربيع من تدريب المنتخب في يوليو من عام 2008 قبل ثلاثة أشهر من موعد النهائيات، ليتولى بعده قيادة الفريق التونسي خالد بن يحيى لمدة شهرين، قبل أن توكل المهمة للمدرب مهدي علي، حيث لم ينجح خالد بن يحيى في وضع الخطة الفنية المثالية للمنتخب، وعلى إثر ذلك بدأ «منتخب الشباب» في التراجع الفني، وانعكس ذلك على النتائج التي حققها في المباريات الودية، بالإضافة إلى عدم قدرة خالد ابن يحيى على الانسجام مع اللاعبين، وبينما كان منتخبنا يخوض مباراته الأخيرة أمام السعودية في بطولة أبوظبي الودية، غادر خالد ابن يحيى لمراقبة المنتخب العراقي في مباراة ودية في الأردن، ولأن الإدارة الفنية في اتحاد الكرة كانت على علم بالتراجع، تمت متابعة المنتخب بقيادة مهدي علي في المباراة الأخيرة أمام السعودية في البطولة الودية، وعلى إثرها حقق منتخبنا التعادل بعد خسارتين في المنافسات نفسها، وقدم الأبيض الشاب مع مهدي على أداء فنياً قوياً، ومن هنا تم إسناد مهمة تدريب المنتخب لمهدي قبيل أيام من انطلاق البطولة الآسيوية. 19 أكتوبر 2008 وبدأ مهدي علي مهمته مديراً فنياً مع منتخب الشباب في 19 أكتوبر 2008 من خلال تجمع داخلي للمنتخب بدبي استعداداً للنهائيات الآسيوية، وشهدت البطولة التي أقيمت في السعودية تتويج المنتخب بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، وحقق الأبيض الفوز في مبارياته الست في المسابقة بتغلبه على العراق، وكوريا بنتيجة 2 ــ 1 على التوالي، ثم سوريا 2 ــ صفر، والسعودية 1 ــ صفر، وأستراليا 3 ــ صفر، وأوزبكستان 2 ــ 1 ليتوج باللقب، وفوق ذلك يضمن تمثيل القارة الصفراء في مونديال الشباب. مواجهات عالمية وفي عام 2009 كان جيل خليل على موعد مع معادلة أفضل إنجاز حققته الكرة الإماراتية من قبل في بطولات (الفيفا)، بالتأهل لدور الثمانية من مسابقة كأس العالم تحت 20 سنة، وهو الإنجاز ذاته الذي حققه منتخب الشباب في عام 2003 في البطولة التي استضافتها الإمارات. وقدم الأبيض الشاب في تلك البطولة التي أقيمت بمصر مستويات مميزة، حيث خاض خمس مباريات تعادل فيها مع جنوب أفريقيا 2 – 2، وفاز على هندوراس 1 – صفر، وخسر أمام المجر صفر – 2، ثم فاز على فنزويلا 2 - 1 في دور الـ 16، وودع البطولة أمام كوستاريكا بالخسارة 1 – 2. وتواصلت المسيرة الناجحة، فبعد 4 أعوام على إحراز لقب مجلس التعاون في مرحلة الناشئين، عاد الجيل نفسه إلى اعتلاء منصات التتويج الخليجية، ولكن هذه المرة بقميص المنتخب الأولمبي، وذلك في البطولة التي استضافتها قطر في سبتمبر 2010، وخلال العام ذاته، أضاف جيل الأحلام إنجازاً جديداً بعد أن نجح في إهداء الإمارات أول ميدالية في دورة الألعاب الآسيوية، حينما نال «الأبيض الأولمبي» فضية “الألعاب الآسيوية”. أمل أولمبي وبداية من عام 2011 انطلق حلم “الأولمبي” نحو تحقيق إنجاز غير مسبوق من خلال سعيه إلى التأهل لنهائيات الألعاب الأولمبية 2012، واستهل الأولمبي مشواره في الدور الأول بتخطي سريلانكا ذهاباً وإياباً 7 ــ 1، و3 ــ صفر في مارس 2011. وخلال الدور الثاني للتصفيات، نجح الأبيض في تجاوز عقبة كوريا الشمالية خارج الديار 1 ــ صفر، في 19 يونيو 2001، والتعادل إياباً 1 ــ 1 في 23 من الشهر ذاته. وبدأ الأبيض الأولمبي مشواره في الدور