الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كرامة: لجنة المشاهدة احتارت أمام «شراسة» التنافس

كرامة: لجنة المشاهدة احتارت أمام «شراسة» التنافس
25 أكتوبر 2014 00:55
جهاد هديب (أبوظبي) عرضت في صالة سينما «فوكس3» (مارينا مول) في السادسة من مساء أمس الجمعة مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة الإماراتية والخليجية، معلنة بذلك انطلاقة عروض «مسابقة أفلام الإمارات»، في إطار الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي، التي تتضمن أيضاً الأفلام الروائية القصيرة ضمن ثلاثة برامج، والأفلام الروائية القصيرة للطلبة والأفلام الوثائقية القصيرة والأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة. لهذه المناسبة التقت «الاتحاد» المخرج السينمائي والمسرحي والكاتب الإماراتي صالح كرامة مدير هذه المسابقة التي انطلقت عام 2001 بهدف تشجيع صناعة الأفلام الإماراتية والتي اتسعت لتستقبل مشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي وتلك الأفلام التي تركز على ثقافة منطقة الخليج العربي وتاريخها. ورداً على سؤال لـ«الاتحاد» قال كرامة: «ربما لم يحدث من قبل طيلة الدورات السبع السابقة من المهرجان أن بلغ عدد الأفلام المشاركة في «مسابقة أفلام الإمارات» هذا الرقم. إنها ملاحظة تجدر بالانتباه». وأضاف: «بالفعل هي كذلك. تتنافس على جوائز المسابقة لهذا العام اثنان وخمسين فيلماً. إنها طفرة، وهذا أحد الأسباب المباشرة التي دعتنا لفتح صالة سينمائية ثالثة للعروض، بهدف استيعاب هذا الزخم من الأفلام. وتابع: «لقد وصل إلينا 200 فيلم، بل أكثر من هذا الرقم بقليل. حتى أن لجنة الاختيار، المنوط بها مشاهدة الأفلام وفرزها، قد احتارت بشأن تلك الشراسة في التنافس بينها. ثمة أفلام أزاحت أخرى وأخرجتها من المنافسة». وأكد كرامة: «هذه هي المرة الأولى التي يندهش فيها الجميع إلى هذا الحدّ، وسوف تكشف هذه الدورة عن مواهب جديدة ومبشّرة، وأصحاب هذه المواهب هم مجموعة من الشبان الذين بدأوا يتلمسون طريقهم الحقيقية نحو السينما، فخرجوا علينا بأفلام أكثر قرباً إلى السينما الصامتة، أي أكثر وعياً بصناعة السينما بوصفها فنا، سواء في استخدام التقنية والأدوات وتحقيق هذه الصناعة على الأرض بشكل أجدى وأنفع للجمهور، أم عبر طرح قضايا هي في أغلبها اجتماعية وملّحة.» وكمدير للجائزة وكاتب ومخرج في المسرح والسينما، سئل كرامة حول مشاغل السينما الخليجية في لحظتها الراهنة، فأجاب: «بالنسبة للسينمائيين الخليجيين الشبان، فإن الهموم الحياتية اليومية هي الأكثر حضوراً من سواها. أما الفتيات، وهذا ليس مفاجئاً بالنسبة لي ولا غريباً عليّ، فاستلهمن نوعاً من القضايا «الوجودية» استنبطنها من أسئلة مطروحة على واقعنا الاجتماعي الخليجي المتشابه في قضاياه عموماً. يهجسن هنا في هذه الأفلام بتخطي حواجز اجتماعية ضمن سمات معينة، قد تصبح هذه السمات هي أحد أهم ملامح السينما الخليجية في المستقبل عندما يتم تجاوز هذه الإشكاليات الاجتماعية، الأمر الذي يتطلب وقتاً. من قبيل ذلك النظرة الاجتماعية للمرأة العاملة ومعاناتها على هذا الصعيد.