بيروت-وكالات الأنباء: حث زعيم الاكثرية النيابية في لبنان النائب سعد الدين الحريري امس اللبنانيين على عدم التجاوب مع دعوة المعارضة الى الاضراب العام غدا الثلاثاء، وقال في بيان ''ان فتح المدارس والمعامل والاسواق التجارية ومواصلة الفلاحين والعمال الزراعيين البحث عن لقمة عيشهم في اماكن عملهم العادية هي مسؤولية وطنية بامتياز في هذه الظروف الاستثنائية لوطننا لبنان''· مشيرا الى أن كل عمل منتج هو رد فعلي يساهم في تحصين لبنان وحكومته الشرعية·
ورأى زعيم ''تيار المستقبل'' أن منظمي الاضراب يعلمون علم اليقين أن غالبية اللبنانيين لا توافق على اهدافهم ولا على اساليب الشلل والتعطيل التي يعتمدونها ولذلك فهم سيلجأون الى كل ما من شأنه منع المواطنين من ممارسة حريتهم ومزاولة أعمالهم بما في ذلك محاولة إقفال المنافذ والطرقات، وقال ''نحن جميعا علينا أن نقول لهم إن يوم الثلاثاء يجب أن يكون يوما عاديا بالعمل والإنتاج والدراسة''· مشيرا الى ان الداعين الى الاضراب يريدون تعطيل باريس-3 من بيروت وبيروت لن تقفل ابوابها في وجه الحياة·
ودعا الحريري اللبنانيين في كل المناطق الى التزام اقصى درجات الهدوء واليقظة في مواجهة حملات التصعيد والتهويل المتوالية التي سيكون يوم غد حلقة جديدة من حلقاتها، وطالبهم بوجوب اعتماد الوسائل السلمية والقانونية لمواصلة الحياة الطبيعية· كما دعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني جميع المؤسسات الدينية في لبنان الى فتح ابوابها للعمل وممارسة اعمالها اليومية كالمعتاد غدا رأفة بالوطن والمواطن·
وحث زعيم ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع بدوره القوى الامنية على منع أي محاولات للمعارضة لشل البلاد غدا عبر إقفال الطرقات الرئيسية والمؤسسات، وقال ''تبين لنا أن الذي يحضر له هو قطع طرقات اكثر ما يحضر الى إضراب عام··ستبدأ الخطة منذ صباح الثلاثاء وسيجدون طريقة للنزول إلى الطرقات الرئيسية على المفارق الرئيسية وعلى المستديرات الرئيسية ومن هناك بانتظار أن تكون أتت قوى الامن لإزالتهم··سيمنعون الناس من إكمال طريقهم الى اعمالهم وبالتالي يكونون قد وصلوا الى إضراب عام ولكن بالقوة وبالفرض''·
وقال جعجع ''نحن نطالب الجيش اللبناني والقوى الأمنية الاخرى أن يؤمنوا التواجد الكافي على المفارق الرئيسية والطرقات الرئيسية منذ ليلة الاثنين الثلاثاء لكي لا يستطيع أحد أن يقفل الطرقات، واضاف ''اللبناني الذي يحب يوم غد الثلاثاء أن يكمل عمله يجب أن يكون له حق ونحفظ له هذا الحق ولهذا الدولة عليها مسؤولية تأمين الطرقات والمفارق''·
وشدد على أن حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لن تغتال نفسها عبر الرضوخ لمطالب المعارضة، وقال ''مهما كان فإن الحكومة ستضع كل ثقلها حتى تظل تستطيع أن تحكم وتسير شؤون الناس وإن كان ذلك بحدود ليست كبيرة جدا ولكن هذا المتوفر في الوقت الحاضر لأن الخيار الآخر عند الحكومة هي أن تغتال نفسها بنفسها وهذا شيء لن تفعله··وأعتقد أن لا أفق سياسيا لتحرك المعارضة·
وفي المقابل، تعهد نائب أمين عام ''حزب الله'' نعيم قاسم بأن المعارضة لن تتنازل، وقال ''فعاليات المعارضة ستكون قوية ومؤثرة وكبيرة والأهم من ذلك أننا لن نترك الشارع حتى تحقيق أهدافنا''· في وقت رأت الهيئات الاقتصادية في الدعوة الى الاضراب غدا أي قبل يومين من انعقاد مؤتمر باريس-3 ضربة موجهة الى المؤتمر في وقت توافق الجميع واكدوا حرصهم على ضرورة انعقاده رغم خلافهم على برنامجه الاصلاحي''·
وانتقد البطريرك الماروني نصرالله صفير من جانبه الاكثرية والمعارضة على حد سواء، داعيا المسؤولين الى التفكير بمصير وطنهم قبل مصيرهم الشخصي، وقال خلال عظة الاحد ''الموالاة والمعارضة تتشبثان كلاهما بمواقفهما، سواء أكان صوابا أم خطأ، فيما البلد يتفتت ويذوب، والناس كادوا يكفرون به وبالمسؤولين عن مقدراته، سواء أكانوا في موالاة او معارضة وكأن الامر بالنسبة الى كل منهما يقوم على إظهار أنه على حق، ولو خرب البلد ومات الناس جوعا''· وأضاف ''آن الأوان ومؤتمر باريس 3 ينعقد هذا الاسبوع، لإقالة لبنان من عثرته، أن يفكر المسؤولون اللبنانيون بمصير وطنهم ومواطنيهم قبل التفكير بمصيرهم الشخصي''·
عدد اليوم
