الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وداعا “السوبر مان”

16 فبراير 2010 23:15
في البداية اسمحوا لي أن أطل عليكم مرة أخرى على صفحات “الاتحاد الرياضي”، واسمحوا لي أيضا أن اعترف لكم أنني واجهت صعوبة شديدة في كتابة هذا المقال، لأني كنت تحت طائلة الضغط الشديد بأنني مهما قلت ومهما كتبت لن أستطيع أن أفي صاحب الموضوع حقه. وكيف أوفيه حقه ؟ وأنا أتكلم عن وداع ورحيل، وعن نهاية مشوار لشخص ارتبطت بالعمل معه أكثر من 18 سنة كانت حافلة بالتجارب والمواقف والتي لا يمكن أن تزول من الذاكرة. أتحدث عن الصحفي القدير محمد عبدالله حمصي إحدى قامات “الاتحاد الرياضي” والذي ساهم بعطائه على مر السنوات في ازدهار الملحق وتفوقه والأكثر من ذلك أنه كان أحد الأشخاص الذين ساهموا على مر السنين في صناعة صحافة رياضية قوية ونشيطة في الإمارات. نودعه مجبورين لأن هناك قانوناً للتقاعد يفرض علينا وعليه مثل هذه النهايات، ونودعه وليس باليد حيلة غير قول: «سامح الله القوانين واللوائح لأنها لم تنصف الحمصي». الإنسان من المفروض أن يقاس عمله بمدى قدرته على العطاء والإنتاج وليس بالسن، ومن يعرف «الحمصي» عن قرب يدرك أنه شعلة نشاط وتوهج لا تنطفئ أبدا ومازال يملك القدرة على العطاء والتفوق. رجل يملك طاقة رهيبة وصبر أيوب على العمل، وكل المهمات التي كانت تستعصي على غيره كان يحلها.. بعثة تصل في «عز الفجر» لابد وأن يكون حمصي أول واحد ينتظرها.. شخصية صعبة المراس ترفض الحديث تجد حمصي يتابعها حتى يستنطقها. نوع غير عادي، أين تجدون شخصا يرفض بطيب خاطر الحصول على إجازته الأسبوعية ويقدم العمل على راحته، سواء كنا في عيد أو غيره، في إجازة نهاية الأسبوع أو في يوم عمل عادي، ولهذا يبقى «حمصي» هو «حمصي» مضخة للعمل والعطاء. سنذكر لـ«أبوعبدالله» على الدوام أنه خدم الامارات ورياضتها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وسنذكر له أنه شخص لا يعوض لأنه مصاغ من معدن استثنائي خليطه الإخلاص والتفاني وحب العطاء. في الختام أعتقد أن كل الذين يعرفون حمصي سيدركون أني لا أبالغ في شيء إذا وصفته بـ”السوبر مان” لأنه ببساطة كذلك. سيف الشامسي | Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©