العين ليس فريق اللاعب الواحد ··فاز في غيابي وخسر بوجودي

(تصوير حسام الباز) - فرضت ظروف الإصابة التي تعرض لها الساحر التشيلي خورخي فالديفيا ''''25 سنة الشهر الماضي غيابه خمس مباريات خاضها فريقه العين مؤخراً في بطولتي الدوري والكأس، وتركت حزناً عميقاً في نفوس الجماهير العيناوية الذين وضعوا أياديهم على قلوبهم خوفاً من أن يبتعد نجمهم المحبوب لفترة طويلة، ولكن جاءهم الخبر السعيد وأثبتت صور الأشعة أن ''فالدي'' مصاب بالتواء في القدم وأن غيابه لن يتعدى الثلاثة أسابيع· وبالرغم من أن برنامجه العلاجي لم يكتمل، إلا أن المدرب شايفر اضطر إلى ضمه إلى قائمة الاحتياط في لقاء العين والظفرة الذي جاء في مرحلة المربع الذهبي من بطولة الكأس، وذلك تحسباً لأي ظروف قد تفرض عليه الدفع به ولو في جزء من زمن اللقاء· وبالفعل حدث ما توقعه المدرب وتأخر الزعيم بهدف ليقرر شايفر مشاركة النجم التشيلي الذي استطاع أن يعيد للعين توازنه ويكون أحد أسباب الفوز وتأهل البنفسج للمباراة النهائية· ولأنه يملك الحلول في كافة الظروف، ولهذه الميزة أطلق عليه لقب ''الساحر''· ''الاتحاد'' التقت فالديفيا في حوار شامل تحدث فيه عن كل شيء· في بداية الحوار تحدث فالديفيا عن الانطباع الذي رسخ في ذهنه عن نادي العين بعد مضي أكثر من سبعة أشهر، حيث أكد أن التجربة العيناوية أضافت إليه بعض النواحي الإيجابية على صعيد المستوى الفني واكتساب المزيد من الخبرة· وقال: ''كرة القدم لا تختلف في الإمارات أو البرازيل أو تشيلي أو أي مكان في العالم ويبقى الفارق في المستوى الفني الذي يقدمه النجوم هو وجه الاختلاف بين بلدٍ وآخر· وكل ما في تجربة العين أنها تجربة جديدة في بلد جديد ألعب فيه لأول مرة وأسعى بكل قوة لمساعدة فريقي على حصد البطولات وتحقيق الطموحات ولا شك أنها أضافت شيئاً إلى رصيدي''· وقال: ''الجو في نادي العين رائع ومثالي ويشجع على التفرغ لتجويد الأداء· كما أن لاعبي العين متميزون في علاقاتهم مع بعضهم البعض ويعملون مع جهازهم الفني والإداري كفريق عمل واحد· الجميع متعاونون لأبعد الحدود وملتزمون بكل صغيرة وكبيرة مما يعطي انطباعاً عن العين بأنه نادي كبير ومحترف بمعنى الكلمة· والعين يتمتع بقيادة تسعى لبلوغ أعلى القمم تحت قيادة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس نادي العين وهيئة الشرف وسمو الشيخ هزاع بن زايد النائب الأول لرئيس نادي العين وهيئة الشرف رئيس مجلس إدارة شركة العين الرياضية لكرة القدم· وأشاد فالديفيا بالاهتمام الذي خصه به القطب العيناوي محمد بن ثعلوب الدرعي عضو مجلس إدارة شركة العين الرياضية لكرة القدم خلال فترة ابتعاده عن الفريق بسبب الإصابة ومتابعته لحالته وسؤاله الدائم عنه· لم أتلق أي عرض وخلال الحوار نفى فالديفيا حصوله على أي عرض في الفترة السابقة من أي جهة سواء من داخل الدولة أو خارجها، وقال: ''أحترم عقدي مع العين وقد حضرت إلى هنا لكي أقدم خدماتي للفريق العيناوي وأن أساعده مع بقية زملائي اللاعبين في بلوغ منصات التتويج والفوز معه بالبطولات· ولكن هذا لا يمنع من دراسة أي عرض يصل إلي من الأندية الأخرى سواء كان على المستوى المحلي أو الخارجي· ولكنني لن أنتقل للعب مع أي فريق آخر دون موافقة ورغبة قيادة نادي العين، ليس هذا فحسب بل شريطة أن تتم كل الخطوات بمباركة نادي العين وأن تحقق الصفقة كل طموحات الأطراف المعنية· وقد حدث الشيء نفسه من