«واحد».. رسالة تسامح ديني من الإمارات إلى العالم

(أبوظبي - الاتحاد) تلمس المخرج السينمائي الشاب ملاك دانيال التسامح الديني بين جنبات دولة الإمارات، فحمل الكاميرا وراح في جولة بين شوارعها، وزيارات لمعالمها الدينية استغرقت 60 يوماً، إذ تعود منذ قدومه للإمارات قبل 17 عاماً أن يرى المسجد في جوار الكنيسة، من دون أن يسترعى ذلك انتباهه، فقد تربى على أنه أمر معتاد، حتى اكتشف أن هناك صورة مغلوطة تتناقل عن حقيقة العلاقة التي تجمع بين دعاة المبادئ السليمة في «الإسلامية والمسيحية» الذين يؤمنون بأن الله واحد، ويؤمنون بالأنبياء والرسل جميعهم، ومن هنا جاء اسم الفيلم «واحد» الذي يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي المقامة حالياً، ويعرض اليوم وأول نوفمبر المقبل في سينما فوكس مارينا مول، متخذاً من دولة الإمارات نموذجاً لبلد عنوانه التسامح الديني، ويحاول مساعدة العالم على مواجهة التطرف الفكري، والقضاء على الإرهاب، ومنع الانقسامات الطائفية في كل مكان. تصحيح الصورة فيلم «واحد»، كما يقول مخرجه ومصوره ملاك دانيال، الذي تخرج في قسم الهندسة المعمارية في جامعة الحصن، يحمل رسالة إلى العالم العربي بتصحيح الصورة عند الغرب، وإنهاء الخلافات على أساس ديني، ونقل صورة تجمع مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف في أبوظبي، وتجاوره أربع كنائس «القديس أندرو- القديس جوزيف - الكتدرائية القبطية - الإنجيلية». وهنا يطرح السؤال نفسه خلال الأحداث: ماذا يعني ذلك؟ ليجيب عنه المخرج ملاك بمعاونة صديقة جون حداد الذي شارك في الفيلم بتحرير المادة والإنتاج، وذلك عبر كلمات الأب أندرو تومسون الذي يرى أنه إذا كان هناك شخصان، ولدى كل منهما بيت، فمن الطبيعي أن تتوافر بعض القواسم المشتركة بين البيتين، لكن ذلك لا يعني اختلاف الطرفين، متطرقاً في الحديث إلى أن لديه أصدقاء مسلمين في الإمارات، واصطحب ملاك في جولة إلى منزل السيد علي الهاشمي المستشار الديني لوزارة شؤون الرئاسة، لتوضيح حقيقة العلاقات التي تجمع أصحاب الفكر المعتدل. ويتنقل ملاك بمشاهد الكاميرا إلى ما يطرحه الدكتور أحمد الموسى، خبير البحوث والدراسات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عن طبيعة العلاقات الحميمية التي تربطه بالكثير من الأصدقاء في الجالية المسيحية، ويزورهم في الكنيسة في أبوظبي. ملاك سبق له أن أخرج بعض الفيديوهات عن فعاليات ترويجية، وتميز في «منزلنا الجميل»، «رحلة خيالية»، بالإضافة إلى فيديو آخر بعنوان «مشروع ليلى» الذي حظي بأكثر من 140 ألف مشاهدة على «يوتيوب»، وتم اختيار فيلمه «أناس صغار» ضمن فئة مسابقة أفلام الإمارات في مهرجان فيلم أبوظبي في دورته الثامنة، وأُدرج ضمن قائمة مهرجان «كان» في دورته الـ67 بقسم الأفلام القصيرة.