بيروت - ''الاتحاد'': تدخل الازمة اللبنانية في لبنان مرحلة مفصلية اليوم الثلاثاء، بعدما بلغ التحدي أوجه بين فريقي الاكثرية والمعارضة، وسط حرب تصريحات ''نارية'' غير مسبوقة في تاريخ الصراع السياسي اللبناني بلغت أقصى العبارات المسيئة·
فالمعارضة أطلقت العنان لفصائلها وفق الخطة المرسومة لتعبئة قواعدها من اجل تنفيذ هذا الاضراب واستنفرت التجمعات النقابية والاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية للمشاركة وردت الاكثرية بالتحدي من خلال الدعوة الى افشال الاضراب العام، وإظهار المعارضة بأنها غير قادرة على الامساك بزمام الشارع·
فقد دعا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة المواطنين الى عدم الاكتراث بحملات التهويل والتخويف والتهديد بالويل والثبور وعظائم الامور التي تصدر عن قوى المعارضة والى الثقة بالوطن وبالجيش اللبناني والقوى الامنية التي لن تدخر جهداً في الحفاظ على الامن والحريات وحق كل مواطن في التعبير عن رأيه وفي التصرف حسب ما يرتئيه دون ضغط او تهديد· ووعد السنيورة المواطنين بتأمين حرية التنقل دون أي إعاقة او قطع طرق ودعاهم الى العمل والسعي في طريق المستقبل والحياة· واعتبر السنيورة في مؤتمر صحافي عقده امس تناول فيه التحضيرات لمؤتمر ''باريس-''3 ان هذا المؤتمر يتيح تمكين لبنان من تجاوز الوضع الصعب بعد الاجتياح الاسرائيلي وان اهمية هذا المؤتمر تكمن في المبالغ التي ستقدم الى لبنان لكن الاهم انعقاده من أجل لبنان الرسالة والعيش المشترك، وهو لحماية لبنان وليس لفريق دون الآخر، وأن مفاعيله ستمتد الى السنوات المقبلة وهو بالتالي ليس لصالح هذه الحكومة بل لصالح الحكومات المقبلة·
وقال ''نذهب الى باريس لمصلحة المعارضة والموالاة وهناك من يعمل في المقابل على التخريب والاطاحة بهذه الفرصة، والنتيجة تعطيل لبنان ليبقى اسير المحور من اصحاب النفوذ ليسيطروا عليه وان ما سمعته في اليومين الماضيين هدفه ابقاء لبنان اسير الماضي مسجوناً في معادلة الوصاية، لبنان لن يعود الى زمن الوصاية أياً كانت ومن أي جهة أتت''، مشدداً ان لا التزامات سياسية في مؤتمر ''باريس-''3 وان المعارضة بدل ان تقدم ملاحظاتها على الورقة الاصلاحية، تعمل على التعطيل وتخويف الناس وإرهابهم·
وإذ نفى أن يكون لدى المعارضة برنامج بديل، أكد استعداده للحوار والمناقشة معها، وأوضح انه مع توسيع الحكومة وليس مع تعطيلها ومع الاستماع الى الملاحظات الجدية حول المحكمة الدولية والسير في طريق الحكومة الموسعة المتزامنة مع ابرام مشروع المحكمة، وقال ''عندها يمكن ان نتلاقى في المؤسسات من أجل التوافق على قانون جديد للانتخابات التي يجب ان تتم في موعدها الدستوري''· وأضاف: ''في الوقت الذي تجتمع فيه اكثر من 40 دولة ومؤسسة مالية لدعم لبنان، نجد من هم في الداخل والخارج يعملون من اجل تقويض لبنان الرسالة وواحة الديمقراطية''·
وتابع السنيورة: ''استمعت في اليومين الماضيين الى الكثير من المواقف والكلمات النابية والجارحة والادعاءات والتصنيفات والاتهامات ومحاولات التخوين والكلام السفيه وهو ما لم ولن أتناوله، فقط أقول ''الإناء ينضح بما فيه''·
واعتبر ان هدف كل اقطاب المعارضة واحد وهو ابقاء لبنان أسير الماضي·
وطالب السنيورة الأهالي بإرسال اطفالهم الى المدارس كالمعتاد، وان يقبلوا التحدي، والعمال الى القيام بواجباتهم كالمعتاد وزيادة الانتاج، وقال: هناك قوانين ويحاسب كل مخل بالامن وفق ذلك·وكرر القول اكثر من مرة ''نريد ان نعيش ··· نريد ان نعيش ··· لا أن نموت''·
بدوره، أكد النائب عن اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط احد أقطاب الغالبية النيابية ان يوم الثلاثاء ''سيكون يوم عمل''·
وقال ''نعول على الجيش وقوى الامن الداخلي لمنع التخريب والدولة لن تسمح بقطع الطرق، كفانا تخريبا واقفالا للمصانع وتهجيرا للسياح والنخب''· وأضاف جنبلاط في مؤتمر صحافي في منزله ببيروت ''كفانا إقفالا لوسط بيروت، نريد أن نعيش بكرامة واستقرار، واهمية مؤتمر باريس 3 ان العالم كله يجتمع من أجل ازدهار لبنان بقيادة صديق كبير للبنان هو الرئيس الفرنسي جاك شيراك''·
وتوجه الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بالقول ''تريد ان تزيل اسرائيل من الوجود؟ هذا شأنك ولكن ذلك ليس من أدبياتنا التي تقول بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل مع حق العودة والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، نحن لسنا مع ازالة لبنان، نحن مع لبنان اولاً كما قال النائب سعد الحريري''·
عدد اليوم
