الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا بعد ثلاث سنوات من مقتل القذافي

25 أكتوبر 2014 01:00
قبل ثلاث سنوات، وفي العشرين من أكتوبر، قتل معمر القذافي. وبينما ذكرت الحكومة الليبية المؤقتة أنه قتل في تبادل لإطلاق النار، كانت هناك دلائل تشير إلى حدوث شيء آخر. فقد أظهرت مقاطع الفيديو الأخيرة، التي تم التقاطها، القذافي وهو في حالة من الفزع ومخضب بالدماء، ويحيط به حشد من المقاتلين المتمردين أثناء الزج به داخل شاحنة. ولم يتمكن التحقيق الذي أجرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» بعد مرور عام من الوصول إلى نتيجة فيما يتعلق بظروف مقتل القذافي، لكنه أشار إلى أنه قد يكون تم إعدامه. لقد كانت نهاية محزنة ومروعة، لكن الكثيرين زعموا أن هذا ما كان يستحقه القذافي. لقد ظل يرأس ليبيا الغنية بالنفط كحاكم مستبد قرابة 42 عاما، وسحق المعارضة بوحشية متكررة إلى جانب قيامه بتمويل الإرهاب الدولي. وهاجم القذافي ثورات الربيع العربي التي اجتاحت ليبيا، واصفا أعداءه بأنهم «جرذان»، كما قتل وأصاب الآلاف من شعبه. لقد كان موت القذافي علامة، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات، لا يمكن وصفه بالأمر الجيد. ففي 20 أكتوبر 2014، نجد ليبيا في حالة من الفوضى أكثر من أي وقت مضى. وفي وضع مربك وفوضوي، تشهد ليبيا قتالا مقسما بين القوميين العرب والإسلاميين والميليشيات الإقليمية وغيرهم. ونظرا لمثل هذا الوضع، فمن غير المعقول أن نتساءل ماذا عساه أن يحدث لو لم يمت القذافي. لقد أثارت الصحفية الأيرلندية المقيمة في ليبيا «ماري فليتزجيرالد هذا الموضوع على تويتر يوم الإثنين الماضي. وكتبت «في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات مات القذافي بطريقة شنيعة. والعديد من الليبيين يقولون إنهم كانوا يفضلون رؤيته ماثلاً أمام العدالة في المحكمة». إن هذا سؤال مهم، ليس فقط بالنسبة لليبيا، ولكن للمنطقة بأسرها، وأيضا بالمفهوم الأوسع للقانون الدولي. من جانبه، أشار «كريستوفر شيفيز»، عالم سياسي بارز في مؤسسة راند، إلى أن مثل هذه النتيجة كانت ممكنة: بينما تدخلت قوات الناتو في ليبيا، لم يكن في نيتها أن يموت القذافي، وكانت هناك آمال أن يكون لدى دولة أخرى النية لأخذه في المنفى. وقبل بضعة أشهر من مقتل القذافي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقاله لمزاعم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وهو القرار الذي أشادت به جماعات مثل هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية. وقد رفضت الحكومة الليبية تأييد هذه التهم ووصفت المحكمة بأنها «أداة العالم الغربي لمحاكمة قادة العالم الثالث». وقال «شيفيز»: «في النهاية، هذا لا يهم، فقد قتل القذافي على يد شعبه. وهذا ليس من المستغرب نظرا للطريقة التي كان يحكمهم بها». ولو كان القذافي قد مَثُل للمحاكمة، سواء أمام المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها، لكان أمام ليبيا فرصة لتحقيق السلام والمصالحة بعد نهاية نظامه الدموية. ولكان بالإمكان أن يكون هذا بمثابة عملية بناء حيوية لدولة عاشت أكثر من أربعة قرون تحت حكم القذافي غريب الأطوار. ونظرا لطبيعة الانقسامات التي لا تصدق والتي تشهدها ليبيا اليوم، فإن البعض يتساءل هل كانت محاكمة القذافي ستسهم في توحيد قوى الحكم المتباينة في البلاد. ولكن من الصعب القول على وجه اليقين إنه كان بالإمكان التوصل إلى نتائج أخرى غير مرغوبة بدرجة أقل. ومن ناحية أخرى، تشير «تمارا كوفمان ويتس»، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، إلى المشاكل التي تعترض محاكمة «سيف الإسلام القذافي»، نجل الديكتاتور الراحل حيث بدأت الحكومة الليبية المؤقتة محاكمته في وقت سابق من هذا العام، لكنها واجهت انتقادات دولية لكيفية تناولها للقضية. ويتضمن هذا على سبيل المثال فشل الحكومة في توفير التمثيل القانوني الكافي للمتهمين في هذه القضية. وفي نهاية الأمر، فإن الكثيرين يشعرون بأن الحكومات الغربية التي كانت تتوق لإخراج معمر القذافي من ليبيا قد فشلت في تحقيق الاستقرار في البلاد بعد موته. يتساءل «شيفيز» هل كانت ليبيا ستكون أفضل اليوم لو كان القذافي على قيد الحياة؟ ربما لا. لكن القضية الحقيقية هي لماذا أهمل المجتمع الدولي إعادة إعمار الدولة بعد الصراع. محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©