الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ولاية «النيل الأزرق» تحت رعب الغارات الجوية السودانية

12 أكتوبر 2011 00:51
الكرمك (السودان) (ا ف ب) - جلس ساتدام انيما خائفاً، وهو يشاهد طبيباً يخيط ما تبقى من جلد ذراعه اليسرى، ففي ولاية النيل الأزرق السودانية التي تشهد معارك عنيفة، يؤكد الطبيب ايفان اتار الوحيد في مستشفى ناءٍ، أنه لم يعد قادراً على العناية بالجرحى بسبب تدفقهم الكبير. وأكد الطبيب في مستشفى الكرمك، وهي معقل للمتمردين على الحدود الإثيوبية، أنه أجرى 7 عمليات بتر أطراف منذ انطلاق المعارك قبل شهر بين الجيش السوداني ومقاتلي الجناح الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهي حركة التمرد السابقة التي باتت تحكم في جنوب السودان. وقال الطبيب “نوشك على انقطاع مخزوننا. ذهبنا إلى هنا وهناك لنعيد ملئه. لكن الآن لم يعد لدينا مكان نتزود منه بالمواد”، موضحاً أنه استقبل 600 جريح أصيبوا بشظايا قذائف. فالمستشفى الوحيد بين إثيوبيا وكبرى مدن النيل الأزرق الدمازين التي يسيطر عليها الجيش السوداني، ينقصه القطن والضمادات المعقمة ومصل الملحن، حيث استنفد مخزون ستة أشهر في شهر من المعارك الطاحنة. وفي حال لم تصل أي مساعدة قبل نهاية الأسبوع سيعجز اتار عن معالجة الضحايا الكثر للنزاع. وهذا الخطر قائم فعلاً، نظراً إلى منع الرئيس السوداني عمر البشير الوكالات الإنسانية من الدخول إلى ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المجاورة التي يمزقها نزاع آخر منذ يونيو. على سرير المستشفى يروي التون عثمان (65 عاماً) المصاب في الظهر والذراع بشظايا كيف تم قصف بلدته سالي التي تبعد ساعة شمال كرمك. وقال “كنت أبحث عن طحين السورغو لزوجتين، وفجأة وصلت (طائرات) انطونوف وقصفتنا”. في ماياس أبعد شمالاً أدت غارات الانتونوف إلى مقتل ستة أشخاص، بحسب زعيم البلدة خضر ابو سيتا. وقال “البارحة حلقت طائرتا انتونوف فوق رأسنا طوال ساعة. كنا مرتعبين”. أما زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال مالك عقار الذي انتخب قبل أن تستبدله الخرطوم فيختبئ قرب كرمك. وأشار إلى سقوط 63 قنبلة على المدينة، حيث أدت غارات الانتونوف إلى مقتل 74 شخصاً وجرح حوالى 100 في صفوف المدنيين. وأضاف أن هذا القصف العشوائي يرمي إلى “تحطيم إرادة مقاتلي” الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال التي لطالما كانت حليفة للجنوبيين الذين نالوا استقلالهم في 9 يوليو بعد حرب أهلية طاحنة (1983 - 2005) أدت إلى مليوني قتيل. وأوضح عقار أن “المدنيين هم أمهات ونساء وأقارب” المقاتلين، متهماً الجيش السوداني بإجبار 1,2 مليون نسمة من سكان الولاية الزراعية على النزوح من ديارهم. ويستحيل تأكيد المعلومات لدى مصادر مستقلة نظراً إلى منع الخرطوم الدخول إلى المناطق المعنية. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين قبل أسبوع عن لجوء 27500 شخص من ولاية النيل الأزرق إلى إثيوبيا، وعن فتح مخيم جديد متاخم للحدود السودانية لاستقبال الوافدين الجدد. وطلبت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الأربعاء 3,5 مليون دولار لتجنب أزمة إنسانية وغذائية قد تطال 235 ألف شخص في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال عقار إن الأوضاع الإنسانية كارثية في المنطقة التي باتت تحتاج إلى تدخل عاجل من الأمم المتحدة، موضحاً أن الحصاد انقطع وبات نقص الغذاء دافعاً لهجرة الكثيرين. لكن البشير سبق أن انذر بأن السودان لن يفاوض على الإطلاق “تحت رقابة الأمم المتحدة”، متوعداً بسحق التمرد في النيل الأزرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©