الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيتر سكارليت: روائع السينما العالمية تتنافس على شاشة مهرجان أبوظبي السينمائي 2011

بيتر سكارليت: روائع السينما العالمية تتنافس على شاشة مهرجان أبوظبي السينمائي 2011
12 أكتوبر 2011 01:49
تنطلق غداً الخميس بفندق «فيرمونت باب البحر»، فعاليات افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي 2011 في دورته الخامسة، في مدينة أبوظبي، والتي تستقبل نخبة من أبرز وألمع نجوم الفن والسينما وصناعها في العالم، والذين يتبارون في مضمار الفن السابع ليقدموا إبداعاتهم على شاشة مهرجان أبوظبي السينمائي، ويتناولون قضايا مجتمعية مختلفة تحمل رسائل مختلفة للمشاهد، الذي يستمتع خلال عشرة أيام قادمة بجديد السينما من أنحاء العالم، ومن المقرر أن يتم عرض فيلم «السيد لزهر» للمخرج الكندي فيليب فالاردو في الافتتاح، والذي سيشهد أيضاً، نجوم العالم وهم يمشون على «الريد كاربيت «.. يذكر أن المهرجان سيقدم جوائز تقدر بمليون دولار، للأفلام الفائزة في المسابقات المختلفة. (أبوظبي) - تشهد الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي 2011، عروضا لنحو 200 فيلم من أكثر من 40 دولة، موزعة ما بين أفلام وثائقية وروائية وأفلام قصيرة من بينها 6 أفلام تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط و8 عروض عالمية حصرية للمهرجان. ويقول بيتر سكارليت، المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي، إن أهم ما في المهرجان أنه مكان لاكتشاف أفلام رائعة. إن نوع الأفلام التي يتاح للناس مشاهدتها في دولة الإمارات خلال العام وخارج أيام المهرجان يتركز بشكل أساسي على أفلام هوليوودية وبوليوودية - ليتكرر ذلك كل أسبوع. أروع الأعمال ويضيف بيتر سكارليت: نعرض الأفلام في برامجنا وندور العالم خلال العام، لنكتشف، ونتحرى، ونسعى لاكتشاف أروع الأعمال التي صنعت في كل مكان، ونعود بها إلى أبوظبي، لنساعد في فتح نافذة للناس هنا على الحاصل في بقية أرجاء العالم. ولعله أمر فريد من نوعه من خلال مشاهداتي في السنتين والنصف اللتين عشتهما في أبوظبي، يتمثل في أن متابعي المهرجان يشملون الجميع، مقيمين ومواطنين إماراتيون، وأعتقد أنهم أدركوا أن بإمكانهم أن يتعلموا كل شيء من مشاهدتهم الأفلام، وأن هذه المشاهدة تتيح لهم الفرصة للتفاعل في ما بينهم وتشكيل مجتمع حقيقي أثناء جلوسهم في صالة العرض، مجتمعين على كونهم مشاهدين. كما أنني أؤمن بأن الأفلام هي الطريقة المثلى لندرك ما يجري في العالم، لنتعرف على الشعوب الأخرى. لكنها أيضاً شكل من أشكال الترفية، والإثارة، والتسلية، كما أن نشوة الأفلام تشكل جزءاً أساسياً مما يقوم عليه مهرجاننا. جوهرة تأتينا ويوضح سكارليت: الأفلام تدور حول السفر، واكتشاف باقي العالم. وأؤمن بأن إحساس الاكتشاف، والانتقال إلى مكان آخر، هو أمر من السهل تجربته إن كنت جالساً في الصالة أمام شاشة عملاقة، وليس كذلك أمام الكمبيوتر أو «اللابتوب» أو هاتفك الذكي. فمتعة المشاهدة تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للأسباب التي تدفع الناس للمجيء إلى المهرجان، خاصة أن هذه الأفلام وروعتها لن تظهر ثانية، في قت قريب، على شاشات العرض في دولة الإمارات. وعن عملية اختيار الأفلام للمهرجان هذا العام قال سكارليت: الصيد يحدث على مدار العام، فقبل بضعة أشهر من افتتاح المهرجان، نفتح باب تقديم الأفلام ويجري إرسال أفلام إلينا. لكننا نكون في الخارج نمشط العالم