الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار يسيطرون على قيادة الشرطة في سرت

الثوار يسيطرون على قيادة الشرطة في سرت
12 أكتوبر 2011 11:09
طرابلس (وكالات) - دخلت المعارك في مدينة سرت الليبية امس، مرحلتها الأخيرة حيث تحاول قوات النظام الجديد السيطرة على آخر الأحياء التي ما زالت بين أيدي قوات القذافي بعد شهر من الحصار الدامي، في وقت قام رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل بزيارة مدينة سرت أمس. وقال مراسل لرويترز بالمدينة أن عبدالجليل اعتلى ظهر شاحنة في حين كان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي يرددون "ليبيا.. ليبيا" ويطلقون النار في الهواء احتفالاً. وسيطر الثوار على مقر قيادة الشرطة في وسط مدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع، مضيقين بذلك الخناق على من تبقى من المقاتلين الموالين له. وأطلق العشرات من مقاتلي النظام الجديد أبواق سياراتهم كما اطلقوا العيارات النارية في الهواء احتفالا باستيلائهم على هذا المركز الأمني الذي كان مهجورا لحظة دخولهم إياه. ويقع هذا المجمع وسط عدد من المباني الرسمية وهو يشرف على المدينة وعلى ساحتها الرئيسية التي لا تزال في قبضة قوات القذافي. وترتدي السيطرة على هذا المركز الأمني دلالات رمزية، وهي تعقب استيلاء المهاجمين خلال الأيام القليلة الماضية على مبان ومراكز اخرى في سرت. واجتاح المهاجمون مقر الشرطة ومزقوا صور الزعيم المخلوع التي كانت تعلو مكاتبه. وتواصلت المعارك جنوب غرب الساحة الرئيسية لسرت حيث يتمركز في الابنية المشرفة عليها قناصة موالون للقذافي ما يتيح لهم السيطرة عليها. وبعيدا إلى الغرب اطلق مقاتلون من المجلس الانتقالي جاؤوا من مصراتة بضعة قذائف من المدافع والدبابات لكن من دون أن يبدأوا الهجوم في الحال. أما في الجبهة الرئيسية الأخرى في بني وليد حيث يسعى مقاتلو المجلس الانتقالي للسيطرة على هذا المعقل الآخر المهم لقوات القذافي، فر عشرات المدنيين من المدينة مع اقتراب موعد تجدد المعارك بين الطرفين. وبحسب مقاتلين من المجلس الوطني الانتقالي يتولون تفتيش السيارات الخارجة من بني وليد والتحقق من هويات ركابها فان حوالى ثلاثين سيارة مدنية خرجت من المدينة امس. وقال رب اسرة يقود سيارة تقل أربع نساء هم أفراد أسرته بينما كان يفر بهن الى خارج المدينة "ستقع معارك جديدة، في المدينة ليس هناك من طبيب ولا ماء ولا كهرباء". وأشار إلى أن "اكثر من عشرين ألف مدني" ما زالوا يقطنون في بني وليد، حيث يعتقد المجلس الانتقالي ان سيف الاسلام نجل الزعيم القذافي، وربما القذافي نفسه، موجودان فيها. وأضاف انه يفر باسرته الى بلدة مجاورة أقيم فيها مخيم للاجئين، مشيرا الى "وجود مرتزقة وعناصر ميليشيات في شوارع بني وليد". وخلف سيارته امتد طابور طويل من السيارات بينهم شاحنة محملة بالأفرشة والمعدات الكهربائية وشاحنة أخرى صغيرة محملة بالخراف. وبينما كان مقاتلو المجلس الانتقالي يدققون في هويات الخارجين من بني وليد راحوا يوزعون عصير الفواكه وقطع الحلوى على العائلات المغادرة. أما على بعد مئات الأمتار فانهمك فريق طبي في تحويل مبان مهجورة الى مستشفى ميداني استعدادا للمعارك المقبلة. من جهته قال قائد قوات جبهة جبل نفوسة في المجلس الوطني الانتقالي موسى يونس "علقنا المعارك لإعطاء المدنيين فرصة اخيرة للفرار وللقوات الموالية للقذافي بالاستسلام". وأفاد شهود عيان ان المقاتلين اضطروا الى الانسحاب من المدينة بعد ان تعرضوا لنيران من اسلحة ثقيلة وقناصة. واعلن المجلس الوطني الانتقالي انه يتوقع سقوط سرت بالكامل بين ايدي مقاتليه لإعلان "التحرير الكامل" لليبيا، ما سيمهد الطريق امام تشكيل حكومة مهمتها ادارة مرحلة انتقالية الى حين اجراء انتخابات عامة. وقال مسؤول الجبهة الشرقية وقائد كتيبة "ليبيا الحرة" في سرت وسام بن احمد "بقي لنا كيلومتران مربعان فقط لتحرير كامل المدينة". واضاف "ولكن مشكلتنا تكمن خصوصا في وجود العائلات التي يخشى الكثير منها مغادرة منازلهم، وهي منازل يستخدمها القناصون للاختباء فيها ومراكز لإطلاق النار"، وذلك غداة إعلان قيادي آخر في المجلس الانتقالي السيطرة على 90% من سرت. وتمكنت مجموعة من قوات المجلس الانتقالي من الوصول إلى وسط سرت وأخذت تمشط الشوارع الواحد تلو الأخر والمنازل، الواحد تلو الأخر. الى ذلك، تسلمت الحكومة الانتقالية في ليبيا المطار الدولي الرئيسي من مجموعة من المقاتلين، في اطار جهودها لتعزيز سيطرتها على البنية الاساسية الاستراتيجية. وابلغ عبدالجليل الصحفيين ان جماعات مسلحة اخرى ستحذو حذو هؤلاء المقاتلين قريبا وتبدأ في تسليم السيطرة على المنشآت الرئيسية للسلطات المدنية. وكان المطار تحت قيادة مختار الاخضر قائد وحدة من المقاتلين من بلدة الزنتان بغرب ليبيا الذين تدفقوا على طرابلس للمساعدة في الاطاحة بمعمر القذافي من السلطة. وقال عبدالجليل في المطار الذي لم يبدأ بعد في استقبال الرحلات الجوية ان المقاتلين يسلمون هذا الموقع المهم بعد تحريره للفنيين الذين سيقومون بتنظيم الرحلات من هذا المكان المهم. واضاف ان المقاتلين الزموا انفسهم بتسليم موقع كل اسبوع طبقا لتعليمات المجلس الانتقالي واللجنة التنفيذية من اجل مصلحة ليبيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©