25 قتيلاً و329 جريحاً في صدامات القاهرة

أسفرت المواجهات بين الشرطة العسكرية والمدنية والمتظاهرين الأقباط بمنطقة ماسبيرو أمام التلفزيون المصري بالقاهرة مساء أمس الأول، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة المصرية أمس، عن 25 حالة وفاة، منها 4 من جنود الجيش، وإصابة 329، بينهم 150 من العسكريين و179 من المتظاهرين. وقالت الوزارة إن المستشفيات استقبلت 310 مصابين وتم إسعاف 19 في موقع الأحداث، وإن 10 في المئة من بين الحالات المحتجزة بالمستشفيات حالياً حالتهم حرجة، والبقية حالتهم مستقرة، وإن الإصابات تنوعت ما بين طلقات نارية وحروق وجروح قطعية وضيق في التنفس. وأوضحت وزارة الصحة أن الوفيات البالغ عددها 25 حالة، بينها 17 حالة وفاة في المستشفى القبطي، وحالتان بمستشفى معهد ناصر، وحالة بمستشفى كوبري القبة العسكري، و4 بمستشفى شبرا العام، وحالة بمستشفى المنيرة العام.وتظاهر آلاف الأقباط أمام المستشفى القبطي بشارع رمسيس بالقاهرة أمس احتجاجاً على سقوط عدد من الأقباط خلال أحداث ماسبيرو الدامية. وقام المتظاهرون بترديد العديد من الهتافات المعادية للمجلس العسكري قبيل بدء مسيرة نقل جثامين القتلى من المستشفى القبطي إلى مقر الكاتدرائية بالعباسية لإقامة القداس على أرواحهم. ورأس البابا شنودة صلاة الجنازة على جثامين الضحايا، وشارك فيها عدد من كبار أساقفة المجمع المقدس للكنيسة. وحضر الصلاة عدد من الشخصيات العامة، وممثلو الحركات والأحزاب السياسية، ومرشحو الرئاسة المحتملون. وتخلل الصلاة هتافات تحيي دماء الشهداء وتعارض بعض السياسات الحكومية في التعامل مع الملف القبطي. وكثفت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة من وجودها في محيط المستشفى القبطي، حيث تم الدفع بعشرات من تشكيلات الأمن المركزي لتأمين المسيرة وضمان عدم حدوث أي احتكاكات أو اشتباكات خلالها. وأصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذوكسية برئاسة البابا شنودة بياناً أمس، أعرب فيه عن أن الكنيسة “روعت لما حدث أمام مبنى ماسبيرو والذي تسبب في استشهاد 24 شخصاً وإصابة 200 جريح من الذين خرجوا في مسيرة سلمية للتعبير عن مشكلاتهم”. وقال بيان الكنيسة بعد اجتماع البابا و70 أسقفاً إن الإيمان المسيحي يرفض العنف وألمح إلى أن غرباء اندسوا في المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التي ألصقت بالأقباط. وأشار البيان إلى أن الأقباط لهم مشاكل تتكرر دون محاسبة المعتدين ودون إعمال القانون أو وضع حلول جذرية لتلك المشاكل. وطلب البابا شنودة من الأقباط صوم ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم لكي يحل السلام في مصر. وبدأت النيابة العسكرية أمس تحقيقات موسعة مع 25 من المتهمين في أحداث ماسبيرو. وذكر مصدر مسؤول أن مباشرة القضاء العسكري للتحقيقات مع المتهمين المدنيين في تلك الأحداث يعد اختصاصاً أصيلاً للقضاء العسكري في ضوء ما شهدته الأحداث من تعديات على القوات المسلحة وعناصرها الموجودة بمنطقة ماسبيرو. وأشار إلى أن المتهمين المقبوض عليهم شاركوا في أعمال تخريب واعتداءات على أفراد القوات المسلحة وإحراق ممتلكات تخص الجيش المصري. وقام فريق من النيابة العامة أمس بإجراء معاينات لموقع الأحداث لتحديد حجم التلفيات والخسائر التي وقعت. وتبين من المعاينة التي أجراها محققو النيابة العامة وقوع تلفيات وحرائق بعدد من المباني والسيارات الحكومية والخاصة ببعض المواطنين، حيث كشفت المعاينة الأولية أن المتظاهرين قاموا بحرق السيارات عمداً، كما أجرت النيابة معاينة للتلفيات التي تعرض لها أحد العقارات المجاورة لمبنى التلفزيون. وانتقل فريق من محققي النيابة العامة إلى المستشفيات، حيث استمعوا إلى أقوال المصابين بشأن ظروف وملابسات الحادث لمعرفة أسباب إصاباتهم، كما استمعت النيابة إلى أقوال العشرات من شهود العيان من قاطني المنطقة وأصحاب المحال التجارية والمارة بشأن معلوماتهم عما جرى من أحداث. وأمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بالتصريح بدفن جثمان 20 شخصاً لقوا مصرعهم في تلك الأحداث بعد التعرف إلى هويتهم وتسلميهم لذويهم، فيما لم يتم التعرف إلى هوية بقية الجثث بعد. وكثفت أجهزة الأمن من وجودها في محيط مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بشارع كورنيش النيل بماسبيرو، تحسباً لتجدد الأحداث الدامية التي وقعت الليلة قبل الماضية. واصطفت عشرات من سيارات الأمن المركزي بطول شارع كورنيش النيل، ابتداء من منطقة بولاق أبو العلا وحتى مبنى الحزب الوطني المنحل، فيما ساد الهدوء الحذر منطقة ماسبيرو. ووقعت بعض المناوشات البسيطة بين بضعة من المسيحيين والمسلمين أمام مبنى التلفزيون عندما كان كل منهم يتجه إلى عمله وتمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الموقف سريعاً. وقامت أجهزة محافظة القاهرة برفع آثار أحداث المصادمات التي شهدتها منطقة ماسبيرو. وقال نائب المحافظ للمنطقة الغربية اللواء سيف الإسلام عبد الباري إن فرقاً من هيئة النظافة قامت بتجميع المخلفات وإعادة كنس الشوارع ورشها بالمياه، وصولاً إلى ميدان التحرير والشوارع الفرعية، كما ساعدت مع القوات المسلحة في رفع السيارات المحطمة والمحترقة كافة لفتح الطرق وتسهيل الحركة المرورية. ونفت السفارة الأميركية بالقاهرة التقارير الصحفية التي ذكرت أن الولايات المتحدة تقدمت بعروض لإرسال قوات أميركية لحماية دور العبادة القبطية في مصر. وأعربت السفارة في بيان لها أمس عن قلقها العميق من أحداث العنف التي وقعت الليلة قبل الماضية بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي نتج عنها سقوط قتلى من الجانبين. كما أعربت عن خالص تعازيها لأسر الضحايا وأحبائهم، مطالبة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإجراء تحقيق في الحادث لكشف الملابسات كافة.