الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة

24 يناير 2007 01:06
الواقع أن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والمجتمع بحيث تتعاون لتأدية هذه الرسالة على خير وجه حرصاً على نيل أسمى النواتج وأثمن الغلال· وعليه فإن الربط بين معطيات المدرسة والبيت أمر ضروري حيث إن ذلك يمكن المدرسة من تقويم المستوى التحصيلي للأهداف التعليمية ويحقق أفضل النتائج العلمية فذلك يساعد المدرسة على تقويم السلوكيات الطلابية ويعينها على تلافي بعض التصرفات غير السوية التي ربما تظهر في بعض الطلبة، وكذلك فإن تواصل أولياء الأمور مع المدرسة يساعد على توفر الفرص للحوار الموضوعي حول المسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين العلمية والتربوية، ويسهم أيضا في حل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ سواء على مستوى البيت أو المدرسة وإيجاد الحلول المناسبة لها ويعزز تبني النواحي العلمية البارزة من عناصر موهوبة تجود بالأعمال المطورة التي تخدم الصالح العام والهدف المرجو وإذا فقدت العلاقة أو الشراكة بين البيت والمدرسة لن ترى الثمار المثلى التي نطمح لها، إن المدرسة الناجحة هي التي تزداد صلات أولياء الأمور بها ويزداد تعاونهم وتآزرهم معها· إن الحقل التربوي زاهر بالكثير من الآباء والأمهات الذين وجدوا في أنفسهم القدرة وفي وقتهم الفراغ فشاركوا في المجالات التي يتقنونها وأعانوا في التوجيه والإرشاد وتمتنت الأواصر بينهم وبين المدرسة· وفي هذا الجانب اسمحوا لي أن أضرب مثالاً بسيطاً لتوضيح أهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة فلو كان لأحدنا أملاك في شركة تستثمرها له يجب ألا يتردد بزيارة هذه الشركة ليسأل عن ربحه وخسارته ويناقش الموظفين المختصين ويستفهم عن كل صغيرة وكبير ولا يترك مجالاً ولا وسيلة إلا ويسلكها لزيادة ربحه ومنع خسارته؟! فهل يا ترى أولادنا أهون عندنا من أموالنا؟ هل نذهب إلى المدرسة باستمرار ونجتمع بالمعلمين ونسألهم عن أحوال أبنائنا؟ هل نعطي لأبنائنا من الوقت ربع أو خمس ما نعطيه لعملنا وواجباتنا الاجتماعية ولتلفازنا ولترفيهنا؟ وما ذكر آنفاً نجده واقعاً حيث نلاحظ جلياً فوارق واضحة في المستويات التعليمية والتربوية بين الطلاب الذين يجدون المتابعة والاهتمام من أولياء أمورهم وبين الطلاب الذين لا يجدون ذلك· * أسباب عزوف بعض أولياء الأمورعن زيارة المدرسة الواقع أنه عندما نطرح ظاهرة عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس لا نعني بالطبع جميع أولياء الأمور فهناك شريحة كبيرة منهم متواصلون ومتعاونون مع المدارس وعلاقتهم وثيقة معها وبخاصة الفئة المثقفة والواعية من أبناء المجتمع، إلا أننا نسعى في هذا المجال إلى تحقيق أعلى نسبة من التعاون والتواصل لأولياء الأمور مع المدارس·· وقد اتضح من خلال المتابعة الميدانية والدراسات والبحوث التي أجريت في هذا الشأن أن أسباب عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس يتلخص في الآتي: * قلة الوعي لدى بعض أولياء الأمور بأهمية التعاون والتواصل مع المدرسة: ــ في الواقع إن بعض أولياء الأمور لا يدرك أهمية التعاون والتواصل ويترك كل شيء للمدرسة ويظنون أن ذلك يكفي ولا يقومون بأدنى متابعة في البيت وربما يرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلى قلة المستوى التعليمي والثقافي لديهم· ــ ظروف الارتباطات العملية لدى البعض منهم· ــ البعض من أولياء الأمور يعملون في أماكن بعيدة وعليه فإن ظروفهم العملية لا تمكنهم من زيارة المدرسة ولا تمكنهم من القيام بواجبات المتابعة والعناية بأبنائهم الطلبة· ــ التخوف من دفع الأموال والتبرعات للمدارس: إذ يظن بعض أولياء الأمور أنهم عندما يزورون المدرسة سيطلب منهم دفع مبالغ وتبرعات للمدرسة ولا يدركون أي جوانب أخرى إيجابية لزيارة المدرسة· ــ قلة اهتمام بعض أولياء الأمور بتعليم وتربية أبنائهم: فلا يهتم بعض أولياء الأمور بمستقبل أبنائهم ولا يبدون أي اهتمام بشؤون تربيتهم أو متابعة تعليمهم سواء في البيت أو المدرسة وتجدهم يعطون الأولوية لأعمال أخرى غير الاهتمام بتربية وتوجيه الأبناء· * الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة: إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع· فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته، وتوجيهه من قبل البيت ولكن في الواقع دور بعض أولياء الأمور سلبي حيث يتركون كل شيء على المدرسة· ونظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخصا نافعا لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة· وفيما يلي نورد بعض الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التواصل بين البيت والمدرسة: ــ إخطار أولياء الأور بمستوى أبنائهم أولاً بأول والتعاون معهم لحل مشكلاتهم· ـــ التواصل المستمر مع أولياء الأمور وتنشيط العلاقة معهم ودعوتهم للمشاركة في المناشط والبرامج المختلفة والاحتفالات· ــ تكريم الطلاب المتفوقين في التحصيل العلمي والمتميزين في الأنشطة المدرسية وذلك بحضور أولياء أمورهم· ــ الاهتمام بعلاج المتأخرين دراسياً بمشاركة أولياء الأمور· ــ تكريم أولياء الأمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في المناسبات المختلفة· ــ تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات للإسهام في توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حيث إن مجالس الآباء والأمهات في الواقع تعتبر من أهم الآليات المناسبة لربط البيت بالمدرسة· ــ تبني المدارس لأسلوب اليوم المفتوح وأسبوع تنمية العلاقة بين البيت والمدرسة وإشراك أولياء الأمور في ذلك· ـــ تكثيف الندوات والمحاضرات وحملات التوعية لأولياء الأمور لتوضيح أهمية التعاون مع المدارس وزيارتها وفوائدها لأبنائهم الطلاب وتوضيح الأضرار الناجمة عن عدم التعاون والتواصل مع المدارس التي تنعكس على أبنائهم· عبدالله الحارثي اختصاصي اجتماعي ــ منطقة أبوظبي التعليمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©