الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ويبقى الأمل

22 يناير 2007 23:18
ترتقي الفكرة بوجودها ويزدهر المكان باليقين والسكينة ويمتلئ فرحاً وابتهاجاً بجمال وروعة تلك الإنسانة التي يعجز قلمي عن وصفها والتعبير عن كل ما يجول في خاطري نحوها·· يعشقها ''الأطفال'' أحباب الله في الأرض وطيور الجنة في السماء يجدون فيها كل معاني البساطة والابتسامة الصادقة هي جوهرة نادرة في خصالها الجمّة التي حباها الله إياها ونموذج فريد للوقار ومنارة للصحبة الصالحة لا تبخل على أحد بالنصيحة تأخذ بأيدينا باختصار هي صورة رائعة من صور البر والإحسان لأغلى البشر ''الوالدين'' بتنا للأسف الشديد نفقدها في كثير من بيوت المسلمين فسعيد حقيقة كل من يعرفها ويلتقي بها· عرفها الجميع بعطائها الكبير الذي لا ينضب وإيثار الآخرين على نفسها فترى الطهارة والصفاء يملآن حنايا قلبها المفعم بالحب والخير لبني البشر·· والنور والضياء يجملان ووجهها البريء مرهفة الحس فها هي التواضع يرتقي بشخصيتها الرفيعة همساتها ذكر الرحمن فلها في كتابه الكريم رفيق الدرب جولات ونفحات إيمانية تلقي بظلالها على من حولها·· خلقها الحياء وشعارها كله تفويض ويقين بالحي الذي لا يموت فسبحان من خلقها وأبدع في جمال إيمانها وروعة توكلها واستعانتها بخالق البشر أجمعين· وأمام قدر الله المحتوم الذي لا مفر منه يخيم الحزن والأسى على قلب تلك الإنسانة الطاهرة بفقدان أعز وأغلى من تملك نعم انها ''والدتها'' التي احتضنتها بكل ما تملك من مشاعر واحتوتها لآخر رمق في حياتها فكانت لها البلسم الشافي والبنت البارة والرفيقة المخلصة في كل خطواتها لم تشعر يوماً أو لحظة بالملل أو التعب كانت تعطي وتكافح من أجل إرضائها ورسم الابتسامة على وجهها ارتوت من حنانها وعطائها الشيء الكثير فلها معها ذكريات جميلة في كل زاوية من زوايا المنزل فالأم عظيمة تتدفق رياحينها شهداً لا حدود له·· غاب الصدر الحنون وغابت معه الابتسامة ولم يبقى سوى ذكراها العطرة الخالدة في النفوس العزاء الوحيد لهذه الإنسانة المؤمنة الصابرة فهكذا هي الحياة تارة تنثر علينا من رياحينها الزكية وتبث فينا الأمل والتطلع للمستقبل بقلب مليء بالطمأنينة وتارة أخرى تراها تأخذ منا بعضاً من السعادة الموجودة لدينا وتسلبها منا عنوة· ولكن هل سيبقى الحال على ما هو عليه؟ هل سندع الحزن ينتصر علينا؟ هل سيمنعنا فقدان من نحب عن ممارسة حياتنا الطبيعية؟ وهل النسيان كفيل لمواجهة الحياة؟ تساؤلات كثيرة ليس لها إجابة وفي النهاية وفي كل حال وأمام كل ما يمر بنا من مواقف وظروف يبقى الأمل بالله تعالى عنوان لكل بداية· مريم الغيثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©