طيلة السنة، سواء من خلال متابعة المهرجانات العالمية أو عبر السفر إلى أمكنة ليس من الضروري أن يكون هناك مهرجان حاصل فيها، لكن هناك صنّاع سينما يصورون أعمالاً جديدة ونسعى لمشاهدة ما هي آخر أعمالهم، وما هو قيد الإنتاج وما هو لم ينته، بعد لكنه سينجز قريباً. وهكذا يتراوح الأمر بين الحماسة والتعب والإحباط. ويتساءل الناس غالباً، كم عدد المشاركات التي نتلقاها، وهذا مضلل لأننا نحاول أن نعمل بشكل استباقي. لا ننتظر ما يوصله إلينا ساعي البريد بل نذهب لصيد إبداعات السينما. وأغلب أفلام برنامجنا تتشكل من أفلام نعثر عليها أو نسمع عنها في مكان ما. لكن وفي كل مرة هناك جوهرة غير متوقعة تأتينا، ولذلك فإن علينا أن نعمل بجد كما نفعل لتمشيط كل ما يصلنا. وحول المزج السينمائي في المهرجان بين الأعمال الدولية وأفلام محلية وعربية يقول سكارليت: منذ جئنا هنا من سنتين، سعينا إلى عرض آخر انتاجات السينما حول العالم إلى جانب أفلام المنطقة. ما من مسابقة منفصلة خاصة بصناع السينما العرب أو الشرق - أوسطيين. وما لامسناه أن صناع السينما العرب قدّروا عالياً عرض أفلامهم في المستوى نفسه. وهناك أيضاً تقدير لما بدأنا به من سنتين ألا وهو «سند»، صندوق المهرجان الخاص بالفيلم، والذي يمنح ما يقرب نصف مليون دولار لتطوير وإنهاء أفلام مجموعة مختارة من صنّاع السينما العرب. فقد ساهمنا هذا العام في تهيئة محصول وافر من الأفلام للعام المقبل، أربعة أفلام من التي بدأنا بها العام الماضي متواجدة في برنامج هذا العام. وفي برنامج «آفاق جديدة» المكرس للمخرجين في فيلمهم الطويل الأول أو الثاني، ركزنا في هذا العام على الافلام الروائية الطويلة حصراً مقدمين مجموعة قوية من الأفلام. روائع السينما العالمية ويؤكد سكارليت ان أبرز ما يحمله المهرجان هذا العام، يتمثل في التعرف على آخر ما يقدمه صنّاع السينما العظام. ونحن سعداء لأننا سنقدم قائمة قوية هذا العام. وأورد هنا بشكل عشوائي اسم اندري زفياكنتسوف، واحد من أهم المخرجين الروس، حيث سيقدم جديده في المهرجان، وأهم مخرجي كندا ديفيد كروننبيرج، ومن إيطاليا ناني موريتي، بينما من أميركا تحضر أفلام كل من ستيفن سودربيرج، ومارتن سكورسيزي، وجورج كلوني، ومن انكلترا يحضر فيلم مايكل وينتربوتوم، ومن ألمانيا فيم فيندرس وفيرنر هيرتسوج. وكذلك جيمس مارش صاحب الأوسكار عن فيلمه «رجل على الحبل»، يأتي بوثائقي جديد بعنوان «ارتوار ربشتاين»، ومن اليابان يحضر فيلم هيروكازو كور إدا، ومن إيران جديد أصغر فرهادي، ومن الصين تشين كياج. هذه بعض أسماء من السينما العالمية التي نفخر بعرض أفلامها الجديدة هنا. لدينا في الوقت نفسه عدد من الأفلام لمخرجين في فيلمهم الأول أو الثاني أو الثالث. مثلما هو الحال مع مرجان ساترابي التي عرفناها بفيلمها «بيرسبوليس» المأخوذ عن رواية مصورة لها وحظي بحضور عالمي كبير منذ بضع سنوات، وها هي الآن تأخذ عن رواية مصورة ثانية لها بعنوان «دجاج بالبرقوق» لكن لتقدمها هذه المرة في فيلم حي وحقيقي يمثل فيه ماثيو امرليك شيرا ماستروياني وايزابيلا روسليني وآخرين. امرأة شابة أخرى من اسكتلاندا تأتي بفيلم جديد ثالث لها بعنوان «يجب أن نتحدث عن كيفن» من بطولة تيلدا سوينتون، بينما يقدم الروماني أدريان سيتارو بعد فيلمه الرائع «مدمن» جديده بعنوان «أفضل النوايا». سحر الوثائقي أما من ناحية الافلام الوثائقيه، فيقول سكارليت: يمضي فيرنر هيرتسوج إلى كهف اكتشف بالصدفة صانعاً فيلماً استثنائياً ثلاثي الأبعاد عن أقدم