الثالث للتصفيات الأولمبية بتعادل سلبي مع أستراليا وأوزبكستان، ثم فاز على العراق 3 - صفر بقرار إداري، بعد أن ثبت إشراك العراق لاعباً موقوفاً قبل أن يعود ويحقق الفوز على العراق في الجولة الرابعة 1 ــ صفر، ثم نجح منتخبنا في الفوز على أستراليا بهدف دون رد، قبل أن يقطف ثمرة نجاحه، ويعلن تأهله من العاصمة الأوزبكية طشقند، بفوزه على أوزبكستان 3- 2 ليحقق إنجازاً كبيراً هو الأول من نوعه في تاريخ كرة الإمارات. يستحق الثقة ولما كان مدرب منتخبنا مهدي علي جديراً بالثقة التي منحها إياه اتحاد الكرة عندما أسند إليه مهمة الإدارة الفنية لـ «الأبيض» منتصف أغسطس 2012، كانت المباراة الأولى له مع المنتخب أمام اليابان، وانتهت لصالح الأخير بهدف، ثم فاز الأبيض على الكويت 3 - صفر، وتعادل مع أوزبكستان سلبياً، لكنه سجل انتصاراً عريضاً على البحرين بنتيجة 6 ــ 2، وعلى أستونيا 2 ــ 1، وعلى اليمن قبيل كأس الخليج 2 ـ صفر، و3 ـ 1 على التوالي. «خليجي 21» وواصل منتخبنا تسجيل انتصاراته مع انطلاق مشواره في «خليجي 21»، بالفوز على قطر 3 ــ 1، والبحرين 2 ـ 1، وعمان 2 ــ صفر، ليضمن التأهل إلى نصف النهائي عن جدارة واستحقاق، ثم فاز على الكويت 1 ــ صفر، ثم يتوج بكأس البطولة بعد فوزه على العراق في النهائي 2 ــ 1 لتعيش جماهير الإمارات احتفالات أسطورية بدأت مسيرتها من البحرين، لتمتد لتدخل كل بيت إماراتي. عدوى النجاح ومن أهم المكاسب لكرة القدم في الدولة أن ما حققه منتخب الأحلام من نتائج وإنجازات في كل المحافل، أصاب كل الأجيال الأخرى بعدوى النجاح، حيث انفتحت شهية الأجيال كافة التي تلته لتحقيق الإنجازات، مستندة إلى رصيد من سبقوهم، وعلى الخبرات التراكمية التي اكتسبوها من خلال اقترابهم من مشاهد الاحتفاء والتكريم لهم، وأنه نتيجة لذلك فقد تحققت الكثير من الإنجازات بأقدام 4 أجيال أخرى، آخرها جيل مواليد 1998 الذي فاز بلقب الخليج في نسخته العاشرة، ومن قبله الأجيال التي تولى قيادتها عيد باروت، وعلي إبراهيم، وبدر صالح مع الجيل الذي شارك في عام 2009 بالبطولة نفسها، وبذلك استقرت الريادة الخليجية لكرة الإمارات على مستويات الناشئين والمنتخب الأول. مجموعة مواهب وعن هذا الجيل، تحدث أحمد عيسى أول كابتن لمنتخب الإمارات، وقال: “العمل في كرة القدم هو جهد تراكمي، ومن بعد ذلك تأتي مرحلة جني الثمار والحصاد، ومنتخب الأحلام من المؤكد أنه حصل على “حضانة” جيدة ورعاية مميزة من الأندية والاتحاد معاً في بداياته، فالأندية من بداية عام 2004 بدأت تضع تركيزاً كبيراً على قطاعات الناشئين، واكتشاف الطاقات والمواهب، وعن جيل الأحلام أقول إنه من الوارد أن يخرج لنا جيلاً متقارباً مع بعضه في السن، ومعداً بشكل جيد، ويضم مجموعة من المواهب التي تكمل بعضها بعضاً”. وأضاف: “هذا الجيل يذكرني بنموذج جيل لعب بجوارنا في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي الذي حقق تقريباً ما يزيد على 80 % من إنجازات الكرة الكويتية خليجياً وعالمياً، وكذلك جيل السعودية في أوائل التسعينيات بقيادة سعيد العويران وفؤاد أنور ويوسف الثنيان الذي تواكب مع ترك البطولة الخليجية في مسقط والتوجه إلى البطولة الآسيوية فحقق الإنجازات القارية، وبدأ بالتأهل إلى المونديال العالمي، في حقبة