الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواقف زايد لا تنسى ودعم الإمارات والعرب في 1973 غيّر موازين الحرب

مواقف زايد لا تنسى ودعم الإمارات والعرب في 1973 غيّر موازين الحرب
7 أكتوبر 2013 01:41
وصف سياسيون وخبراء استراتيجيون وعسكريون وشهود عيان مصريون، دور الإمارات في دعم بلادهم خلال حرب أكتوبر 1976 بالمشرف، والذي جسدته مواقف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”. في موازاة ذلك، استذكر دبلوماسيون مقولات وتصريحات لمؤسس الدولة، أبرزها تأكيداته بأن “الإمارات حكومة وشعباً ترعى مصر في كل وقت”، وأن “مصر تعيش في قلبي”. ولفتوا إلى ما لعبه “سلاح البترول” من دور هام في الضغط لصالح مصر على الدول التي كانت تساند “إسرائيل”. وأكدوا على الدور المشرف للإمارات في هذا الانتصار، مشيرين إلى قيام المغفور له الشيخ زايد بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا التي عالج فيها الجنود المصريين. وقالوا: إن هذا الدعم استطاع أن يقفز بالعالم العربي إلى المرتبة السادسة عالمياً من حيث القوة والأهمية، بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب. وشدد الخبراء على أن ما قام به الرؤساء العرب وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد كان له الفضل في تغيير الموازين الدولية للحرب بعدما سعت الدول الكبرى إلى الوصول إلى حلول لإيقاف إطلاق النار بشكل سلمي”. بداية، أكدالمستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد أنه “لا يمكن إغفال دور العرب في انتصارات حرب أكتوبر والتي لا تقل أهمية عن الدور الذي لعبه الجنود المصريون في أرض المعركة”. وركز في حديثه عن الدور العربي على دور دولة الإمارات والمغفور له الشيخ زايد، موضحاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها دور مشرف في هذا الانتصار، ومن هذه الأدوار قيام الشيخ زايد بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا التي عالج فيها الجنود المصريين. وأشار إلى أن العرب يمتازون بالتوحد في أوقات الشدائد والمحن، وهو ما تجسد في أروع مشاهده عندما أعلنت مصر تحرير الأرض في 1973 وغسل عار نكسة 1967. وقف ضخ البترول بدوره، أكد محمود نفادي القيادي بالحركة الوطنية المصرية أن مصر لا يمكن أن تنسى دور الأشقاء العرب في حرب أكتوبر 73. وقال: “يوم 6 أكتوبر كان وسيظل يوم نصر لمصر والمصريين والعرب، منوهاً إلى ما قامت به دول الخليج بوقف ضخ البترول بهدف الضغط على الغرب، حيث لعب سلاح البترول دوراً مهماً للضغط على الدول التي كانت ساند إسرائيل، وساعد ذلك في الضغط لصالح مصر. دعم كامل ومن وجهة النظر العسكرية، قال محمد عبدالمنعم الخبير الاستراتيجي: إن “الدعم العربي لمصر في حرب أكتوبر 1973 كان كاملاً متكاملاً، سواء كان سياسياً أو اقتصادياً، أو معنوياً، أو مادياً”. وأشار إلى أن الدعم العربي والتكاتف الذي حدث والوحدة العربية التي شهدها العالم العربي خلال تلك الفترة استطاعت أن تقفز بالعالم العربي على مستوى العالم للمرتبة السادسة من حيث القوة والأهمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد السوفييتي وفرنسا وإنجلترا، وذلك بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب. ونوه عبدالمنعم إلى أن حالة التفكك والنزاعات التي يبدو عليها العرب الآن تجبر الجميع على التوحد مجدداً وبشكل أكبر من التكاتف الذي حدث في حرب أكتوبر لمواجهة هذه الحرب الشرسة التي لا تتوقف من العالم الخارجي على منطقتنا العربية. معان حقيقية وقال اللواء شريف عبدالنبي أحد ضباط المخابرات الحربية والاستطلاع أثناء الحرب، إن “أكتوبر” جسدت المعنى الحقيقي للتضامن العربي بين الأشقاء، وكان الموقف الخليجي والعربي خلال الحرب مشرفاً لكل المصريين. وأضاف: إن المصريين لا يمكن أن ينسوا دور الشيخ زايد في حرب أكتوبر والدعم الكبير الذي قدمته دولة الإمارات تحت قيادته إلى مصر. نقطة حاسمة وأكد اللواء قدري سعيد الخبير العسكري ورئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، أنه على الرغم من مرور 40 عاماً على نصر أكتوبر 1973 إلا أن العالم كله سيظل يتحدث عن ملحمة العبور التي قدمها الجيش المصري في هذه الحرب وكانت النقطة الحاسمة في تحقيق النصر. وقال سعيد الذى كان أحد أبطال حرب أكتوبر وعمل ضابطاً فى القوات المسلحة فى مجال الدفاع الجوى في سياق شهادته على تلك الحرب: “كانت خطوة تدمير خط بارليف الأسطورة التي كانت تفتخر بها إسرائيل ظناً منها أنها صنعت مانعاً قوياً لا يمكن أن تخترقه القوات المصرية أهم إنجاز وابتكار مصري في هذه الحرب وذلك من خلال استخدام خراطيم المياه في اختراق الساتر