وثيقة للفنون الإنسانية: رسوم كهوف رسمت قبل 32 ألف سنة. ووثائقي ثلاثي الأبعاد آخر يقدمه فيم فاندرز عن أعظم راقصة ومصصمة رقصات بينا باوش. ومن الهند تأتيتنا قصة لا تنسى عن عدّاء مارثون عمره سنتين يطلق عليه لقب «صبي المارثون» إنها قصة غريبة من الصعب اختراعها تدفعني للتأكيد على أن الواقع أغرب من الخيال حقاً. منذ انتقلت إلى هنا اعتدت على تساؤلات الناس «هل هو فيلم حقيقي أم وثائقي؟» إنه تميز غريب بالنسبة إليّ، وبعد كل هذه السنوات في العمل السينمائي، أعترف بأنني أصبحت أكثر ميلاً للأفلام الوثائقية منها إلى الروائية. ربما لأن القصص أكثر حيوية، وربما لأن الأفلام الروائية، عدا بعض الاستثناءات المضيئة، ليست إلا إعادة لقصص سمعنا بها من قبل. أو لأن عالمنا أكثر حيرةً واضطرباً بما يعطي صنّاع الوثائقي القدرة على التعامل معه بشكل أفضل، وبالتأكيد، التلفزيون، الأميل لإعطائنا شذرات من الحاصل. ثم إن صناع الأفلام الوثائقية يستغرقون ما يكفي من الوقت لاكشتاف ما يستحق حقيقة الاكتشاف من الأعماق. لدينا مثال جيد على ذلك وهو فيلم هولندي عنوانه «مكان بين النجوم»، إخراج ليونارد ريتيل هيلمرتش، والذي يسرني القول إنه انتقل للتو إلى أبوظبي وسيدرٌس في جامعة نيويورك أبوظبي لعدة سنوات. إنه ثالث فيلم له عن عائلة في أندونيسيا، أمضى معها عدداً من السنين. لا يظهر هيلمرتش نفسه في الفيلم كراوٍ خارق للقصص، بل كمصور استثنائي أيضاً.. هناك لقطات في الفيلم تسرق الأنفاس.. الناس الذين يصورهم الفيلم لا يعيشون في ظروف مريحة، إنهم على حافة الفقر.. لكن الأريحية التي يبدونها في حضوره تتيح للمشاهد التعاطف والضحك كما لو أنهم يشاهدون فيلماً كوميدياً.. أعتقد أن ذلك يبشر بسينمائي عظيم. أفلام وثائقية أخرى نعرضها هذا العام تلتقي مع فيلم جاء كنتيجة لاكشتاف بالصدفة لصناديق عثر عليها في قبو في مبنى التلفزيون السويدي في استوكهولم لصور التقطت في أميركا عام 1960، واسم الفيلم «القوة السوداء: الشرائط الأرشيفية 1967 – 1975» والذي يعطينا نظرة لا سابق لها على تاريخ حركة الفهود السوداء في ستينيات أميركا. يحتوي الفيلم مادة لم يرها الأميركيون إلا بعد أن صنع الفيلم. والمخرج العراقي محمد الدراجي الحاضر عالمياً، والذي سبق أن قدم هنا العرض الأول لفيلمه «ابن بابل»، كان آخر أفلامه «في أحضان أمي»، حيث عمل هذه المرة مع أخيه عطية متناولاً رجلا في بغداد افتتح داراً للأيتام يحميهم من الأخطار المحدقة بهم في هذه المدينة خلال السنوات الأخيرة. أفلام للعائلة وعن الفعاليات يتحدث سكارليت: أردنا عرض أفلام ملائمة لجميع أفراد العائلة وترضي الجميع. إن كنت تعرض فيلماً على شاشة ضخمة في الهواء الطلق فعلى الفيلم أن يكون حول موضوع كبير، أو بجموع كبيرة من الممثلين أو كبيراً بطريقة أو أخرى. إنه فيلم لن تكون سعيداً بمشاهدته في صالة صغيرة. كما أنه فيلم تتمتع به في الهواء الطلق مع آلاف البشر على شاشة عملاقة، وأتمنى أن نكون اخترنا ما يتناسب مع الناس. وفي سؤال عن ماذا سيقدم المهرجان هذا العام من السينما في الماضي يقول سكارليت: يركز المهرجان على الحاضر، لكن هناك دائماً شذرات من الماضي. هذا لن يتغير هذا العام، إذ إننا ننتهز فرصة تقديم استعادة متواضعة لمعلم تاريخي كبير. يصادف عام 2011 ذكرى مرور 100 سنة على ولادة الروائي المصري العظيم نجيب محفوظ العربي الأول الذي نال جائزة نوبل للآداب. كما أنه أول كاتب عربي ينغمس في السينما وقد عمل سنوات طويلة في صناعة الفيلم، عمل