التسعينيات، ونحن نحمد الله أننا في الإمارات أصبح لدينا جيل من هذه النوعية لديه أفضلية فنية في مراحله كافة، وتلك الكوكبة متكاملة القدرات”. خبرة تراكمية وتابع: “ما أسهم في تحقيق إنجازات هذا الجيل أنه ارتبط بعناصر وطنية فنية قريبة منهم، بداية بجمعه ربيع، وانتهاء بمهدي علي، وقد تواكب ذلك أيضاً في ظل وجود دعم كبير من كل القيادات، ومن اتحاد الكرة، أما عن سبب الصيام عن الإنجازات لفترات طويلة منذ جيل البدايات، فأنا أقول إن الأبيض الإماراتي لم تكن له مشاركات كبيرة طوال السنوات الثمانية الأولى، وكنا مبتدئين بالفعل لأننا طوال تلك السنوات كنا نشارك فقط خليجياً وعربياً في مهرجان النشاط العربي، ولم تبدأ مشاركاتنا في الآسيوية إلا في عام 1979، ولذلك أخذت منتخباتنا وقتاً في تحقيق الخبرة التراكمية، وهذا ما حدث أيضاً مع السعودية، فبرغم تاريخها كله إلا أنها تأخرت في الفوز بلقب كأس الخليج، والوصول لكأس العالم، وإلى حد ما في الفوز بكأس آسيا”. الوجه المشرف وأضاف: “الاهتمام بالناشئين، ودعم المنتخبات كافة في المراحل السنية، ورعاية الدولة الكبيرة للرياضة، وتكريم الرياضيين، مع تطبيق الاحتراف في الأندية، كلها عوامل أنتجت مثل هذا الجيل المهم في تاريخ كرة الإمارات، وأقول أيضاً أن إنجازات هذا الجيل تتحدث عنه نفسها، وليس بحاجة مني لكي أشيد بما قدم، لأنهم استطاعوا أن يظهروا الوجه المشرف لكرة الإمارات، ولا بد أن تعلم نخبة في كرة القدم أن هذا الجيل هو جيل استثنائي، وأننا مطالبون بأن نبدأ فوراً للعمل والإعداد لما بعد هذا الجيل، لأن كل جيل تالي سوف يظلم عندما يقارن بعطاءات جيل منتخب الأحلام”. وعن المستقبل قال: “أعتقد أن الجيل الحالي مازال في منتصف الطريق، رغم أنه شرفنا خليجياً وآسيوياً وأولمبياً، فالأهم من ذلك أن يستمر في عطائه ويحقق إنجازاً آسيوياً على مستوى الفريق الأول، وأن يحول طموحنا في الوصول إلى مونديال موسكو 2018 إلى واقع، وهو قادر على ذلك، لأنه أصبح محل ثقة الجميع في الشارع الرياضي”. منذر عبدالله: إصرار اللاعبين على التحدي أول عناصر النجاح أبوظبي (الاتحاد) - قال منذر عبدالله لاعب الوحدة السابق والمحلل الفني، إن منتخب الأحلام يعد كنزاً استراتيجياً في مسيرة كرة الإمارات وإنه بالفعل يستحق أن يطلق عليه تاجر السعادة لأبناء الإمارات في المرحلة الأخيرة، مشيراً إلى أنه ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل، بداية من اختيار لاعبيه، ومروراً بتأهيلهم وإكسابهم خبرات المشاركات المختلفة، وانتهاء بإنجازاتهم التي حققوها في وقت وجيز. وأوضح أنه كلما كان يشعر بالخوف على هذا المنتخب في أي مناسبة، كان اللاعبون أنفسهم يثبتون للجميع أنهم جديرون بالثقة التي اكتسبوها. وقال: “هناك أمر يلفت الانتباه كثيراً يتعلق بقدرة هذا الجيل السريع من إدخال أي لاعب جديد في المنظومة سريعاً، وسريعاً ما نجده منسجماً وقادراً على العطاء بضعف إمكاناته مع فريقه في الدوري، وبذلك يتواصل ضخ الدماء بشكل محدود، ولكنه مستمر ومؤثر في عناصر الفريق، ويتواصل تجديد الحافز”. وأضاف: “في مقدمة أسباب إنجازات هذا المنتخب، يأتي إصرار لاعبي الفريق ورغبتهم في استثمار الدعم الكبير وتحويله إلى إنجازات، والقيادة الفنية الواعية التي لا تترك شيئاً