الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تعزيز معايير الصناعة المحلية في الإمارات

7 أكتوبر 2013 21:36
الإعلان عن تسليم حديد التسليح الخاص بالمنشآت النووية والمصنوع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي هو إنجاز مهمّ بالنسبة للقطاع الصناعي المحلي وسببٌ يبعث على الفخر لدينا نحن الإماراتيين. قبل سنوات قليلة، كانت بعض المنتجات الصناعية متوفّرة لدى الدول الصناعية الكبرى فقط مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية واليابان، فقد كانت معايير جودة التصنيع والمواد والبنى التحتية اللازمة متاحة لديهم فقط، ولم تكن متوفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تغيّر كل ذلك تغييراً جذرياً، فبعد عامين من العمل المتفاني والتعاون الوثيق مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أصبحت حديد الإمارات رابع مصنع للحديد في العالم يحصل على اعتراف الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين لتوريد حديد التسليح إلى شركات القطاع النووي السلمي. وبهذا الإنجاز تكون حديد الإمارات قد حققت قفزة لا مثيل لها في القطاع الصناعي المحلي ورفعت مستوى الجودة الصناعية في الدولة.وأودّ أن أذكر اثنين من الخصائص الرئيسة التي توضّح سبب أهمية هذا الإنجاز. أولاً: إن تحقيق الجودة النووية هو مهمة مليئة بالتحديات، فالجودة النووية مبنية على مقاييس ومعايير عالية جدًا بالنسبة للشركات الصناعية العالمية. ويجب على أي شركة تهدف إلى الإيفاء بهذه المقاييس والمعايير أن تُجري تغييرات جذرية تامة من جميع النواحي ورفع مستويات جودة العمل الداخلية باستمرار، ذلك لأن معايير الجودة في الصناعة النووية تتطلب الكثير من العمل وتركّز كثيرًا على السلامة، بل وتضعها أولوية لدرجة أن القطاعات الأخرى مثل قطاع الطاقة وقطاع الفضاء تتبع معايير الجودة النووية في بنيتهم التحتية وسلاسل التوريد لديهم. ويعدّ هذا الإنجاز ملهماً لأن الشركات الصناعية المحلية، مثل حديد الإمارات أو دوكاب أخذوا هذا التحدي على عاتقهم في مدة قصيرة كهذه ونجحوا في تعزيز معايير الجودة لديهم ليصبحوا شركات معتمدة دوليا للتوريد لمشروع من المشاريع الإنشائية والهندسية الكبرى في العالم ألا وهو البرنامج النووي السلمي الإماراتي. كل هذه الإنجازات رائعة وعظيمة، فقد انضمت حديد الإمارات إلى نخبة الشركات التي تعمل وفقُا لأعلى معايير الجودة، فضلاً على أن دوكاب أضحت الشركة الوحيدة المعتمدة في العالم لصناعة كابلات إضاءة معتمدة ذات عمر تشغيلي يصل إلى 60 عامًا، وهو العمر التشغيلي للمحطات النووية السلمية في دولة الإمارات.وثانياً: تحقّق هذا الإنجاز بعد التعاون الوثيق والائتلاف بين شركات إماراتية، ففي كلتا الحالتين، تعاون خبراء من حديد الإمارات ودوكاب مع خبراء من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لمعرفة المتطلبات وخطة التغيير اللازمة لتطبيق معايير الجودة النووية. لذا، تُعتبر هذه قصة نجاح العمل الجماعي والشراكات بين شركات إماراتية سعت مع بعضها لنفس الهدف ألا وهو تعزيز معاييرهم للجودة.وأصبحت هذه الشركات رواداً في القطاع الصناعي بدولة الإمارات ومصدراً للإلهام للعديد من الشركات الصناعية المحلية الأخرى، إن تفانيهم في العمل وجهودهم المبذولة جعلتنا نفتخر بالمنتجات الصناعية الإماراتية ذات الجودة العالية.وأنا متأكد أن قصة النجاح هذه ستُلهم العديد من الشركات الإماراتية الأخرى لمواصلة تحقيق الإنجازات والوصول لأعلى مستويات التميز والنمو للمساهمة القصوى في القطاع الصناعي وتحقيق العوائد والفوائد الاقتصادية لدولتنا. ولكن ستحتاج هذه الشركات إلى كميات كبيرة من الكهرباء المتوفرة على مدار الساعة لتساعدهم في إنتاج منتجات ذات جودة عالية. وقد أنعَم الله علينا بقيادتنا الرشيدة ذات الرؤية السامية والبصيرة، والتي ستضمن توفّر الكهرباء الموثوقة للقطاع الصناعي في الدولة من خلال البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي سيوفّر ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الكهرباء الآمنة والفعّالة والموثوقة والصديقة للبيئة.وفي هذا المجال، نحن نعزّز معاييرنا اليوم لنكون قادرين على إنشاء مشاريع ستوفّر الطاقة للصناعة الإماراتية، الطاقة التي ستدعم المزيد من النمو الصناعي في المستقبل. محمد عمر عبدالله | وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©