الحج إلى بيت الله أمنية كل مسلم، خاصة إن لم يكن قد أدى الفريضة بعد، وهي رحلة إيمانية قبل أن تكون رحلة سفر وإقامة وتنقل وسكن. وفي هذه اللحظة يسعى من نوى حج بيت الله للاستعداد لهذه الرحلة وتأمين ما يلزمه من متاع وسكن وتنقل وغيره، فالاستعداد للحج لا يكون روحانيا فقط، إنما أيضا بإعداد الأمتعة المناسبة. ويتبدل حال الكثيرين عندما يحل موسم الحج خاصة من كتب لهم الحج، وتبدأ الأسرة التي يوجد لديها فرد ذاهب لأداء مناسك الحج، في التحضير لترتيبات السفر، وتصر ربة المنزل على شراء كل مستلزمات الحاج من الأسواق من الألف إلى الياء.
توفير الحاجيات
أعدت أسرة الأربعيني سالم هارون له تجهيزاته حين نوى زيارة الأراضي المقدسة وإكمال فريضة من فرائض الإسلام «الحج». ويصف سالم شعوره وهو يرى أبناءه الذين يعملون على قدم وساق منذ فترة طويلة بتوفير متطلباته كافة. ويقول «نويت هذا العام أداء فريضة الحج، لكن من أهم الأمور التي شغلت بالي هو كيف أعد نفسي بشراء متطلبات الحج من حيث الملابس والأدوات اللازمة لرحلة قد تطول أكثر من أسبوعين». ويواصل «كل تلك الأفكار التي دارت بذهني الحمد لله وجدتها ميسرة، فأبنائي لم يبخلوا عليَّ فقد وفروا متطلباتي، ورتبوا أدواتي الشخصية مع والدتهم حتى لا أضطر لاستخدام أي أدوات من شخص آخر، كفرشاة الشعر، ومجموعة من الملابس تكفي لأيام عدة»».
ويوضح «كما تم وضع ملابس إحرام إضافية حتى تكفيني طوال فترة بقائي هناك في حال اتسخت أو احتجت تغييرها، كما فضلت أن يكون قماش الإحرام من النوع الخفيف غير الثقيل لضمان حرية الحركة».
مستلزمات شخصية
منذ قررت فاطمة سليمان الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، فقد اشترت متطلباتها كافة لهذه الرحلة الإيمانية منذ شهرين تقريبا، تقول «بعد التجول في الكثير من المحال المختصة ببيع ملابس وأدوات الحج، اشتريت عباءات إضافية، في حال اتسخت مع الازدحام والتدافع وأثناء التنقل من مشعر لمشعر وأداء المناسك، حيث لا وقت للغسيل، ولا يتوافر المكان المناسب، وفي حال لم استخدمها قد تحتاج لها أخت لي فأنفس عنها كربة وأهديها تلك القطعة ويكون لي الأجر، بالإضافة إلى الجوارب والأحذية الرياضية التي تسهل الانتقال، مع سجادة صلاة فهذه أيضا إحدى الأمور المهمة، والتي عادةً ما تُنسى». وتشرح «بينما انتقل من مكان إلى آخر (عرفات، منى، مزدلفة)، سيساعدني وجود سجادة صلاة معي، بالإضافة إلى أدوات النظافة، والمستلزمات الشخصية، حيث لن أتمكن من شراء كل ما يلزم من هناك أثناء فريضة الحج. إلى جانب عدم نسيان الأكياس البلاستيكية لوضع الملابس المتسخة حتى لا تتسخ بقية الملابس وتظل بمعزل عن الرائحة».
لدى مغادرة عبد العزيز الشامسي (رب أسرة) برفقة والده، باتجاه البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، قامت عائلته بإعداد وليمة لكل الذين حضروا إلى المنزل من ذوي القربى والجيران لتوديعهم، ويعتبر أهل الحجاج هذه العادة «الوداع الأول للحاج»، ثم يأتي الوداع الثاني والأخير حين ينتقل الحجيج إلى الحافلات ثم المطار محطتهم الأخيرة في الطريق إلى المملكة العربية السعودية. ويضيف عبد العزيز «أثناء غيابي أنا ووالدي سيتولى أخي حمدان الذي يصغرني مهمة تحمل مسؤولية البيت، ويقوم بتوفير متطلبات الأسرة كافة لحين عودتنا من أداء الفريضة، وهذه كانت من أحد الأمور التي كانت تشغل بال والدي، بالإضافة إلى أن الوالد بعد قضاء الدين الذي عليه فقد شعر بالارتياح، وأنه سيؤدي الفريضة، وهو مطمئن البال والضمير».
التسامح ضروري
في منزل سليمان بكر لا يقتصر توديع الحجاج على إقامة ولائم الطعام فقط، بل يحرص الحاج من جانبه على القيام بأمور عدة حتى يغادر الأهل والجميع راضٍ عنه، ولا يحمل له في قلبه بغضاء حتى يكون حجه مقبولا وذنبه مغفوراً بإذن الله. إلى ذلك، يقول الحاج سليمان، الذي أدى فريضة الحج مرات عدة، إن التسامح أحد أهم الطقوس المرتبطة بأداء فريضة الحج، مضيفاً أن كل مرشح للحج وبمجرد اقتراب موعد سفره، يحرص على تحسين علاقاته مع من يحيطون به، والتواصل مع جيرانه وعائلته وأقاربه ومعارفه لتوديعهم، طالباً منهم المسامحة عن كل ما بدر منه في حقهم. ويشير إلى أن الحجاج ملزمون كذلك ببناء علاقات جديدة مع الأشخاص الذين كانوا يقاطعونهم، مخافة أن يدركهم الموت في بيت الله وهم على خلاف مع أحد، وبالتالي لا يغفر الله لهم ولا يقبل حجهم.
اصطحاب الدواء
يقول جاسم عمران إن من بين الأمور التي يحرص عليها قبل ذهابه لأداء الحج، إلى جانب توفير الاحتياجات الشخصية مثل ملابس الإحرام البيضاء، أدويته الخاصة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ويضيف «كما أخذت معي بعض المناشف الخاصة وسجادة الصلاة والكتيبات الخاصة بالأدعية». ويوضح «مع كل هذه المتطلبات التي احتاجها طلبت من زوجتي أن تقوم بمتابعة شؤون المنزل وتوفير الشؤون الأسرية كافة ليرتاح ضميري قبل أداء مناسك الحج».
عدد اليوم