للمصادفة، والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى التي أثبتت نجاحها، وإذا كان البعض يشيد بقرار اتحاد الكرة بتصعيد هذا الفريق من الأولمبي للأول، فأنا أشيد بكل القرارات التي سبقته التي صعدت هذا الفريق بمعظم عناصره من منتخب الناشئين إلى منتخب الشباب، ومن الشباب إلى الأولمبي، لأن هذه القرارات حافظت على تماسك الفريق، وزادت من ارتباطه بجهازه الفني، وارتباط اللاعبين أكثر ببعضهم البعض”. أشاد بقرار تصعيد «الأولمبي» إلى «الأول» سلمان بن إبراهيم: الانسجام والاستقرار النفسي والفني وراء الإنجازات أبوظبي (الاتحاد) - أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن الإمارات محظوظة في الوقت الراهن بأمرين مهمين، هما دعم القيادة الرشيدة للرياضة بشكل عام، وكرة القدم التي تدار باحترافية عالية على وجه الخصوص، وبوجود جيل رائع من اللاعبين قدم تجربة مختلفة لفتت انتباه كل جماهير منطقة الخليج. وأضاف: “نحن سعداء بوجود هذا الجيل في دولة شقيقة، وأنا كرئيس اتحاد آسيوي من منطقة الخليج أكثر سعادة بذلك، لأنني أتوقع له أن يصل إلى نهائيات آسيا بأستراليا، وأن يحقق فيها نتائج غير مسبوقة، لأنه تتوافر له عناصر الانسجام والاستقرار الفني والنفسي، والدافعية على تحقيق الإنجازات، ورغم أن معظم اللاعبين ما زالوا صغاراً في السن، إلا أنهم جميعاً يملكون خبرات كبيرة نظراً لمشاركاتهم الدولية المتشعبة في كل المحافل، واحتكاكهم المتواصل مع المدارس الكروية كافة، بما يجعلهم أكثر خبرة من نظرائهم في منتخبات المنطقة”. وتابع: “هذا المنتخب حصل على كأس الخليج الـ 21 عن جدارة واستحقاق، ولم يكن ذلك غريباً عليه، لأنه في المراحل السنية السابقة كلها كان بطل الخليج، وأنا من جهتي أثمن القرار الذي اتخذه الاتحاد الإماراتي بتصعيد هذا الجيل بكامل عناصره من المنتخب الأولمبي إلى المنتخب الأول، لأنه قرار يتضمن مغامرة، إلا أن الأيام أثبتت صحة تقديرات القائمين على اتحاد الكرة في الإمارات”. مطر غراب: تطبيق الاحتراف والبديل الكفء أهم أسباب النهضة أبوظبي (الاتحاد) - قال محمد مطر غراب رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة سابقاً والمحلل الفني، إن هذا المنتخب ورغم أنه استفاد من دعم الاتحادات له، إلا أنه تمكن من أن يفرض شخصيته على كل مجالس الإدارات التي تعاقبت، من خلال استمرارية النجاح منذ الصغر، مشيراً إلى أن النجاحات المتوالية أجبرت الاتحادات المتعاقبة على توفير المتطلبات كافة اللازمة لضمان استمرار النجاح، وقد استفادت بقية منتخبات المراحل السنية الأخرى من التجربة نفسها، فهو من انتزع الاهتمام والدعم بفضل الجهود والإبداعات التي قدمها. وأضاف: “أحد أسباب نجاحات منتخب الأحلام التي يغفلها الناس، وجود قاعدة في الخلف تدعمه من المواهب والكفاءات كلما احتاج إلى دعم صفوفه، فإذا غاب أو أصيب لاعب أو اثنان نجد أن خلف هذا المنتخب هناك منتخبات أخرى ومسابقات محلية تقدم البدلاء”. وتابع: “السبب الثاني هو تطبيق الاحتراف في السنوات الـ 6 الأخيرة، وهو الأمر الذي وسع دائرة المنافسة على الألقاب المحلية، وفي الوقت نفسه وسع دائرة المنافسة على المراكز بين اللاعبين أنفسهم في الفريق الواحد، وتم فتح باب الانتقالات أمام اللاعبين وانتقالهم