«النمرود» برؤية إخراجية جديدة مزجت عناصر الإبهار بلمسة جمالية

(القاهرة) - احتفى الوسط الثقافي والفني وعشاق المسرح في مصر مساء أمس الأول بالعرض المسرحي الجديد «النمرود» تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإخراج علاء نصر وقدمته فرقة أمل المسرح على خشبة مسرح «ميامي» بالقاهرة. حضر العرض عبدالله العويس مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وأحمد أبو رحيمة مسؤول المسرح بالدائرة وأشرف عبدالغفور نقيب الممثلين المصريين وحشد من الفنانين والمسرحيين المصريين الذين استقبلوا العرض بحفاوة كبيرة. وتم تكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي قبيل العرض، حيث تسلم عبدالله العويس درع التكريم نيابة عن سموه تقديرا لدوره البارز ومساهمته في إرساء مسرح عربي جاد. وقال أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين المصريين إن التاريخ سيخلد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي لا يكتفي برعاية الفنون والثقافة في دولة الإمارات فقط لكنه تخطى الحدود الجغرافية وواصل جهوده للنهضة الثقافية والمسرحية في الوطن العربي وأصبحنا نحتفي في الحادي عشر من يناير من كل عام بيوم للمسرح العربي تمنح فيه جائزة لأفضل عرض مسرحي عربي وكل عام تنتقل الجائزة إلى بلد عربي شقيق. وأضاف أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لم يكتف بدعم المسرح والثقافة في عالمنا العربي بل انتقل بجهده ودعمه لإنشاء الهيئة العربية للمسرح لنشر الثقافة العربية حتى في الصين، وبفضل الجهد والدعم الذي يقدمه سموه انتقلت الثقافة العربية لبقاع مختلفة من العالم. من جانبه قال عبدالله العويس لـ «الاتحاد» ان عرض «النمرود» يعد اللقاء الرابع بين أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وفرقة «أمل المسرح» بقيادة المخرج علاء نصر مشيرا إلى إن العرض تضمن رؤية فنية وإخراجية جديدة تضفي على المسرحية لمسة جمالية واضحة. وأضاف أن مسرحية «النمرود» قدمت لأول مرة قبل ثلاث سنوات في عرض جماهيري خلال افتتاح أيام الشارقة المسرحية كما سبق أن قدمت في عدة دول عربية وأوروبية ومنها القاهرة كما تم عرضها في الاسكندرية برؤية للمخرج التونسي عبداللطيف السويسي. وعن استقبال الجمهور المصري وتجاوبه مع العرض المسرحي الممتع قال إن العرض يأتي في إطار سلسلة الجهود التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتدعيم الحراك الفني والثقافي في العالم العربي وللعروض المسرحية بهدف فتح آفاق جديدة للمواهب الشابة. وقال المخرج علاء نصر «حماسي لنص «النمرود» يرجع إلى أنني وجدت فيه شكلا جديدا من أشكال الدراما يمكن أن نطلق عليها «دراما بحثية» منطلقة من بحث درامي عكف المؤلف على كتابته وبالرغم من صغر النص قياسا بالنصوص السابقة فإنني اعتقد انه أصعبها، لحرص المؤلف على الرجوع للعديد من المراجع التاريخية ودراستها بتأن وقد حرصت على تحويل الجزء البحثي الذي تضمنه النص لرؤية مسرحية لنصنع لأنفسنا سبقا في الشكل». وأشار إلى إن فرقة أمل المسرح سبق أن قدمت لنفس المؤلف مسرحيات «عودة هولاكو» و»القضية» و»الواقع صورة طبق الأصل». وتتناول مسرحية «النمرود» علاقة سيدنا إبراهيم عليه السلام بالنمرود والخلافات التاريخية من خلال دراسة بحثية جادة قام بها المؤلف في التوراة والأنجيل والعديد من المراجع منها «جينيسيس» و»جوبليز» و»السجل» وغيرها ليؤكد في نهاية بحثه أن مجموعة من اليهود في القرن الثالث الميلادي هم أول من ذكر أن سيدنا إبراهيم قابل النمرود وادعوا ذلك في كتاب من دون الرجوع إلى مصادر التاريخ من التوراة والأنجيل. وقدم أبطال فرقة أمل المسرح عرضا جذابا مبهرا حظي بإعجاب الجميع ولعبت فيه السينوغرافيا والإضاءة والاستعراضات دورا مؤثرا ولعب بطولة العرض اشرف طلبة وأحمد هاني ولمياء العبد ومحمد دردير ودانا فودة وأيسم عبدالغفار ويوسف ممدوح وعمر صقر وعبدالله هزاع وعواد سليمان وأحمد أنور وعبدالرحمن سمير. وأضافت موسيقى ماضي الدقن جوا أسطوريا تاريخيا تناغم مع أحداث العرض واختار مهندس الديكور محمد قطامش الخلفيات والتكوينات بعناية وصمم محمد سعد الاستعراضات التعبيرية ببساطة لتكون بمثابة فواصل ناعمة بين المشاهد المتتابعة للعرض.