بعثات أثرية عالمية تستأنف أعمال التنقيب في الشارقة

الشارقة (الاتحاد) - تستأنف بعثات أثرية عالمية من أميركا وبلجيكا وألمانيا وأسبانيا واليابان، عمليات التنقيب في إمارة الشارقة، بهدف تأريخ وتأطير الحقب التي شهدتها المنطقة، ودراسة طبيعة الحياة خلال الحقب التاريخية المختلفة وقراءة تفاصيلها. وتواصل البعثة البلجيكية تنفيذ موسمها الثالث في موقع مليحة الأثري، بعدما تمكنت خلال الموسمين السابقين من الكشف عن مزيد من المدافن المشيدة تحت الأرض، والتي بلغ عددها حتى الآن ستة مدافن مشيدة بطوب من اللبن وذات جدران مطلية بطبقة من “البلاستر الجصي”، وتضم بداخلها لقى أثرية متنوعة وهياكل عظمية. أما البعثة الأثرية الألمانية التي تنتسب لجامعة “تيوبنجن” والتي تعمل بالاشتراك مع بعثة محلية، فستركز في تنقيبها خلال الموسم الجاري على موقع أثري هام يقع في وادي الحلو، حيث تم الكشف في السنوات القليلة الماضية عن موقع لاستخلاص، وتكوين خامات النحاس وهو عبارة عن ورشة صناعية كبيرة تضم أفراناً للصهر، وأدوات تستعمل في صناعة التعدين، وقوالب برونزية، وبقايا مختلفة من عمليات الصهر مثل خبث النحاس، كما يضم الموقع عدداً من المقابر العائدة إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد. وستواصل البعثة الأثرية اليابانية التي تنتسب لجامعة كانازاوا أعمالها في دبا الحصن، حيث تم الكشف في السابق عن بقايا طبقات أثرية تعود إلى الفترات الإسلامية ضمت عددًا كبيراً من قطع الأواني الفخارية من بينها قطع مستوردة من شرق آسيا والصين وتايلاند واليمن وإيران ووادي الرافدين، فيما ستواصل البعثة الأسبانية من الجامعة التكنولوجية في مدريد أعمال المسح الأثري في المنطقة الوسطى لوضع خرائط طبوغرافية تغطى جميع أرجاء إمارة الشارقة. أما البعثة الأثرية الأميركية، والتي تنتسب لجامعة براين مور في بنسلفانيا فستواصل عملياتها في موقع مويلح الذي يضم بقايا مستوطن كبير يعود إلى العصر الحديدي وموقع تل الأبرق الذي يعتبر من المواقع الأثرية الهامة في الدولة إذ يضم آثار استيطان تمتد على مدى ألفي عام، كما تواصل البعثة الأثرية المحلية أعمالها على مدار السنة في عدد من المواقع الأثرية في المنطقة الوسطى ومنطقة الساحل الشرقي لإمارة الشارقة.