الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجابر: «مصدر» نقلت الخبرة الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة إلى أوروبا

الجابر: «مصدر» نقلت الخبرة الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة إلى أوروبا
12 أكتوبر 2011 01:05
جنيف (وام) - أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”، نجاح شراكات “مصدر” الاستراتيجية مع الدول الصناعية الكبرى، مشيراً إلى أنها نجحت في نقل خبراتها الإماراتية إلى إسبانيا وأنشأت محطة “خيماسولار” أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، إضافة إلى نجاحها في توليد الطاقة المتجددة في بريطانيا وألمانيا للأغراض التجارية. وقال الجابر، خلال مشاركته في أعمال المنتدي الأوروبي لطاقة المستقبل المنعقد حالياً في جنيف، إن “مصدر” تشارك في المنتدى بهدف مواصلة الحوار، والعمل على تبادل المعرفة والخبرات في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، مشيراً إلى أن فكرة “المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل” انبثقت خلال “القمة العالمية لطاقة المستقبل” في أبوظبي، وذلك بهدف توسيع نطاق الحوار وعقد مجموعة من المنتديات المتخصصة. وأضاف أنه تم عقد المنتدى الأول في “بلباو” في إسبانيا عام 2009، وحظي بنجاح كبير نظراً للأهمية التي توليها إسبانيا لقطاع الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن الدورة الثانية أقيمت في لندن العام الماضي، وشهدت حضوراً كبيراً من كبار القادة والشخصيات، وجرت مناقشة العديد من القضايا التي تهم القطاع، وتم الإعلان عن عدد من المبادرات. وأوضح الجابر أنه تجري حالياً دراسة فكرة لعقد الدورة المقبلة من المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل في آسيا في سنغافورة أو الصين أو كوريا الجنوبية بما يسهم في تعزيز الشراكات والتعاون في القطاع. وحول أهمية لقاءاته مع كبار المسؤولين الأوروبيين حول مستقبل الطاقة المتجددة قال الجابر، إن الهدف من المنتدى هو تعميق الحوار مع شركائنا من أوروبا ومختلف أنحاء العالم. وأشار الجابر إلى الفائدة المرجوة للدولة من المشاركة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة، مؤكداً أن دولة الإمارات لها مكانتها الراسخة في قطاع الطاقة منذ نحو خمسة عقود، حيث تعد من كبار مصدري النفط والغاز، ساهمت بذلك في دعم نمو الاقتصاد العالمي من خلال توفير إمدادات الطاقة اللازمة. وأضاف أنه بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة تسعى دولة الإمارات من خلال “مصدر” إلى ترسيخ مكانتها في قطاع الطاقة والمساهمة مع المجتمع الدولي في التصدي لتحديات ضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ. وأكد الجابر أن المؤتمرات الدولية مثل المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل، والقمة العالمية لطاقة المستقبل، تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي و”مصدر” ضمن قادة الفكر في القطاع، فضلاً عن تبادل المعرفة والخبرات ودراسة الفرص والمشاريع الاستثمارية والآفاق المتاحة في الأسواق الجديدة وتعزيز علاقات التعاون مع الشركاء. وقال إن المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل يعد منصة مثالية تساعد في بناء وتوثيق أواصر العلاقات مع أكبر وأهم الشركات، بجانب توسعة العلاقات مع قطاع الأعمال العالمي، منوهاً بأن القطاع الناشئ يتسم بآفاق واعدة للنمو وتوفير العديد من فرص العمل الجديدة. وبالنسبة لمستقبل العلاقات بين “مصدر” والشركات السويسرية من خلال المنتدى، قال إن “مصدر” تمتلك هيكلية فريدة تغطي جوانب ومراحل سلسلة القيمة كافة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة بدءاً بالتعليم والأبحاث والتطوير ومروراً بتطوير مشاريع الطاقة والحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والاستثمار في تطوير التقنيات الجديدة وصولاً إلى تطوير مدينة عصرية تطبق أفضل وأرقى معايير الاستدامة، وتكون منصة حية لاختبار أحدث التقنيات. وأشار إلى أن مصدر تقدم خلال المنتدى باقة متنوعة من الفرص وتدرس مجالات التعاون المثمر فيها كافة، فيما تبحث مع مختلف الشركات السويسرية كيفية توطيد، وتعزيز العلاقات في مراحل سلسلة القيمة كافة. وفي ما يتعلق بتأسيس قرية سويسرية في “مصدر”، أوضح الجابر أن الفكرة لم تصل إلى مرحلة “المشروع”، بل تم الإعلان في سويسرا عن نية تأسيس قرية سويسرية أو تجمع للشركات السويسرية في “مصدر”. وأضاف أنه في ضوء الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم لم يتم تحديد صيغة نهائية لهذه الفكرة، ولكن من حيث المبدأ هناك اهتمام كبير لدى الشركات السويسرية بتأسيس حضور لها في “مصدر” وربما يتحقق ذلك ضمن إحدى الصيغ المطروحة خلال العامين المقبلين. وحول آثار ركود الاقتصاد العالمي على “مصدر”، قال الجابر “مصدر تتمتع بسمعة مرموقة ونقوم بإجراء الدراسة اللازمة قبل الشروع في أي استثمار”، وآثار التراجع الاقتصادي العالمي على “مصدر” كانت محدودة؛ لأننا نحرص دوما على التحلي بالمرونة والحيوية لمواكبة ظروف السوق”. وأضاف أن أهداف “مصدر” الاستراتيجية مازالت ثابتة، ولكن قد تطرأ تغيرات على كيفية العمل لتحقيق هذه الأهداف مثل تعديل المخطط الرئيسي لمدينة مصدر ليجري البناء على مراحل بدلاً من دفعة واحدة، موضحاً أن الهدف من هذه التعديلات هو مواكبة ظروف السوق والقطاع والتطورات الاقتصادية، لكن المهمة الأساسية لا تزال، كما هي في العمل على تطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة على نطاق تجاري واسع. وأشار الجابر إلى أن “مصدر” ألقت خلال المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل الضوء على اثنتين من شراكاتها مع قادة التكنولوجيا النظيفة أولاهما مشروع توريسول إنرجي المشترك الذي بدأ في مايو 2011 وتشغيلهما محطة “خيماسولار” للطاقة الشمسية المركزة في إشبيلية بإسبانيا، وثانيتهما شراكتها مع “دونج” و”إي أون” في مشروع “مصفوفة لندن” الذي يجري العمل حالياً على إنجاز المرحلة الأولى منه بطاقة إنتاجية تبلغ 630 ميجاواط عند مصب نهر التيمس. ويسلط “صندوق مصدر الأول للتقنيات النظيفة 1”، الضوء على استثماراته الاستراتيجية في شركات الطاقة المتجددة “يوروبلازما” في فرنسا و”سولتكتشر” في ألمانيا. وأكد أن افتتاح “محطة خيماسولار” للطاقة الشمسية، يمثل نقطة تحول كبرى في الدور المتنامي الذي تلعبه دولة الإمارات في قطاع الطاقة العالمي باعتبارها مركزاً رائداً للمعرفة والخبرة في مجال الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن “خيماسولار” تعتبر أول محطة تجارية في العالم تستخدم الملح المصهور لتخزين الحرارة من خلال برج مركزي يتوسط حقلاً من المرايا العاكسة. وتوقع أن يكون للمحطة تأثير كبير في مستقبل قطاع الطاقة الشمسية العالمي. وأوضح أنه يتم تركيز أشعة الشمس بمعدل ألف شعاع إلى 1، فيما يتيح استخدام الملح المنصهر بدلاً من الزيت لنقل الحرارة المولدة من أشعة الشمس المركزة لمحطة خيماسولار العمل في درجات حرارة تزيد على 550 درجة مئوية، أي أعلى بكثير من المحطات العاملة بتقنية عاكسات القطع المكافئ، وهذا بدوره يولد بخاراً عالي الضغط لتحريك التوربينات مما يزيد بشكل كبير من كفاءة المحطة. وأضاف الجابر أن تخزين الحرارة بواسطة الملح المنصهر، يعني أن توليد الكهرباء يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 15 ساعة حتى في حال غياب أشعة الشمس، الأمر الذي يعني نقلة نوعية في قطاع الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن محطة “خيماسولار” المزودة بتوربين لتوليد الطاقة يتيح إنتاج نحو 110 جيجاهرتز سنويا، بدأت بتزويد الطاقة الكهربائية عبر خط الضغط العالي إلى المحطة الفرعية في فيلانويفا ديل ري إقليم الأندلس في إسبانيا، حيث تم توصيلها إلى الشبكة، وستقوم بتزويد حوالي 25 ألف منزل بالطاقة في جنوب إسبانيا عند وصولها لقدرتها القصوى، ومن المتوقع أن تقوم بالحد من انبعاثات “30” ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا. وقال إنه يجب المساهمة في تقديم حلول فعالة تستجيب للتحديات الاقتصادية والبيئية على حد سواء، إضافة إلى توافر فرص مهمة لتحقيق استثمارات مجدية، مشيراً إلى أن الفترة بين عامي 2009 و2010، شهدت زيادة بنسبة 35% في حجم العائدات العالمية من الوقود الحيوي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقال إن قطاع الطاقة المتجددة اكتسب اهتماماً متزايداً في أنحاء العالم كافة، حيث أخذت مختلف الدول تتحرك للاستفادة من المزايا الاقتصادية لأسواق الطاقة المتجددة. وأوضح الجابر أنه يمكن للحكومات القيام بدور فاعل من خلال تطوير السياسات والتشريعات المحفزة لنمو القطاع، وذلك بما يشجع استثمارات القطاع الخاص في مجال الأبحاث والتطوير والابتكار، مؤكداً أن تحقيق التقدم التكنولوجي يساعد المناطق التي ترتفع فيها تكاليف الإنتاج مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة على الاستفادة من المزايا الاقتصادية الناجمة عن تصنيع التكنولوجيا المتقدمة. وقال الجابر إن الشركة تهدف إلى تحقيق الأرباح التجارية؛ لذا لا يتم تنفيذ أي مشروع دون دراسة الجدوى الاقتصادية، وينطبق ذلك على المشاريع كافة التي تشارك فيها سواء داخل الدولة مثل “شمس 1” الذي يجري تطويره في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي أو خارج الدولة مثل محطة “خيما سولار” للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا، ومشروع “مصفوفة لندن” لطاقة الرياح في بريطانيا، ومصنع “مصدر للألواح الكهروضوئية” في ألمانيا. وحول المشاريع المستقبلية التي تعتزم “مصدر” تنفيذها، قال الجابر إن حكومة أبوظبي حددت هدفاً بإنتاج 7% من احتياجات الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن “مصدر” تبذل كل ما في وسعها لتعزيز مكانة دولة الإمارات في قطاع الطاقة، وأكد استعدادها للتعاون مع الجهات المعنية بوضع آليات تحقيق هذا الهدف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©