كموظف، وعمل في رقابة الأفلام المصرية لفترة. وثّق محفوظ تاريخ أمته العريقة في كتبه الكثيرة ولذلك يعتبر «بلزاك مصر». كان نجيب محفوظ حاضراً في السينما لأن العديد من رواياته اقتبست للسينما، ولأنه أيضاً كتب سيناريوهات أفلام لا علاقة لها برواياته. سنقوم بعرض أفضل ثمانية أفلام منها، 6 مصرية و2 منها انتجت في المكسيك، واحد من الفيلمين هو نسخة مكسيكية من الفيلم المصري «بداية ونهاية»، ومن الساحر مشاهدة كم تشبه مكسيكو سيتي القاهرة، ما يجمع المكانين مدهش. يمتلك هذا الكاتب الرائع قدرة سردية للقصص ذات خصال سينمائية، عندما تقرأ كتبه فإن بمقدورك تخيلها بصرياً والفيلم الذي يمكن صناعته منها. إننا سعيدون جداً أن هناك برنامجا خاصا ومثيرا سيقدم كجزء من «يوم العائلة»، السبت المقبل، وإن كان ليس مخصصاً فقط للعائلة، حيث سيقدم المؤرخ السينمائي، وجامع الأفلام، وعازف البيانو، والراوي سيرجي برومبيرج برنامجاً بعنوان «أنقذ من اللهب» يتألف من أفلام كان يعتقد أنها فُقِدت، لكن تم العثور عليها مجدداً وترميمها مؤخراً، مثل «رحلة إلى القمر» (بالألوان) و»رحلات أخرى عبر الزمن»، و»اللون والفضاء» مجمّعاً افلاماً عن رحلات رائعة بما فيها فيلم تحريك نادر عن الرجل الذي اخترع ميكي ماوس. خيال علمي ويشير سكارليت إلى أن أبرز ما يحمله هذا البرنامج، يتمثل في تقديم أول فيلم خيال علمي إضافة لكونه واحداً من أول الأفلام الناجحة في العالم. «رحلة إلى القمر»، إخراج الفرنسي العظيم جورج ميلييس وقد انتج عام 1902 ومأخوذ عن قصة لجول فيرن. صوّر الفيلم بالأبيض والأسود وبالألوان، لكن في العام الماضي فقط تم ترميم النسخة الملونة، والفضل يعود للجهود المضنية والعمل المكلف مالياً الذي بذلته لوبستر للأفلام، وشركة برمبيرج في باريس بالتعاون مع مؤسسة جروباما جان للسينما ومؤسسة تكنوكلور للتراث السينمائي. لم يقوموا فقط بعمل رائع في جعل الفيلم كما كان عليه قبل 109 سنوات، بل أيضاً لم ينسوا حقيقة أن ميلييس كان يتعامل مع موسيقيين مناسبين لمصاحبة عروض أفلامه الصامتة. وكنتيجة لذلك ألفت الفرقة الفرنسية «اير»، التي سبق لها أن ألفت موسيقى أفلام صوفيا كوبولا، موسيقى جديدة لعرض الفيلم. ويضيف سكارليت: كما سيكون لدينا مساحة لعرض عدد من الأفلام السويدية الجديدة. فإننا اكتشفنا السينما السويدية مع أفلام انجمار برجمان. سنعرض بعضاً من أفلامه بما فيها «التوت البري» (1957) تمثيل فيكتور خوسترام، والذي غيّر نظرتنا إلى الفيلم باعتباره نمطاً فنياً جاداً، وسيعرض بنسخة جميلة جديدة. ثقافة سينمائية يقول سكارليت: ما زلنا نتعلم كيف نصل إلى المشاهدين هنا.. لدينا برامج خاصة بالمدارس والجامعات، ونحاول أن نصل إلى المزيد من الناس من خلال الانترنت. نريد أن يشعر كل واحد بأنه مرحب به في المهرجان، وهذا سبب آخر لقيامنا بعروض الهواء الطلق.. ونتمى أن تهيمن روح الحماسة والتميز على كل من يتابع برامجنا، بغض النظر إن كان من مواليد أبوظبي أو جاء من مكان بعيد ليعيش فيها. لقد أصبحوا جزءاً من التفاعل الحماسي الذي يجري أثناء فيلم ينال إعجاب الناس، وهذا ما ينّمي الثقافة السينمائية ويشجع المشاهدين ليكونوا تواقين لثقافة الفيلم والتعلم أكثر.. أعتقد أننا بدأنا بداية جيدة.. أو على الأقل أتمنى ذلك، وهذا عائد لمتابعينا ليقرروا ذلك. ونأمل أن يكون مهرجان هذا العام ممتلئاً بالفعاليات المثيرة بما يتناغم مع العدد المتزايد لعشاق السينما هنا في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©