السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القميص الإلكتروني..والغدة المعجزة

7 أكتوبر 2013 21:00
يعكف علماء الهندسة الطبية على الانتهاء من وضع اللمسات النهائية لما يعرف بالقميص الإلكتروني، الذي يعين من يرتديه على متابعة صحته، ويسجل ما يطرأ عليها من تغيرات، ومن ثم يكون بوسع الطبيب المعالج أن يراقب العمليات البيولوجية الحساسة لمريضه، مثل معدل ضربات القلب ومعدل الشهيق والزفير في عملية التنفس، بعد أن يسجلها ذلك القميص ويمررها إلى كومبيوتر صغير بحجم اليد مثبت على حزام المريض، وتنتقل المعلومات المسجلة إلى موقع مأمون في شبكة الإنترنت، حيث يجري تحليلها وتحويلها إلى الطبيب الخاص وإنذاره بأي تغير صحي. ويزعم مصنعو النموذج الأولي للقميص الطبي، أن بالإمكان لبسه أثناء العمل أو لعب الرياضة أو النوم، والانتقال به بل في كل مكان وزمان، وأنه سيعطي صورة دقيقة عن الحالة الصحية للفرد، مقارنة باللقاءات القصيرة مع طبيبه. وسيصبح بالإمكان ملاحظة ما يجري أثناء العمل في ظروف يغلب عليها الضغط الشديد والتوتر، وليس فقط في البيت أو في العيادة، حيث تكون الحال أكثر استرخاء. وأن المعلومات التي يسجلها الكومبيوتر الصغير ستكون مكملة للفحوص السريعة التي تجرى للمريض. وستعين الأطباء على التشخيص الدقيق والسريع لحالة المريض. إذ إن المعطيات تسجل على مدار الـ 24 ساعة، فضلاً عن مراقبة حالة المريض بعد إجراء أى عملية جراحية، وتسجيل حالات انقطاع النفس لدى البعض أثناء النوم. ولا يزيد وزن هذا القميص عن وزن القميص الاعتيادي. لكنه يحتوي على ست أجهزة حساسة صغيرة تتوزع ما بين الرقبة والحزام، وسيتراوح سعره حوالي 250 دولارا، إضافة إلى 30 دولاراً مقابل تكاليف المراقبة اليومية. رغم صغر الغدة النخامية ـ المعجزة ـ التي تزن حوالي نصف جرام، فإنها تفرز العديد من الهرمونات الرئيسية في الدم، والتي تحمل الأوامر المباشرة إلى كل الغدد الهرمونية الموجودة في الجسم، وبذلك تُجري تبنيها لتلك الغدد الأخرى، لتفرز هرموناتها فورًا في الدم. عند ما يشعر الإنسان بالغضب والغيط أو الحقد، يزداد إفراز هرمون «الأدرينالين»، الذي يؤدي إفرازه في الدم إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية حيوية مذهلة، إنه يهيئ الجسم لقوى شيطانية رهيبة، وذلك استجابة لإشارة التهديد الصادرة من الغضب والغيظ والحقد. وحينما يتعرض الإنسان إلى أي من تلك الانفعالات السلبية لفترات طويلة، تزداد إفرازات تلك الهرمونات بالضرورة وتؤدي إلى تغيير مدمر لكيميائية الجسم، ويتجلى ذلك في هدم أنسجة الجسم، وإفراز الجلوكوز في البول، وعلى المدى الطويل يتسبب ذلك في الإصابة بمرض السكر، ومن ثم يسير الجسم بخطى وئيدة إلى زيادة نسبة «الكوليسترول» في الدم، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية، وتصلب الشرايين، وأمراض أخرى مميتة، هذا بجانب الأمراض النفسية العضوية. لذا، فإن حصيلة كظم الغيظ، والعفو عن الناس بطيب نفس، والتخلي عن الحقد، هو الطريق للخلاص من قوى التدمير النفسي والعضوي، وهو الطريق السليم نحو الاستقرار الوجداني، والأمن النفسي والسعادة الروحية. وسلامتك. المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©