قبل عندما كنت محترفاً بفريق بالميراس البرازيلي وتقدم العين بعرض للتعاقد معي ولم تتردد كل الأطراف عندما اقتنعت بأن الصفقة تحقق رغبات الجميع وتلبي طموحاتها· ورغم كل شيء أقول أنني وجدت في نادي العين كل سبل الراحة والعناصر التي تساعد على النجاح وتقديم المستوى الفني الأفضل''· وأما بخصوص تجديد العقد مع نادي العين لفترة أخرى قال فالديفيا: ''عقدي مع العين لأربع سنوات أوشكت السنة الأولى منه على الانتهاء ومازالت هناك ثلاث سنوات أخرى ولا أدري ماذا سيحدث خلال هذه الفترة أو بعدها''· وتابع: ''ربما يكتفي العين بالأربع سنوات ويطلق سراحي للعب لأي جهة شئت أو ربما يطلب مني توقيع عقد جديد ولا أمانع في هذه الحالة وكل الاحتمالات واردة ولا أود أن أسبق الأحداث وسأترك كل شيء إلى أن يحين موعده وبعدها لكل حادث حديث''· البطولات الثلاث سالنا فالديفيا عن العين وهل ستكون محطة لتنطلق منها للعب في أحد الدوريات الأوروبية، فقال: ''أخطط للعب في صفوف أحد الأندية الأوروبية، ويبقى الدوري الأسباني هو حلمي المنتظر والذي أسعى للمشاركة فيه مع أي نادٍ من الأندية الصفوة بعيداً عن تلك التي تصارع دوماً من أجل الهروب من القاع والابتعاد عن هاوية الهبوط· ولكن كل تركيزي ينصب حالياً في كيفية الفوز مع العين بالثلاث بطولات التي أصبح فيها الزعيم طرفاً أساسياً''· وعن إمكانية أن يجمع العين في هذا الموسم بين الثلاث بطولات قال: ''كل المباريات المقبلة لا تخلو من الصعوبة وليس من السهل القول بأن العين سيفوز في كل المباريات في المسابقات الثلاث وقد شاهدنا مؤخراً كيف استطاع فريق الظفرة أن يتعادل مع العين بالرغم من تقدم الأخير بهدفين نظيفين''· دوري المحترفين وعن أفضل الاندية في الدوري قال: ''فرق الأهلي والجزيرة والعين تعتبر الأميز في الدوري المحلي بجانب فريق الوحدة الذي يقدم مستوى لافتاً بالرغم من أنه أخفق في انتزاع الفوز في العديد من مبارياته· وقال إن هذه الفرق تضم لاعبين مهرة ومميزين وهي صاحبة تكتيك فني عالٍ، مشيراً إلى أن مستوى بقية فرق المسابقة لا بأس به إلا أن الفرق الأربعة هي التي تصنع الفارق في الدوري الإماراتي''· وأشار فالديفيا إلى أن دوري الإمارات يضم كوكبة من النجوم المتميزين أبرزهم على صعيد اللاعبين المواطنين العيناوي علي الوهيبي والوحداوي إسماعيل مطر والأهلاوي فيصل خليل وغيرهم كثيرون، إلا أنه لا يعرف الأسماء تحديداً فضلاً عن البرازيليين أوسانساو وبنجا وبيانو وريناتو الذين يعتبرهم الأفضل على مستوى المحترفين الأجانب وهم الذين يسجلون معظم أهداف فرقهم· مطلوب مضاعفة الجهود وبسؤاله إن كانت مشاركة فريق العين في ثلاث بطولات في هذا الموسم قد تضع لاعبيه تحت الضغط العالي وفيما إذا كان الزعيم قادرا على الجمع بين البطولات الثلاث قال فالديفيا: ''عندما تلعب من أجل الفوز بأي بطولة فمن الطبيعي أن يضع ذلك اللاعبين تحت ضغطٍ عالٍ، ولكن من المفروض أن يملكوا الثقة بالنفس والشجاعة الكافية حتى يحولوا الضغط إلى عامل نجاح إيجابي''· وأردف قائلاً: ''في شأن الفوز ببطولات هذا الموسم من الصعب أن أرشح فريقاً بعينه ولكنني أستطيع القول أن بإمكان العين أن يحصد كل البطولات ولكن بشرط أن يعمل بقوة وأن يضاعف ويرفع من درجة جهوده بعيداً عن غياب أي من عناصره الأساسية إذ أن ذلك قد يؤثر على مستوى الأداء''· وتحدث فالديفيا عن بداية مشواره الكروي مؤكداً أنه كان مولعاً بممارسة