الترابي الأمر الذي فاجأ الإسرائيليين”. واختتم الخبير العسكرى شهادته بالقول: “على الرغم من المفاجأة التى أذهلت العالم ببدء الحرب مع إسرائيل، إلا أن الدول العربية كان لها موقف عظيم تجاه مصر لا يمكن إنكاره وهو الدعم القوي الذي قدمته في هذه الحرب، وكان أهم دور من نصيب الإمارات والسعودية بعدما قامتا بحظر تصدير البترول للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار النفط في ذلك الوقت، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في معنويات الجيش المصري”. ملحمة عربية وقال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق: إن نصر أكتوبر كان ملحمة تاريخية لمصر ولكل العرب. وأضاف في شهادته: “أعاد الكرامة إلى الشعوب العربية بعد نكبة 1948 في فلسطين ونكسة 1967”. وأثنى سالم على الموقف العربي الذى دعم الجيشين العربيين السوري والمصري. موقف حاسم وقال سالم: “إن موقف الدول العربية خلال حرب أكتوبر كان مشرفاً، فمصر لم تكن تحارب وحدها والموقف الحاسم للإمارات والسعودية ممثلاً بالشيخ زايد والملك فيصل لعب دوراً كبيراً في انتصار أكتوبر واستعادة الأمة العربية كرامتها”. وبسؤاله عن مهمة جهاز الاستطلاع الذي كان يعمل به خلال حرب أكتوبر بشكل عام، أوضح: أن “مهمتنا كانت البقاء خلف خطوط العدو في مسرح العمليات أو منطقة القتال، ورصد كل تحركاته أولاً بأول، وإبلاغها للقيادة العامة، ورصد جميع أنشطة العدو، وحجم قواته والمعدات الموجودة معه، بهدف جعل منطقة الصراع كتاباً مفتوحاً أمام القيادة العامة”. وأكد أن جهاز الاستطلاع كان الجندي المجهول في حرب أكتوبر، فقد حدث وقف لإطلاق النار بين مصر وإسرائيل قبل بدء الحرب بثلاث سنوات وكان كل الاعتماد وقتها على الجهاز، حيث أمد القيادة بكل المعلومات اللازمة عن منطقة سيناء والعدو وقواته وتحركاته، وبناء على هذه المعلومات تم وضع الخطة “بدر” وهى خطة عبور قناة السويس. وأشار إلى أن ما حدث في 1967 كان بمثابة أزمة حقيقية للشعب المصري بأكمله وليس القوات المسلحة فقط، وأن الجيش كان يخوض معركة البقاء واستعادة الكرامة، وهذا جعل القوات المسلحة على قلب رجل واحد. ووصف سالم الرئيس الراحل أنور السادات بالقائد العظيم، لأنه اتخذ قرار الحرب على الرغم من تفوق السلاح الإسرائيلي على السلاح المصري، ولكن إرادة الجندي المصري كانت أهم من السلاح، مؤكداً أن السادات قائد لا ينسى في التاريخ على الإطلاق، مشيراً إلى أنه استكمل مسيرة الرئيس الراحل عبدالناصر في بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967. وحول تقييم دور الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قال سالم: “ما قام به حسنى مبارك ملحمة لن تتكرر في تاريخ المعارك الجوية بغض النظر عن دوره السياسي، فلا يجب أن نغفل دوره العظيم خلال حرب أكتوبر، لأن الضربة الجوية الأولى التي قام بها نجحت بأقل عدد من القوات على الرغم من أن الطائرة الإسرائيلية تعادل 4 طائرات مصرية وقتها”. الإمارات والدور الأبرز أكد اللواء علاء عز الدين الخبير العسكري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً أنه رغم مفاجأة مصر للعالم والدول العربية ببدئها الحرب مع إسرائيل إلا أن كلمة السر في هذه الحرب كانت ممثلة في الدعم القوي الذي قدمه العرب في هذه الحرب والذى لا يمكن إنكاره. وقال عز الدين: “كان أهم دور من نصيب الإمارات والسعودية بعدما قامتا بحظر تصدير البترول للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار النفط في ذلك الوقت، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في معنويات الجيش المصري”. وثيقة كشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب البحوث الاقتصادية في المخابرات المركزية الأمريكية تم نشرها، مؤخراً، عن دور الدول العربية في مساعدة مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر. وأشارت إلى حجم التمويل الذي تلقته كل من مصر وسوريا من الدول العربية منذ يوم 6 أكتوبر 1973 حتى 23 نوفمبر من العام نفسه، والذي يقدر بنحو 2 إلى 3 مليارات دولار. وكشفت الوثيقة عن تلقي مصر مبلغاً يقدر بـ100 مليون دولار من الإمارات كان لها دور كبير في مساندة القوات المسلحة المصرية خلال أيام الحرب، بعد أن طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار كمساعدات عاجلة لإسرائيل وهو ما قابلته دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وليبيا، والعراق، والجزائر، بإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة بسبب قرارها بدعم تل أبيب لمواجهة حرب تحرير الأرض المحتلة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©