ستيف جوبز .. رحل بعدما رسم خريطة نجاح شركة آبل

انطلق السبت الماضي أحد أهم وأشهر المعارض التكنولوجية التي تهم المستخدمين للتقنيات الحديثة جيتكس شوبر 2013، ليضيف عشرات الخيارات لعشاق الأجهزة الإلكترونية والذكية، ويأتيهم بالكثير من التقنيات التي تلبي حاجاتهم ووظائفهم اليومية، حيث تزامن يوم انطلاق المعرض في مدينة دبي الذكرى الثانية لوفاة ستيفين باول جوبز الشهير بـ «ستيف جوبز»، في 5 أكتوبر 2011 أحد أهم رواد التكنولوجيا الذكية، وصاحب الفضل في طفرات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر اللوحية الذكية. قيل عن ستيف جوبز خلال السنتن الماضيتين ومنذ رحيله، الكثير، وكتبت دور النشر والمكتبات والمواقع الإلكترونية والصحف الأكثر، عن هذه الشخصية المليئة بالتناقضات، والتي لا تتكرر كثيراً في عالم التقنيات والتكنولوجيا الحديثة. فجوبز أميركي الجنسية سوري الأصل، لم يؤثر كما أثر غيره في عالم التكنولوجيا والتقنيات الذكية فقط، بل أثر بشخصيته المثيرة للجدل بمستخدمي أجهزة آبل وعشاق منتجاتها الذكية والإلكترونية، لدرجة أن هنالك مئات الآلاف من مستخدمي منتجات التفاحة البيضاء، لا يقبلون ولو لثواني التفكير باستخدام أي منتج تكنولوجي آخر، حتى لو تميز وتغلب على منتجات شركتهم المفضلة آبل. خطة خمسية يمكن لأي متتبع لشركة أبل ورئيسها الراحل ستيف جوبز أن يؤكد أن الشركة التي يزيد عمرها عن أكثر من 20 عاماً، لم تجد شهرتها الجامحة التي وصلت إليها اليوم، ولم يعلم بها وبمنتجاتها التكنولوجية، والذكية منها على وجه الخصوص، القاصي والداني على وجه الأرض، إلا خلال السنوات الخمسة الماضية، وبالتحديد سنة 2007 عندما أعلن ستيف جوبز عن إطلاق أول هاتف متحرك ذكي، ضارباً حينها بعرض الحائط مئات الانتقادات والاحباطات التي واجهها عندما أعلن عن هاتف شركته الذكي الأول آي فون، ومتخلياً عن طفرة الهواتف المتحركة التقليدية في تلك الفترة التي كانت تقودها الفنلندية نوكيا حينها. ولكن قد لا يعلم الكثيرون من عشاق شركتهم الأميركية المفضلة أبل ومديرها الراحل صاحب براءات الاختراعات الذكية فيها، أن هذا الأخير كان ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن بها عن هاتف آي فون 1، قد وضع خطة خمسية، ذات سنوات خمس لمنتجات الشركة الذكية، تسير عليها شركته ولا تغير طريقها وخطوط إنتاجها، مهما كانت الظروف، دون أن يعلم جوبز أنه سيترجل عن قيادة شركة أبل، وأن القدر سينهي مسيرته الذكية فيها والطفرات التقنية المتتالية التي جاءت بها، قبل نهاية هذه السنوات الخمس، بعام واحد فقط. آخر هاتف ذكي رحل جوبز في 5 أكتوبر 2011، أي بعد يوم واحد فقط من الإعلان رسمياً عن آخر هاتف ذكي «آي فون 4 إس» حافظ على سياسية جوبز التي رسمها ضمن خطته الخمسية المتعلقة في أحجام هواتف شركته الذكية، والتي أكد في أكثر من مناسبة وأصر على أن لا تتجاوز شاشاتها عن 3,5 إنش، مهما كانت الظروف. ليس هذا فحسب بل انتقد ستيف جوبز عند إطلاق بعض الشركات العالمية لهواتف ذكية بأحجام شاشات تأتي بقياس 4 إنش وأكثر، هذه الهواتف وأعتبرها في وقتها أنها غير مناسبة ليد المستخدمين، لتعارضها في ذلك الوقت بالأحجام القياسية التي كانت تتميز بها شاشات الهواتف التقليدية التي لم تزد عن 3 إنشات على أكبر تقدير. مرحلة جديدة بعد وفاة جوبز وإدارة تيم كوك لشركة أبل، بدأت الشركة مرحلة جديدة، تفاءل بها البعض، وهي مرحلة ما بعد الخطة الخمسية التي رسمها ستيف جوبز وسارت عليها شركته بخطوات راسخة وثابته لتحقق ما لم