كرة القدم في الشوارع والحواري وبين الأزقة في تشيلي، وكان اللعب يمتد لساعات طويلة من النهار· وقال إنه انضم إلى نادي كولو كولو التشيلي ولم يتعد عمره الثماني سنوات، وتحول إلى عالم الاحتراف عندما وصل إلى سن السابعة عشرة لكنه لم يكن أساسياً، مشيراً إلى أن هذه واحدة من المراحل الصعبة التي واجهته في مشواره الاحترافي ليقرر ناديه إعارته إلى أحد الأندية التشيلية حتى يحصل معه على فرصة المشاركة ويقوى عوده ويكتسب المزيد من الخبرة قبل أن يعود مرة أخرى إلى ناديه السابق كولو كولو· وقال إنه ''يعشق اللعب في وسط الميدان وظل يلعب في مركز الوسط المهاجم ولم يبدله عبر مشواره الطويل· وبسؤاله عن أوجه الشبه والاختلاف بين اللعب في الإمارات والبرازيل من منطلق أنه لعب لأحد أنديتها وهو بالميراس، قال فالديفيا إن مستوى الدوري في البرازيل قوي لأبعد حد والمنافسة بين الفرق على أشدها بسبب تقارب مستوى الأندية هناك· وأضاف: ''بالرغم من مشاركة عشرين فريقاً في الدوري البرازيلي من أندية الممتاز، إلا أنه لا يوجد فريق قوي وآخر ضعيف وكل فريق مؤهل لتحقيق الفوز على الفريق الآخر، لأن كل اللاعبين محترفون احترافاً كاملاً وحقيقياً، وهذا ما يضفي على المباريات نوعاً من الصعوبة والقوة والإثارة، حيث يلعب أحد عشر محترفاً في هذا الفريق مقابل أحد عشر محترفاً آخر في الطرف المنافس· وهذه الخاصية تجعل الأمر في البرازيل مختلفاً عن ما يجري هنا في دوري الإمارات وأيضاً في الدوري التشيلي''· العين جاهز دائماً وفي تعليقه على ما ظل يردده الكثيرون في الآونة الأخيرة عن فريق العين بأنه فريق اللاعب الواحد ويعتمد فقط على لاعبه فالديفيا ولا يقدم الأداء المنتظر إلا في وجوده، نفى النجم التشيلي أن يكون العين فريق اللاعب الواحد وقد أثبت هذه الحقيقة أكثر من مرة، مشيراً إلى أن الزعيم حقق الفوز عدة مرات في غيابه وأنه خسر من الجزيرة في الدور الأول من دوري المحترفين بالرغم من مشاركته في ذلك اللقاء· وأضاف: ''العين تعادل في الدور الثاني مع فريق الظفرة على ملعب ستاد خليفة بن زايد، نظراً لقلة الخبرة التي يجب أن يتمتع بها اللاعبون عندما يكون فريقهم متقدماً على خصمه· ولم يستطع اللاعبون المحافظة على تقدمهم بهدفي السبق ليسمحوا لضيفهم بتحقيق التعادل، كما أن اللاعبين عندما واجهوا الخليج في الجولة الثالثة من الدور الحالي ظنوا أن مهمتهم ستكون سهلة من منطلق أنهم يواجهون متذيل الترتيب، إلا أن ظنهم لم يكن في محله بعد أن انتزعوا فوزاً صعباً من خصمهم· أما في لقاء الشباب فقد لعب الفريق العيناوي بشكل رائع إلا أن الحظ عانده في التسجيل بعد أن أهدر مجموعة من الفرص''· وعندما سألناه عن شعوره وهو يتابع مباريات العين من المدرجات وتشاهد زملاءك يهدرون الفرصة تلو الأخرى، أجاب فالديفيا قائلاً: ''أسوأ شيء في كرة القدم أن تجلس في المدرجات وتشاهد فريقك يواصل مسلسل ضياع الفرص وأنت غير قادر على مساعدته··إنها لحظات صعبة تصيب اللاعب بالحزن والحسرة في آنٍ واحد''· وقال فالديفيا إن ''بعض الحكام لا يوفرون الحماية معتقدين أنني أدعي التمثيل، وأنا أنفى ذلك، مؤكداً أنه دائماً يتعرض لخشونة غير قانونية من الخصوم· وأوضح قائلاً: ''الخشونة أمر طبيعي في كرة القدم لكنها يجب ألا تتعدى حدود القانون، وكثيراً ما أبدي اعتراضي وأتحدث إلى الحكام عندما أشعر بظلم لا يعيره الحكم انتباهاً لأنه لا يمكنني الانتظار حتى أفقد قدمي!!