الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فضيحة القهوة الإندونيسية تعكر مزاج الشركات العالمية

فضيحة القهوة الإندونيسية تعكر مزاج الشركات العالمية
22 يناير 2007 21:21
إعداد- مريم أحمد: صعقت كبرى شركات الأغذية والمشروبات العالمية مؤخرا بسبب الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن احتمال قيامها بشرائها قهوة تمت زراعتها بطرق غير قانونية في محميّتين وطنيتين في جزيرة سومطرة الإندونيسية، فيما تشير مصادر مطلعة إلى أن حوالي 5 في المائة فقط من القهوة المعروضة في الأسواق العالمية مضمونة الجودة· ووفقا لنتائج بحث أجري مؤخرا من قبل منظمة حماية البيئة العالمية وبعض المجموعات البيئية كمجموعة فلورا وفونا العالمية، فقد تمت إزالة عشرات الآلاف من هكتارات أشجار الغابات الممطرة في محميّتي بوكيت باريسان سيلاتان، وكرينتشي سيبلات الإندونيسيتين الوطنيتين، ومن ثم تمت زراعة نباتات الروبوستا· وقد تمت الإشارة إلى زراعة القهوة على هذه الأرض بمزجه مع حبوب زراعية أخرى قبل تصديره من مدينة لامبانغ، إحدى المقاطعات الجنوبية في جزيرة سومطرة الإندونيسية· الجدير بالذكر أن إندونيسيا تُعَدّ إحدى أكبر الدول المنتجة والمُصَدّرة للقهوة في العالم، حيث تحصد حوالي 500 ألف طن من الحبوب سنويا، تبيع منها حوالي 65 في المائة· وقال جوناثان أتوود، مدير قسم صلاحية السلع الغذائية في شركة كرافت: إن الشركة عبرت عن قلقها من صحة الأخبار التي تفيد بعدم شرعية القهوة المزروعة في محميّات إندونيسيا الوطنية، وأنها تعاونت مع منظمة حماية البيئة العالمية لإيقاف عمليات شراء هذه القهوة ''المغشوشة''· ووفقا لما أفادت به ديبي مارتير، خبيرة حماية البيئة لدى مجموعة فلورا وفونا العالمية البيئية، فقد تم تخصيص 18 ألف هكتار من أرض محميّة كرينتشي سيبلات لزراعة القهوة· وأضافت: '' يقوم تجار القهوة بالاستعانة بأناس عاديين من لابانغ لتنظيف الأراضي، ومن ثم زراعة القهوة عليها· وهذا بدوره يسبب أضرارا كبيرة لأنها تتم على يد مزارعين لا خبرة لديهم· وتقف الشرطة والسلطات المعنية مكتوفة الأيدي دون اتخاذ أية إجراءات رادعة·''· وأشارت مارتير إلى أن مجموعات البيئة المحلية قد اشتبهت بتورط عضو في المنظمة الإندونيسية لمُصَدّري القهوة في عملية الزراعة غير القانونية للقهوة· ومن ناحيته، نفى راكيم كارتابراتا، أمين سر منظمة مصدري القهوة الإندونيسية، معرفته بالأمر، وقال: ''نحن منظمة لمصدري القهوة ولسنا مزارعين أو تجار، لذا لا يجب أن يتورط الأعضاء في هذه المرحلة المتمثلة في زراعة القهوة''· لكنه أضاف أن من السهل مزج الحبوب التي تمت زراعتها بطريقة غير شرعية مع المحاصيل النقية التي تمت زراعتها بالطريقة الشرعية التقليدية· وتابع: '' يتم جمع القهوة وتخزينها في مستودعات خاصة ولا توجد هنالك أية مراقبة لمعرفة مصادر الحبوب لذا يصبح من الصعب التمييز بين المحاصيل الشرعية وغير الشرعية وقت التصدير·'' وألقى أمين سر المنظمة الإندونيسية لمصدري القهوة باللوم على الحكومة الإندونيسية لعدم سنّها للقوانين الرادعة· وقال:'' من واجب الحكومة وضع قوانين توجيهية وعقوبات رادعة فيما يخص طرق استخدام الأراضي''· من ناحية أخرى، أكدت شركات القهوة على أن من الصعب تتبع المصدر الحقيقي للقهوة التي يبتاعونها وذلك لأنهم يشترونها من التجار· وأشارت شركة نستله الشهيرة إلى أن نسبة لا تقل عن 14 في المائة من القهوة التي تبتاعها تأتي مباشرة من المنتجين، ما يجعلها من أكبر مشتري القهوة في العالم· وحسب إحصائيات شركة نستله في إندونيسيا، فإن الشركة تبتاع حوالي 11,500 طن من القهوة من لامبانغ سنويا· وكانت شركات القهوة قد ضاعفت مؤخرا من جهودها لتتبع مصدر حبوب القهوة التي تبتاعها من الأسواق· وأكدت شركة نستله، التي تواجه ضغوطا من نشطاء البيئة، إلى أنها ستكثف جهودها لمراقبة عمليات شراء القهوة من إندونيسيا للتأكد من جودة القهوة المُبتاعة· وكانت شركة أولام انترناشيونال، إحدى الشركات الغذائية الشهيرة في سنغافورة والتي استوردت حوالي 13 ألف طن من القهوة من لامبانغ في الفترة من يوليو إلى ديسمبر من العام الماضي، قد أبدت رغبتها في التعاون مع المنظمات البيئية لحل هذه المشكلة· الجدير بالذكر أن حوالي 2 في المائة من القهوة التي تبتاعها شركة كرافت تعد من المنتجات المضمونة الجودة من مجموعة رينفوريست أليانس الأميركية غير الربحية، التي تتبع معاييرا بيئية واجتماعية· وأشار كريس ويل، رئيس قسم صلاحية المنتجات الزراعية بالمجموعة الأميركية، إلى أن حوالي 5 في المائة فقط من القهوة المعروضة في السوق العالمية تكون مضمونة الجودة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©