الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة الباكستانية تتحدى الحكومة وتستعد لـ المسيرة الطويلة

المعارضة الباكستانية تتحدى الحكومة وتستعد لـ المسيرة الطويلة
12 مارس 2009 02:05
أوقف عشرات المعارضين أمس في باكستان عشية ''مسيرة طويلة'' نحو العاصمة إسلام آباد تأمل الحكومة في منعها في أجواء من انعدام الاستقرار والاضطراب السياسي والتهديد الإرهابي· وفي تحد للسلطات التي تهدد بملاحقته بتهمة ''العصيان''، ودعا زعيم المعارضة الأكثر شعبية نواز شريف أنصاره الى ''تغيير مصير'' البلاد من خلال الانضمام الى ''المسيرة الطويلة'' التي يفترض ان تنطلق الخميس من كراتشي (جنوب) لتصل الى إسلام آباد في 16 مارس بالرغم من حظر السلطات· وقال نواز شريف أمام تجمع كبير لأنصاره ''اليوم لحظة يرتسم فيها تاريخ باكستان· بإمكاننا تغيير مصير هذا البلد· باكستان تصل الى منعطف ومن واجبكم إنقاذها''· وأضاف ''سنتجمع في 16 مارس لتغيير مصير باكستان''· وهذا التجمع نظم في مدينة ''أبوت آباد'' في ولاية الحدود الشمالية الغربية الى شمال إسلام آباد، بالرغم من أن التجمعات محظورة منذ أمس الاول في ولايتي البنجاب والسند وكذلك في العاصمة· وأضاف شريف ''نريد تغيير هذا النظام لأنه خطر يهدد وجودنا وهم يريدون ملاحقتي بتهمة العصيان·· اسأل الحكومة هل يمكن لذلك أن يوقف سيلاً بشرياً؟''· وتابع ''الله وضع بين أيديكم قرار تغيير مصير باكستان· هذا ممكن في خلال سبعة أيام، وحتى ثلاثة أيام''· وترأس رئيس الوزراء الأسبق وشقيقه شهباز حركة احتجاجية للمعارضة إثر قرار أصدرته المحكمة العليا في 25 فبراير يبعدهما عن الحياة السياسية· ودعا كلاهما وكذلك الأحزاب الكبرى في المعارضة أنصارهم الى الانضمام الى ''المسيرة الطويلة'' التي ينظمها المحامون الباكستانيون· ويتوقع أن ينضم عشرات آلاف الأشخاص وحتى اكثر الى المسيرة التي يفترض أن تمر في لاهور عاصمة اقليم البنجاب ومعقل نواز شريف· وتحسباً للحدث وضعت الحكومة منذ الثلاثاء في حالة تأهب القوات شبه العسكرية، فيما أوقفت الشرطة في لاهور وكذلك في إسلام آباد عشرات المعارضين والمحامين· وهؤلاء هم الذين يقفون وراء فكرة ''المسيرة الطويلة'' التي تنظم للمطالبة أصلاً بعودة قضاة عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف الى مهامهم، كما وعد الرئيس آصف علي زرداري الذي يواجه احتجاجات من كل حدب وصوب· وفي عدادهم القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا الذي عزل في التاسع من مارس 2007 وأصبح من أبرز الوجوه المطالبة باستقلال القضاء· بيد أن غضب المحامين انزلق الى الساحة السياسية عندما انضم اليهم زعماء المعارضة لا سيما رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف وشقيقه شهباز الغاضبان من حكم صادر عن المحكمة العليا يبعدهما عن الحياة السياسية· وإثر هذا القرار انطلقت تظاهرات حاشدة في سائر أنحاء باكستان لم تشهدها البلاد منذ تسلم الرئيس زرداري الحكم في سبتمبر، علما بأن الأخوين شريف يتهمان الأخير بالوقوف وراء حكم المحكمة· وجرت تظاهرات مماثلة بعد أن فرض برويز مشرف حالة الطوارئ في نوفمبر 2007 أدت بعد بضعة اشهر من ذلك الى فوز انتخابي للمعارضة آنذاك ثم الى استقالته· ومنذ مساء امس الاول حظرت كل التجمعات في البنجاب وكذلك في كراتشي كبرى مدن باكستان· وفي لاهور وكذلك في إسلام آباد استهدفت حملة اعتقالات عشرات الأشخاص خصوصاً في صفوف حزب الرابطة الإسلامية في باكستان الذي يتزعمه نواز شريف ويعد ثاني اكبر الأحزاب السياسية في البلاد· وتحدث مسؤول كبير في الحكومة عن ''مئات الاعتقالات''· لكن منظمي ''المسيرة الطويلة'' أكدوا أمس تصميمهم على الذهاب الى إسلام آباد مهما حصل· وقال اعتزاز إحسان أحد أبرز المحامين ووزير الداخلية السابق ''غداً سأتحدى الحظر وسأنضم الى تجمع لاهور· في 16 مارس سيكون هناك اختبار للحكومة عندما سيجتاح السيل البشري إسلام آباد''· وتشهد حملة الاعتقالات هذه عن عصبية متنامية من قبل الحكومة المدنية الذي تسلمت مهامها قبل نحو سنة فيما يتزايد وضعها هشاشة كل يوم بفعل الاضطراب السياسي والخلافات الداخلية وتتهم بالفشل في محاربة الطالبان ومقاتلي القاعدة· وعلق الجنرال حميد غول وهو مسؤول سابق في أجهزة الاستخبارات الباكستانية على ذلك بقوله ''إنها إشارة تدل على عصبية''· وأضاف محذراً أن ''ذلك ليس في مصلحة أحد· فإذا غرقت باكستان في الفتنة فسيكون لذلك عواقب على أفغانستان والهند· وهذا النوع من الفوضى سيطال المنطقة برمتها''· في غضون ذلك ، قتل ثلاثة اشخاص أمس في بيشاور باعتداء انتحاري على وزير حكومة إقليمية لم يصب هدفه· ونجا بشير بيلور الوزير في الحكومة المحلية بولاية الحدود الشمالية الغربية ، من الاعتداء واتهم طالبان بمحاولة قتله· واعلن ضابط في الشرطة أن الاعتداء وقع في الشارع عندما ألقى شاب قنبلة يدوية على الوزير قتلت شخصا وجرحت اثنين آخرين· وفي تصريح لفرانس برس قال الوزير إن المهاجم كان يحمل حزاما ناسفا لم ينفجر عندما حاول تفجيره قبل أن يلقي قنبلته· وقال الشرطي إن الشاب لاذ بعد ذلك بالفرار وطاردته الشرطة ففجر نفسه في منزل متسببا في مقتل امرأتين وجرح ثلاثة اشخاص·
المصدر: لاهور، باكستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©