صلاح سليمان (العين)
لم يحدث في أي موسم من المواسم، وعلى المدى القريب والبعيد أن وقع أحد مدربي العين في مشكلة مثل التي واجهها الكرواتي زلاتكو داليتش مدرب «الزعيم» في الأيام القليلة الماضية، والتي وضعته في موقف سبب له قلقاً طوال الفترة التي سبقت مباراة «البنفسج» في الجولة السابعة من بطولة دوري الخليج العربي، والتي استضاف فيها الإمارات يوم الأربعاء الماضي، على ستاد هزاع بن زايد، وتغلب عليه بهدفين لهدف، سجلهما إبراهيما دياكيه الذي لعب في تلك المواجهة مهاجماً صريحاً حلاً للمشكلة.
وبرزت المعضلة إلى السطح، بعد الإصابة التي تعرض لها الثنائي المكون من المهاجم والهداف الغاني أسامواه جيان، وزميله المهاجم الفرنسي كيمبو إيكوكو، والتي حدثت في مباراة الأسبوع السادس في لقاء الظفرة، وحل فيها جيان مكان كيمبو الذي لم يكمل اللقاء، وخرج مصاباً ليلحق به البديل ويصاب أيضاً في الدقيقة الأخيرة من المباراة لتبدأ على الفور أزمة العين الهجومية، بعد أن فقد أهم ورقتين في الخط الأمامي، ليبدأ زلاتكو مهمة البحث عن مهاجم بديل الذي يدفع به أمام «الصقور» في المباراة التالية.
وجرب زلاتكو أكثر من لاعب خلال الحصص التدريبية التي أجراها خلال فترة الإعداد للقاء «الأخضر»، إلا أنه لم يعثر على ضالته ليقرر على الفور الاستفادة من إمكانات دياكيه وقدراته الهجومية كبديل لحل المشكلة، وهو الموقف الذي يتعرض له اللاعب للمرة الأولى، إلا أنه كان عند حسن الظن به وقدم مستوى متميزاً مستفيداً من خبرته الميدانية الطويلة، مما ساعده على تسجيل هدفين في مرمى الضيوف، أهدى بهما «البنفسج» أغلى ثلاث نقاط رفعت من روح اللاعبين المعنوية، خاصة أنهم مقبلون على مباراة صعبة تضعهم وجهاً أمام الأهلي في لقاء الجولة الثامنة.
واعترف المدرب زلاتكو بأن العين كان بالفعل يعاني وقتها من بعض المشاكل الهجومية، بعد غياب جيان وإيكوكو مؤكداً أنه يثق كثيراً في قدرات إبراهيما دياكيه الذي لم يخذله وكان عند حسن الظن به. وقال زلاتكو إن دياكيه أنقذ الموقف مما أشعره بالسعادة ولعب بشكل رائع ونفذ كل التعليمات والتوجيهات كما ينبغي لينجح في هز شباك الإمارات، ويهدي العين انتصاراً غالياً رفع به من رصيده وحافظ به على موقعه في مقدمة جدول الترتيب مع كبار البطولة.
وقال دياكيه في تصريح له إنه لم يتردد لحظة عندما أسند إليه المدرب زلاتكو هذه المهمة خاصة أن تسجيل الأهداف ليس بالأمر الجديد بالنسبة له، فقد سبق أن سجل كثيراً في مرمى المنافسين، عندما كان لاعباً بفريق الجزيرة، وأوضح أنه وعد زميله جيان قبل المباراة مؤكداً له أنه سيكون عند الوعد وسوف ينوب عنه في مهمة هز شباك الطرف الآخر، وبالفعل كان إبراهيما دياكيه على عهده وكان كلما سجل هدفاً لوح بيديه لجيان الذي كان يجلس على المقصورة، وكان في غاية السعادة لنجاح دياكيه في المهمة التي أوكلت إليه.
ووصف محمد عبيد حماد مشرف فريق العين الأول، دياكيه بأنه من دعائم الفريق القوية ومن اللاعبين الذين يخدمون الفريق بتقديمهم مستويات فنية عالية. وقال: «الصفات التي تميز دياكيه هي الجدية في التدريبات، وفي المباريات والاهتمام والصبر والتعامل باحترافية متناهية داخل الملعب وخارجه، كما أنه لاعب ملتزم وخلوق وفي الوقت نفسه، يقدم خبرته الميدانية لزملائه اللاعبين، وهو يشكل قوة ضاربة للفريق ويعتبر إضافة هائلة للعين».
وأضاف: «بذل دياكيه جهداً مضنياً ومقدراً في المباراة الماضية أمام الإمارات وسجل هدفين نال بهما «الزعيم» ثلاث نقاط مهمة في مسيرة الدوري، والتهديف ليس بالأمر الغريب على اللاعب، فهو يملك حساسية التسجيل في شباك المنافسين، ويملك خبرة ميدانية طويلة، والتي استثمرها في مباراتنا أمام الإمارات، وسبق له التسجيل مع فريقه السابق الجزيرة الذي قدم معه مستوى فنياً رائعاً، ويعيش حالياً تحدياً كبيراً مع نفسه، خاصة أن هنالك تنافساً قوياً بين اللاعبين للدخول في التشكيلة الأساسية ويلقى اللاعب كل الدعم الفني والمعنوي من الجهاز الفني ومن الجهاز الإداري».
ووصف المدافعان إسماعيل أحمد ومهند العنزي إبراهيما دياكيه باللاعب الكبير والقادر على سد النقص في أي مركز يحتاجه فيه المدرب زلاتكو، وأشارا إلى أنه قدم مباراة كبيرة أمام «صقور الإمارات»، وبذل جهداً رائعاً توجه بهدفين حقق بهما الهدف الذي كان يسعى إليه العين، وأعفى المدرب من الحرج الذي وقع فيه بعد غياب المهاجمين أسامواه جيان وكيمبو إيكوكو.
عدد اليوم
