نيروبي- الاتحاد، عواصم، وكالات الأنباء: أعلن يوسف عمر الأزهري مستشار الرئيس الصومالي أن سلطات بلاده ستطالب الحكومة الكينية بتسليمها الشيخ شريف شيخ أحمد المسؤول الثاني في المحاكم الاسلامية الصومالية الذي سلم نفسه لكينيا، غير أنه قال: إن الحكومة الصومالية ستنتظر التحقيقات المكثفة التي ستجريها السلطات الكينية مع شيخ شريف احمد لاتخاذ قرارها بشأن تسليمه لها·وأكد الازهري في مقابلة مع قناة ''الجزيرة'' من العاصمة الكينية أن الحكومة الصومالية لن تجري حوارا سياسيا مع المحاكم الاسلامية التي تسببت في مقتل حوالي ستة آلاف صومالي على حد قوله، غير أنها على استعداد للحوار مع جميع الصوماليين لتشكيل حكومة صومالية تحظى بموافقة الشعب الصومالي، مؤ كدا ان المحاكم الاسلامية لن يكون لها دور فعال في المستقبل، غير ان عناصر المحاكم الاسلامية التي تتخلى عن العنف قد تشترك في هذا الحوار·
وعما اذا كانت الحكومة الصومالية ستصر على تسلم شريف شيخ احمد من الحكومة الكينية في حال اعلانه تخليه عن العنف قال الازهري: ''هذا سابق لأوانه''·
وقد أعلنت الحكومة الكينية رسميا استسلام شريف طواعية في مدينة ''وجير'' شمال شرقي كينيا، واكد جون كويك وزير العلاقات الاقليمية الكيني لـ''الاتحاد'' النبأ، وقال: إن السلطات تتحفظ عليه في احد فنادق المدينة، وقال: إن بلاده تجري اتصالات مع كل اطراف النزاع في القرن الافريقي لتحديد مصير الرجل·
واشار المسؤول الكيني الى ضرورة اجراء مصالحة بين الحكومة الانتقالية والقادة المعتدلين في المحاكم من اجل تحقيق الاستقرار في الصومال والمنطقة عموما، وفي مقديشو قتل اربعة مدنيين على الاقل وجرح تسعة آخرون في تبادل لاطلاق النار في مقديشو أمس، في اعقاب عملية شاركت فيها قوات حكومية صومالية واثيوبية استهدفت البحث عن اسلحة، وفقا لما افاد شهود·وجرى الحادث عندما فتح سكان في حي ''سوكاهولاها'' النار على الجنود الذين اعتقلوا شخصين، فيما كانوا بصدد تفتيش منازل بحثا عن اسلحة، وبدأ السكان المحليون يرشقونهم بالحجارة، وأطلق بعضهم النيران من بنادقهم ثم رد الاثيوبيون بإطلاق النيران، وأحرق المتظاهرون إطارات سيارات في الشوارع ورشقوا عربات تقل صحفيين محليين بالحجارة·
في الوقت نفسه، نقل موقع ''صومالي نت'' الالكتروني الاخباري عن شاهد عيان قوله: إن حوالي 40 شخصا معصوبي الاعين يشتبه في أنهم مقاتلون متشددون سابقون ألقت السلطات الكينية القبض عليهم وصلوا أمس إلى مقديشو·
وواصلت القوات الاثيوبية والحكومية مطاردتها لعناصر المحاكم الاسلامية في العاصمة مقديشو وفي مناطق واسعة في جنوب البلاد مع تأكيد مسؤولين في الحكومة الصومالية الانتقالية وجودَ قوات أميركية على الارض في جنوب الصومال تساهم بشكل غير مباشر في عمليات البحث والمطاردة عن منفذي تفجيرات نيروبي ودار السلام·
وأكد حسين عيديد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في اتصال مع ''الاتحاد'' مشاركة القوات الاميركية المتمركزة في منطقة القرن الافريقي في عمليات مطاردة فلول قوات المحاكم الاسلامية، واكد عيديد أن عددا من قوات البحرية الاميركية نزلت في منطقة راس كامبوني بالقرب من الحدود المشتركة مع دولة كينيا، حيث كان يتواجد عدد من الارهابيين الذين نفذوا عمليات تفجير سفارتي الولايات المتحدة الاميركية في نيروبي ودار السلام في ·1998
وقال الوزير الصومالي: إن القوات الحكومية يساندها الجيش الاثيوبي تمكنت من القبض على عدد كبير من عناصر المحاكم الاسلامية في جنوب الصومال، مشيرا'' الى ان الجيش الاميركي يقدم مساعدة كبيرة للقوات الحكومية خاصة في مجال المعلومات الاستخبارية اوالمراقبة الجوية، ولكن عيديد نفى ان تكون القوات الاميركية تشارك بشكل مباشر في عمليات المطاردة، وقال المسؤول الصومالي: إن القصد من مواصلة الهجمات على فلول الاسلاميين هو عدم تمكينهم من التقاط انفاسهم وتنظيم صفوف وتهديد الامن والسلام في الصومال من جديد·
واشار وزير الداخلية الصومالي الى أن قوات من الشرطة الصومالية ستبدأ في اليومين القادمين في الانتشار في كل انحاء العاصمة، كما ستقوم بتسيير دوريات في شوارع المدن الصومالية الرئيسية·
من جهته قرر الاتحاد الاوروبي أمس تخصيص مبلغ 15 مليون يورو لدعم مهمة قوات حفظ السلام الافريقية في الصومال، وأفاد بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أعقاب اجتماعهم ببروكسل بأن المساهمة تأتي في إطار الجهود الدولية لارساء الاستقرار في الصومال، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة استغلال فرص التوصل لسلام دائم هناك،
وأعرب وزراء خارجية الاتحاد عن قلقهم إزاء تطورات الاوضاع في الصومال بما في ذلك تعطل عمل مؤسسات الاغاثة·
من ناحية أخرى طالب لوي ميشيل مفوض مساعدات التنمية في الاتحاد بربط المنحة الاوروبية بعدة شروط في مقدمتها إلغاء الاحكام العرفية وضمان حرية الصحافة وعمل البرلمان·
من ناحيته أعلن وزير الدفاع المالاوي ديفيس كاتسونجا أمس ان بلاده سترسل قوات للمساهمة في قوة تابعة للاتحاد الافريقي ستنشر في الصومال، وقال كاتسونغا: إن الامم المتحدة اعطت موافقتها لمالاوي حول ارسال قوات الى الصومال ''خلال شهرين على الارجح''، واضاف ''ما زلنا نفكر في امكانية ارسال فوج او نصف فوج''·
عدد اليوم