بين الأندية بما أسهم في تحفيزهم على العطاء، وهو الأمر الذي جعل هناك بدائل مختلفة في كل مباراة، هذا ناهيك عن دور الاتحاد في تنفيذ برامج المدرب، ودور الأندية في الاهتمام باللاعبين المواطنين”. وقال: “جيل المواهب الحالي تم بناؤه بشكل سليم، ومردوده الحالي يخدم توجهات الاتحاد والدولة، ولدينا منتخبات أخرى في المراحل السنية المختلفة يمكن أن تواصل النجاحات، لكننا نضع أعيننا منذ الآن مع جيل الأحلام على كأس العالم في موسكو، ونحن علينا دور كبير مع الجماهير لدعم هذا المنتخب في المراحل القادمة، حتى لا يشعر بأنه غريب في داره مثلما كانت تشعر الأجيال التي سبقته، لأن الجمهور يحفز رغبات اللاعبين في العطاء”. عبدالله صقر: الانسجام والتفاهم حوَّل المعسكرات إلى متعة للاعبين أبوظبي (الاتحاد) - قال عبدالله صقر شيخ المدربين، إن المنتخب عندما بدأ في عام 2004 كانت المجموعة كلها في سن واحد متقارب جداً، وأنهم سرعان ما أصبحوا نجوماً في أنديتهم بعد عام 2007، فقد دخل معظمهم إلى صفوف الفريق الأول في كل ناد، وهذا ساعد بشكل كبير في أن يكون للمنتخب ركائز يستند إليها من لاعبيه البارزين في الأندية، في الوقت نفسه، فإن المجموعة التي عملت معهم منذ البدايات كانت منسجمة بداية من جمعة ربيع، ومروراً بمهدي علي في ظل وجود مترف الشامسي كإداري، ولم نجد في يوم ما أن هناك نوعاً من أنواع الصراع بين أي من أضلاع العمل في هذا الفريق، حتى لو كان أحد الأضلاع قد خرج وبقي الآخرون مستمرين في العمل، وهذا الأمر وفر الهدوء المطلوب في التجمعات مهما كانت الإنجازات والصخب في الخارج، وجعل اللاعبين في أقصى درجات تركيزهم، يفكرون في عملهم وأدوارهم فقط، وجعل التعاون بينهم أكبر، والانخراط في العمل الجماعي أكثر. وقال: “الجميع وضع كل أهدافه في تطوير ومساندة هذا الفريق، ولحسن الحظ أن الجيل الموجود الحالي في المنتخب الأول معظمه هو الجيل نفسه الذي خرج مع بعضه في 2006، مع بعض الإضافات القليلة من عناصر الخبرة، وبذلك فإن هذا الجيل حصل على فرصته بالكامل في الفريق الأول لمنتخبنا الوطني، ونضيف إلى ذلك أن الجانب الاجتماعي بين اللاعبين وتقارب أعمارهم جعلا اللاعبين أكثر قرباً، حتى الاندفاع كان واحداً، وإرادة النصر واحدة، ونحن في الكرة نعرف أن هناك دوراً للحظ، لكنك إن لم تبحث عنه وتذهب له وتصر على النجاح فسوف لن تناله، وأقول إن الجانب الاجتماعي القوي والتفاهم بين اللاعبين وضعا حلولاً كثيرة في الملعب، وجعلا اللاعبين يستمتعون بأدائهم في الملعب، وفي كل مراحل التجمع”. قاعدة جماهيرية كبيرة مع نجاحه في تسجيل أسماء لاعبيه ومدربيه بأحرف من نور في سجلات الشرف، نجح منتخب الأحلام أيضاً في تشكيل قاعدة جماهيرية كبيرة له بعد أن كان الأبيض طوال الفترات السابقة “غريباً في دراه”، حيث كانت الإنجازات المتوالية التي حققها أكبر دعاية له، وقد تجلت جماهيرية الأبيض في البحرين عندما قدمت جماهير الإمارات نموذجاً جديداً لكل جماهير المنطقة الخليجية لأول مرة في التاريخ، وذهبت خلف المنتخب بالآلاف لتؤازره وتشجعه، وحتى بعد العودة المنتصرة جاء الحضور الجماهيري في التصفيات الآسيوية وتجاوز 20 ألفاً في المباريات التي تقام داخل الدولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©