أتمنى أن أكون أقرب إلى الصواب في صدد هذا التشخيص». وقال أيضاً: «أعتقد، أن أمر النضج السينمائي على المستوى الخليجي وليس الإماراتي وحده هو أمر يحتاج إلى وقت وإلى نضج ثقافي اجتماعي وإنساني عموماً، يسير جنباً إلى جنب مع نضج الشكل والمضمون على صعيد صناعة السينما. لكن أعود وأقول، بأن هذه الأفلام التي تشارك في دورة هذا العام من المهرجان هي أفلام مبشرة جداً بمواهب سينمائية خليجية واعدة رغم وجود بعض الاشكاليات التي لا مجال لتناولها الآن. دون أن يعني ذلك أنني لست متفائلاً، بل أنا متفائل بسينما خليجية مقبلة بالتأكيد». في هذا السياق ورداً على السؤال: هل يمكن القول إن وجودك مديراً للمسابقة قد أثّر في تطوّر الجائزة، خاصة أنك ابن الوسط الفني سينمائياً ومسرحياً فضلاً عن كونك كاتباً؟، قال صالح كرامة: «لا أستطيع أن أزعم ذلك فهذا أمر متروك للآخرين. لكنني لست ابن هذا الوسط فحسب بل ابن المسابقة ذاتها أيضاً، وتخرجت منها سنة 2003 تحديداً حين فزت بإحدى جوائزها. لكن الآن ومنذ خمسة أعوام أنا في مكان عميق فيها يسمح لي بأن أكون متواصلاً معها، وشهدت بأم عيني جميع المخرجين، أولئك الذين واصلوا الطريق مثلما أولئك الذين سقطوا عنه، وما زلت أشاهد أفلام المهرجان كلها وأصبح لديّ الآن حصيلة من المشاهدة والمواقف البصرية والرؤى الإخراجية وتركت أثرها فيّ كاتباً ومخرجاً الأمر الذي جعلني أستفيد، شخصياً، من المهرجان عبر الالتقاء بصنّاع الأفلام مثلما عبر الالتقاء بطلبة الجامعات فكسبت احترام الجميع. وربما ارتفع عدد المشاركات بسبب هذه الثقة المتبادلة التي صنعتها المسابقة كلها هؤلاء جميعاً الأمر الذي جعلها قِبْلةً للمريدين من بينهم». وأضاف: «دعني أقول أمراً هنا، هو أنني تعلمت أيضاً أنه ما منجز يبدعه شخص ما يمكن أن يكون تافهاً بالمطلق، أن لا تستطيع، في هذا الموقع أو خارجه أن تقلل من شأن الآخرين لأنهم يختلفون عنك، وربما يكون هذا سبباً إضافياً ورئيسياً في امتداد الجائزة وشيوعها بين الطلبة وصنّاع السينما من الشبّان تحديداً». وفي ما يتصل بطبيعة عمل لجنة المشاهَدَة، وإلى أي حدّ تتدخّل إدارة المهرجان في سَيْر عملها، أوضح صالح كرامة: «هي لجنة غير معلن عن موعد عملها، وتتكون من خمسة أشخاص من الذين لهم علاقة صميمية بصناعة السينما. تلتئم هذه اللجنة بعد ورود الأفلام وجمعها، وتتحدد مهمتها في رصد هذه الأفلام فيلماً إثر آخر، أي مشاهدتها لتقرر ما الذي يصلح من بينها، كسوية فنية وصناعة سينمائية، ليدخل في المسابقة دون تحديد عملها بشروط مسبقة. بالتالي فإنه من وجهة نظر هذه اللجنة فإن أفلاماً تقصي أخرى إلى خارج المسابقة وهذا أمر بديهي». وختم مدير مسابقة «أفلام الإمارات حديثه لـ«الاتحاد» بالقول: «أثناء ذلك، لا تتدخل إدارة المهرجان في عمل اللجنة ولا تستطيع أن تمارس عليها أي ضغط ولا تحاول توجيهها ولا تتدخل في النتائج التي تخلص إليها. بعد ذلك تتقدم اللجنة بتقريرها لإدارة المهرجان متضمناً لائحة بعناوين الأفلام، ويقتصر دور الإدارة هنا على تبّني اللائحة كما هي دون إضافة أو حذف. وبالمناسبة فإن طبيعة تعامل إدارة المهرجان سواء مع لجنة المُشاهدة أو لجنة التحكيم، وغالباً ما تتكون اللجنتان من خمسة أعضاء، هي أيضاً أحد الأسباب الرئيسية التي أكسبت المسابقة هذه السمعة الطيبة في أوساط السينمائيين الإماراتيين والخليجيين معاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©