الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البيروقراطية تعرقل «الناشئة» في أثيوبيا

البيروقراطية تعرقل «الناشئة» في أثيوبيا
3 أكتوبر 2015 21:00
أديس أبابا (أ ف ب) تبدو عملية تأسيس شركة ناشئة في أثيوبيا صعبة، حيث خدمة الإنترنت متقلبة، والدفع الإلكتروني مستحيل، إلا أن ذلك ليس سوى بعض من عوائق كثيرة تواجهها شركات كهذه يظهر أصحابها رغم ذلك حماسة كبيرة، تشبه شركة «ديليفر اديس»، وهي أول خدمة عبر الإنترنت لتسليم وجبات الطعام إلى المنازل أطلقت في مارس الماضي، أي شركة أخرى في مجال التكنولوجيات الجديدة، لكن فيليج تسيجاي، مؤسس الشركة البالغ 27 عاما، يؤكد «هنا ينقطع الإنترنت مرة أو مرتين في الأسبوع، وعندما يحصل ذلك لا يسعنا القيام بالشيء الكثير باستثناء الاعتماد على الهاتف لتلقي الطلبيات». غير أن المهمة بالنسبة لهذا الإثيوبي المولود في الولايات المتحدة، حيث تلقى دروسه، والذي انتقل قبل ثلاث سنوات فقط إلى أثيوبيا، هي أن يفرض نفسه في سوق لا تزال غير واضحة المعالم يعتبرها واعدة جدا في القارة الأفريقية. ويوضح «قطاع التكنولوجيات الجديدة لا يزال في بداياته»، والمدفوعات عبر الإنترنت «غير متوافرة تقريبا»، لكن «ما إن تتوافر وسيلة للمقاولين لكسب المال بفضل التكنولوجيا ستتغير الأمور بسرعة كبيرة». وسجلت أثيوبيا، بحسب البنك الدولي، نمواً سنوياً نسبته 10% تقريبا في السنوات العشر الأخيرة، وهي تجذب المستثمرين بأعداد متزايدة يحاولون أن يكون لهم موطئ قدم في هذه السوق التي يزيد عدد المستهلكين فيها عن 90 مليون شخص، وهي الأكبر في أفريقيا بعد نيجيريا. ويشكل قطاع التكنولوجيات الجديدة مجالاً واعداً غير مطروق بعد، وتضم العاصمة الأثيوبية ثلاث حاضنات لشركات ناشئة غالبا ما يدعمها مستثمرون أجانب تساعد المقاولين الأثيوبيين على إطلاق شركاتهم. ويقول كيبروم تاديسي، مدير «اكس هاب»، وهي حاضنة مكاتب وخدمات للشركات الناشئة «اليوم الجميع يريد أن يكون صاحب شركة، الجميع يريد شيئاً جديداً، ومع معدل البطالة وشباب كثير من حملة الشهادات لا تتوافر فرص عمل متعددة، إذا ثمة مكان للابتكار والمقاولة». وتؤكد الحكومة عزمها على تطوير قطاع التكنولوجيات الجديدة إدراكا منها انه قد يشكل مخزوناً لوظائف محتملة، وتفرض الجامعات الأثيوبية كوتة نسبتها 70% من الطلاب في المجالات العلمية. وسيقام «متنزه تكنولوجي» في ضاحية أديس أبابا. إلا أن البيروقراطية الأثيوبية تبقى عائقا رادعاً، فتأسيس شركة وتسجيلها في أثيوبيا مهمة شاقة تتطلب أسابيع من المعاملات الإدارية المضنية، وتشترط السلطات أن يكون لمؤسسي الشركات الشباب مكاتب، في حين يطور الكثير منهم مشاريعهم في مقاهي الإنترنت ومنازلهم. ويقول فلوريان ماندرشيد، المدير الألماني لحاضنة «آيس أديس»، الذي رأى الكثير من المقاولين الشباب يتخلون عن فكرتهم، «تسجيل شركة يحتاج إلى ستة أسابيع، يجب التنقل باستمرار من وزارة إلى أخرى والعملية ليست بشفافة، وغالبية الناس لا يعرفون من أين يبدأون». وبعد تجاوز العائق الإداري، يبدأ الاختبار الأصعب، وهو جمع الأموال، فالمستثمرون الأثيوبيون لا يزالون خجولين حيال قطاع لا يزال مجهول المعالم بالنسبة لهم، فالأسواق المالية غائبة في البلاد والمستثمرون الأجانب يوجهون قيوداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©