تحققه العديد من الشركات التكنولوجية العالمية في أقل من خمس سنوات. كانت بداية المرحلة الجديدة للشركة الأميركية وتخلصها من عقدة خطة جوبز الخمسية واضحة وجلية عندما أعلنت الشركة الأميركية أبل في سبتمبر 2012، عن أول هاتف ذكي لها يخرج من عباءة هواتف الشركة القديمة ويأتي بحجم وقياس شاشة جديدين، وذلك عندما أعلنت شركة أبل عن هاتفها آي فون 5 الذي جاء بشاشة قياس 4 إنش، متخلياً عن مقاسات الشاشة القديمة في نسخ هواتف الشركة السابقة. التوقعات المبيعات القياسية والغير متوقعة لنسخة هاتف شركة أبل آي فون 5، التي حطمت كافة الأرقام وتجاوزت التوقعات جعلت من هاتف الشركة هذا يتربع على قمة مبيعات الهواتف الذكية ودونما أي منافس يذكر، والتي وصلت لما يزيد عن 80 مليون نسخة على مستوى العالم منذ اليوم الأول لإطلاقه حتى الربع الثالث من هذا العام، الأمر الذي جعل الكثير من الخبراء والمختصين، يعيدون النظر في خطة جوبز الخمسية، كما وجعلت بعضهم يعتقدون أن فكرة تغير حجم شاشة آي فون 5، كانت من ضمن الأفكار والخطط التي رسمها ووضعها جوبز ضمن خطته الخمسية الثانية، والتي لم يشهد على نتائجها وأرباحها الخيالية. عدم الثبات كثير من الخبراء والمهتمين بتحليل الشخصيات المؤثرة في البشرية خصوصاً التكنولوجية منها يرون أن ستيف جوبز حالة فريدة من نوعها، وحتى علماء عصره ومبتكري الكثير من التقنيات والابتكارات، لم تحقق مخترعاتهم هذه الجزء اليسير مما حققته أفكار جوبز التي غلفها الغموض في الكثير من الأحيان وشابها استباقها للزمن التي جاءت به، بما في ذلك ذراع جوبز الأيمن تيم كوك، الذي لازمه حتى مماته كنائبه في الشركة العملاقة، ليتولى مهام رئاسة الشركة بعد وفاته، والذي صرح مؤخراً أن رئيسة السابق جوبز، كان يمتلك قدرة على تعديل رأيه لا يمتلكها غيره وذلك من خلال عدم تمسكه على فكرة طرحها إذا وجد أنها لم تعد تصلح أو يجب تبديلها. وهو ما أثار حفيظة الخبراء والمحللين ليؤكد بعضهم أن ستيف جوبز الذي أخذ بيد أبل ورسم طريق شهرتها وانتشارها، من خلال المنتجات الذكية والمتميزة التي طرحتها شركته منذ العام 2007، هو نفس الشخص الذي رسم خطة الشركة الخمسية الثانية والصالحة لغاية العام 2017، وأن خطته هذه التي رسمها في نهاية حياته شملت تغير مقاسات شاشة آي فون الجديد، والتي تخفي في المستقبل الكثير من الأمور التي من شأنها الحفاظ على قصة نجاح التفاحة التي أكل منها الملايين ولم تزل لديها المزيد. رسالة تذكير شخصيات مثل ستيف جوبز قد لا تحتاج إلى تذكرها بين الحينه والأخرى، فما تركه من إرث ملموس في عالم التكنولوجيا الحديثة والذكية، كفيل بتذكره في كل لحظة وكل وقت يقوم المستخدم باستخدام ما أنتجته شركة أبل من أجهزة وتقنيات ذكية، أو ما قدمته وتقدمه الشركات العالمية كافة وبدون استثناء من تكنولوجيا وتقنيات ذكية، كان لجوبز الفضل الأكبر والأول في انتشارها وشهرتها من خلال أفكاره التي سبقت عصره بسنوات طويلة. ورغم ذلك، قام تيم كوك مؤخراً بإرسال رسالة بريدية إلى موظفي شركة أبل، تذكرهم بأن يوم 5 أكتوبر 2013 يصادف ذكرى مرور سنتين على رحيل مؤسس شركة أبل وصاحب الفضل في انتشار الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية على مستوى العالم، أكد من خلالها أن ستيف كان كائن بشري مذهل ترك عالمنا إلى مكان أفضل، وأن روحه كانت ومازالت هي الأساس الذي كون شركة أبل. وأشار كوك أنه سيستمر في تكريم ذكرى جوبز ما دام يترأس شركة أبل، وانه سيستمر بالعمل بالطريقة التي كان يفضلها ويحبها جوبز.