الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا.. الداخل أوْلى

25 يناير 2015 23:14
أعلنت نيجيريا أنها قد تقوم بإعادة جنودها العاملين في الخارج في إطار عمليات حفظ السلام الأممية إلى البلاد من أجل المساعدة في جهود محاربة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية المتمردة، في خطوة قد تكون لها تداعيات أمنية محسوسة عبر القارة الإفريقية. ففي يوم الخميس الماضي، قال مايك أوميري، المتحدث باسم الحكومة: «ثمة حاجة لزيادة عدد الجنود في مناطق العمليات، وهو ما قد يتطلب استدعاء الجنود من مهمات لحفظ السلام في الخارج من أجل رفع وتحسين القدرات العملياتية للجيش النيجيري». ومن الجدير بالذكر، أن الحكومة النيجيرية تتعرض لانتقادات شديدة على خلفية أدائها الباهت في احتواء حركة «بوكو حرام» المتمردة التي تواصل إرهاب القرى والبلدات في الشمال الشرقي لأكبر بلد من حيث عدد السكان وأكبر اقتصاد في إفريقيا، حيث يشتكي المدنيون في المناطق المتضررة منذ وقت طويل من إهمال الجيش ويتهمونه بالتقصير في القيام بواجباته، ومن ذلك الهرب بدلاً من مواجهة المتمردين. وبالنظر إلى نشرها 3 آلاف جندي خارج حدودها، تُعتبر نيجيريا ثامن أكبر مساهم بجنود حفظ السلام في مهمات الأمم المتحدة على مستوى العالم، وثالث أكبر مساهم في إفريقيا، حيث تشارك القوات النيجيرية في عمليات لحفظ السلام تحت لواء الأمم المتحدة في كل من جنوب السودان والكونجو ومالي وليبيريا ومنطقة دارفور السودانية. كما تشارك أيضاً بجنود في مهمات مماثلة تابعة للاتحاد الإفريقي. ونظرياً، يبلغ عدد قوات الجيش والقوات شبه العسكرية النيجيرية 400 ألف جندي على ما يقال، غير أن القوات النشطة والفعلية يعتقد أنها تناهز 160 ألف جندي فقط. وقال «أويري» إن استدعاء قوات حفظ السلام النيجيرية كان أحد المواضيع التي كانت مطروحة للنقاش على جدول الأعمال عندما اجتمعت بلدان المنطقة في النيجر في وقت سابق من هذا الأسبوع من أجل مناقشة الاستراتيجية المتعددة الجنسيات لمحاربة المجموعة المتمردة، حسبما أفادت صحيفة «ذيس داي» النيجيرية. وكان مجلس الأمن الدولي قد ندد في وقت سابق من هذا الأسبوع بالمذبحة التي ارتكبتها «بوكو حرام» -والتي أسفرت عن مقتل نحو ألفي شخص- وذلك في أول تنديد علني له بالمتطرفين النيجيريين. كما حث المجلس أيضاً القوات المتعددة الجنسيات على رسم استراتيجية واضحة ومحكمة. وتُعتبر «باجا»، البلدة التي تعرضت لهجوم من قبل المقاتلين هذا الشهر، قاعدة عسكرية مهمة للقوات المشتركة متعددة الجنسيات التي تضم قوات من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون. ويفترض بهذه القوات أن تقوم بدوريات على الحدود وتلاحق «بوكو حرام»، ولكن شهوداً قالوا إن المقاتلين المتطرفين سيطروا على المنطقة بعد فرار الجنود من البلدة الذين تركوا السكان تحت رحمة المهاجمين. وفي هذا السياق، قالت مانجي شيتو من «تينيو إنتيليجنس»، وهي شركة استشارية لتقييم الأخطار السياسية: «إن الجيش فشل في حماية سلامة الأراضي النيجيرية»، مشيرة إلى ازدياد عدد مجموعات الحراسة الشعبية التي شكلها السكان «الذين يشعرون بالخذلان وبأن قوات الأمن قد تخلت عنهم». غير أن هذه ليست المرة الأولى التي أعادت فيها نيجيريا توجيه قواتها لحفظ السلام. ففي 2013، سحبت البلاد بعضاً من جنودها الـ1200 في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي من أجل مواجهة «الجهاديين» في الداخل. يذكر هنا أن نشر نيجيريا لقواتها في مالي كان تعرض لانتقادات شديدة بسبب سوء تنظيمه. كما شكّل الانسحاب النيجيري ضربة للقوة الأممية الجديدة وقتئذ، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». هذا وقد عانى التعاون الغربي مع الجيش النيجيري من عدد من المشاكل أيضاً. ذلك أن الولايات المتحدة تزود نيجيريا بالأسلحة والتدريب، إلى جانب الدعم الاستخباراتي، بهدف ملاحقة جماعة «بوكو حرام» بشكل رئيسي، ولكنها تشتكي من نقص التعاون من جانب نيجيريا وفشلها في الاستفادة من معلومات استخباراتية مشتركة. ومن جهتها، تقوم بريطانيا وفرنسا بمساعدة نيجيريا منذ أن أقدمت «بوكو حرام» في بلدة «شيبوك» العام الماضي على اختطاف 300 طالبة، معظمهن ما زلن في عداد المفقودات. باولا روجو - أبوجا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©